واشنطن - يوسف مكي
أثبت العلماء أن " نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي " له دور كبير في الوقاية من النوع الثاني لمرض السكري.
وراقب الباحثون من جامعة "هارفارد" النظام الغذائي و السجل التاريخي الطبي لنحو 200 ألف من المتخصصين الأصحاء في الولايات المتحدة الأميركية على مدار العشرين عاماً الماضية.
وتبين أن هؤلاء الذين لديهم إستهلاك مرتفع من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات، والفول، مع عدم تناول اللحوم كثيراً أقل عرضة بنسبة 34 بالمائة لتفاقم مرض السكري من النوع الثاني. وجرى تصنيف المنتجات النباتية والحيوانية في مؤشر لإعطاء الدرجات العليـا و الدنيا على التوالي من أجل الوقوف على الدرجة في الإجمال للنظام الغذائي.
وكان من المعروف سابقًا بأن هناك بعض الفوائد الصحية للنظام الغذائي النباتي، ولكن هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "بلوس وان PLOS One "سلطت الضوء على أهمية الفرق ما بين " الصحي " و " الأقل صحة " للأغذية ذات الأصل النباتي. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن تستهلك الحبوب كمجموعة متنوعة من الحبوب الكاملة وليست المكررة.
أما هؤلاء الذين لجأوا إلى الخيارات " الأقل صحية " من الاغذية النباتية مثل الحبوب المكررة والبطاطا والمشروبات السكرية، فقد وجدوا أنفسهم أكثر عرضة بنسبة 16 في المائة لتفاقم مرض السكري من النوع الثاني. فيما أظهر النظام الغذائي الذي لا يعتمد كثيراً على النباتات تقليل مخاطر الإصابة بالمرض بنسبة 20 بالمائة ترتفع إلى أربعة وثلاثين في المائة إذا كان الإستهلاك للأغذية الأكثر صحية.
ويعتقد بأن النسبة العالية من الألياف، ومضادات الأكسدة، والأحماض الدهنية غير المشبعة إضافةً إلى العناصر الغذائية الدقيقة مثل "المغنيزيوم" هي التي تعمل ضد مرض السكري. وإلى جانب ذلك فإنه بإمكانها المساعدة في تعزيز بكتيريا الأمعاء.
وفي دراسة أجريت عام 2013 من جانب جامعات برشلونة Barcelona و فالنسيـا Valencia و ملقة Malaga و نفارا Navarra فقد أظهرت بأن النظام الغذائي القائم على النباتات يساعد أيضاً في الوقاية من أمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية. كما كشفت دراسة أخرى عن أن الدهون المفيدة التي توجد في زيت الزيتون لها تأثير كبير في تقليل الوزن أكثر من حصر السعرات الحرارية.
وقال خبير التغذية دكتور آمبيكـا ساتيغا من جامعة "هارفارد" إن النتائج التي تم التوصل إليها تقدم دليلاً إضافياً لدعم التوصيات الغذائية الحالية للوقاية من الأمراض المزمنة. بينما أشار المؤلف المشارك في الدراسة البروفيسور فرانك هو Frank Hu بأن التحول إلى النمط الغذائي الغني بالأطعمة الصحية القائمة على النبات مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، والمكسرات، والبذور، مع الإبتعاد أكثر عن اللحوم الحمراء والمصنعة يمكن أن يمنح فوائد صحية كبيرة في الحد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.