القاهرة ـ محمد عمار
عند بداية القرن الماضي انتشر مرض الدرن بشكل مخيف فكان الموت لمن يحمله ومع التقدم الطبي بدأت معركة حامية بينه وبين الأطباء حسمتها العقاقير المعالجة لصالح الأطباء .. فخمدت قوته وأختفى لكنه عاود للظهور بشكل قوي في السنوات الأخيرة وحول الدرن قالت الأستاذ الدكتور عصمت علي عبد النبي أستاذة الأمراض الصدرية في طب القصر العيني أن الدرن هو مرض ينتج من العصيات البكتيرية التي تحتاج إلى نوع خاص من الصبغات لإظهارها وسميت العصيات البكتيرية بعد ذلك بعصيات كوخ نسبة إلى العالم روبرت كوخ الذي أكتشف المرض 1882 وأشارت أن سبب المرض وإنتشاره هو العدوي فهو ينتقل من شخص إلى شخص وقد تم إكتشاف ميكروب الدرن الرئوي في بعض المومياوات الفرعونية وتتم العدوى من مخالطة المريض الإيجابي البصاق أو عن طريق إستنشاق أتربه متطايرة تحتوي على بقايا بصاق جاف في الأرض
وحول تأثير الدرن على الجسم تقول الدكتورة عصمت أن المرض لا يؤثر فقط على الرئتين ولكن يمكن أن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم فمثلًا إصابة الجهاز الهضمي من الممكن أن تأتي عند شرب حليب من بقر مصاب بالدرن ولم يتم غلي الحليب بالصورة الصحيحة.
وعن بداية الإصابة بالمرض أشارت أن الإصابة الأولى تسمي الإصابة الإبتدائية والتي تبدأ في الرئة والأمعاء ونادرًا في الأنف والجلد أو اللوزتين وقد تمر الإصابة دون أن يلاحظها المريض .. ولكن من الممكن أن تترك الإًصابة الأولى بؤرًا كامنة في معظم أعضاء الجسم نتيجة لقصور في الجهاز المناعي ويحدث ذلك نتيجة لسوء التغذية أو وجود بعض الأمراض مثل السكر .. وحول العلاج أوضحت أن العلاج مر بأكثر من مرحلة منها إكتشاف عقار "الإستربتوميسين 1954 ثم إكتشاف الأشعة السينية التي ساعدت على دراسة تطور المرض
وعن النصائح التي ينصح بها المريض كشفت الدكتورة عصمت أن على المريض متابعة العلاج بإنتظام ولا يجب أن يوقف العلاج بنفسه خصوصًا أن المريض يتحسن بعد الأسابيع الأولى من تناول الدواء .. لأن وقف العلاج يؤدي إلى تطور صورة الميكروب .. وحول المدة المخصصة للعلاج أشارت أن العلاج مابين عام ونصف وتسعة أشهر وعلى المريض أن يبتعد عن الزحام ويكون في أماكن جيدة التهوية وعدم تناول الخمور والتدخين وتجنب تدخين الشيشة وتبادلها مع المدخنين .