غزة – علياء بدر
يتذكر والد المريض أبو خميس حالة ابنه حين وصل به إلى مستشفى غزة الأوروبي، فاقداً الأمل بأن يعود به مجدداً إلى المنزل على قيد الحياة بعد أن تعرض لعدة طعنات على إثر شجار وقع في أحد الأحياء في مدينة خان يونس منتصف العام الماضي 2016. ويقول أبو خميس ”كان ابني في حالة يُرثى لها حيث فقد الكثير من الدماء بعد أن تعرّض لعدة طعنات، كنت أفقد الأمل مع كل دقيقة يتجاوزها الزمن وينزف معها ابني المزيد من الدماء".
ويتابع: "حين وصلت إلى المستشفى، تجمع الأطباء حول ابني في قسم الحوادث والطوارئ ليتم تقديم الإسعافات الأولية له حيث تم نقل له أكثر من 22 وحدة دم في معركة ضارية مع الموت بذلها الأطباء لإنقاذ حياته". ويضيف: ” تم تحويلي إلى غرفة العمليات لإجراء عملية لإنقاذ حياة ابني، وبعد أربع ساعات من الانتظار في العملية مرت وكأنها أربع سنوات خرج الدكتور المشرف على العملية ليخبرني بأن ابني تم إنقاذه، حمدت الله كثيرا ولا أعرف حتى اللحظة كيف أقدم الشكر للفريق الطبي ولوزارة الصحة، حيث يمارس ابني حياته الطبيعية الآن وهو بصحة جيدة.
وبدوره، يشير استشاري الأوعية الدموية والجراحات الدقيقة في مستشفى غزة الأوروبي الدكتور محمد كلوب، إلى أن حالة المريض خميس تعد من أبرز العمليات النوعية المعقدة التي أجراها برفقة فريق الأوعية الدموية من مستشفى غزة الأوروبي، خلال العام2016. ويقول د. كلوب إن المريض خميس وصل جثة هامدة وهو يعاني من نزيف داخلي شديد جراء تعرضه طعنة في البطن تعرّض لها من باستخدام خنجر كبير حيث تم عمل له عملية وصفها بأنها "طاحنة" على الشريان الأبهر والشريان الأجوف البطني، استمرت لأكثر من أربع ساعات، ليعود بعدها المريض بفضل الله إلى الحياة مجددا.
ويبيّن د. كلوب إلى أن الطواقم الطبية أجرت خلال العام 2016 ما يقارب من 460 عملية في مجال الأوعية الدموية من بينها 110 عملية كبرى و 12 عملية نوعية فيما تتنوع بقية العمليات ما بين متوسطة وصغيرة. ويشير استشاري الأوعية الدموية إلى أنه وعلى الرغم من الإنجازات النوعية والعمليات الكبرى في مجال الأوعية الدموية والتي تتم داخل أروقة مستشفى غزة الأوروبي إلا أن القسم يعاني من نقص حاد في الكادر الطبي إلى جانب المستهلكات الطبية الخاصة بالعمليات.
ويوضح أن الفريق الطبي يضطر إلى شراء العديد من المستهلكات من خلال التبرعات التي يقدمها بعض الخيرين، مشيراً إلى أنه من الممكن إجراء المزيد من العمليات الخاصة بقسم الأوعية الدموية في حال توافر المستهلكات الطبية الخاصة به. ويأمل د. كلوب أن يتم خلال العام الجاري 2017 تزويد قسم الأوعية الدموية بالمزيد من الكوادر الطبية المتخصصة ، إلى جانب تزويد القسم بما يلزم من المستهلكات الطبية بما يضمن استمرار تقديم الخدمة الصحية وإحداث مزيد من التطور لصالح المواطنين.