الأطباء يبيّنون أن إعطاء الأطفال جرعات كبيرة من بخاخات الربو

أكّد الخبراء أن إعطاء الأطفال جرعة أقوى من بخاخات "الربو"، للمساعدة في السيطرة على حالتهم، لا يمنع وقوع هجمات خطيرة للمرض بل قد يعيق نموهم. ووجد العلماء أن الأطفال الذين تمت زيادة الجرعات الدوائية لهم والخاصة بجهاز الاستنشاق الأستيرويدي، عندما ظهرت عليهم النوبات من المرجح أن يعانوا من تفاقم خطير لحالتهم، إذ يمكنهم التعرض لهجمات أكثر من الأطفال الذين حافظوا على جرعتهم العادية.

وأشار العلماء إلى أن الأطفال الذين حصلوا على جرعات أعلى قد تباطؤا في معدلات نموهم عن أولئك الذين لم تزد جرعتهم، إذ ازدادوا في المتوسط 0.23 سم في السنة في المتوسط، وهو معدل قليل . وقال الدكتور دانيال جاكسون، الأستاذ المساعد لطب الأطفال في كلية الطب والصحة العامة في جامعة ويسكونسن: "لا تزال المنشطات المستنشقة بالجرعات المنخفضة بمثابة حجر الزاوية في العلاج اليومي لدى الأطفال المرضى.

وتشير النتائج  إلى أن زيادة الدواء  القصير المدى إلى جرعة عالية، لا ينبغي أن يتم بشكل روتيني في خطط علاج الربو للأطفال الذين يعانون من الربو المعتدل، والذين يستخدمون بانتظام الكورتيزون المستنشق بجرعة منخفضة. وتوصى مبادرة الربو العالمية بإعطاء الستيرويدات ذات الجرعة العالية المؤقتة، ويستخدمها الأطباء في بريطانيا والولايات المتحدة، وخاصة للأطفال في سن المدرسة الذين قد لا يكون لديهم استراتيجيات للسيطرة على الربو بدون دواء.

ويعانى أكثر من 5 ملايين شخص في بريطانيا من الربو وهجماته غير المنتظمة، اذ يمكن أن تسبب تلف الرئة على المدى الطويل، أو حتى الموت. وفي دراسة أجريت في مستشفيات عدّة في الولايات المتحدة، تم تجنيد 254 طفلًا يعانون من الربو البسيط إلى المعتدل، تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عامًا، لمدة 48 أسبوعًا.

وكان جميع الأطفال يستخدمون أجهزة الاستنشاق الستيرويدية العادية التي تسمى الجلايكورتيكود مرتين يوميا للسيطرة على الربو. وقد تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين، واحدة من شأنها أن تستمر مع جرعتها التقليدية من المنشطات المستنشقة وأعطيت المجموعة الأخرى جرعة أقوى بخمس مرات، والتي ستستمر لمدة أسبوع عندما تتفاقم الأعراض، مع عدم معرفة المرضى أو الأطباء ما العلاج الذي كانوا يحصلون عليه.

ووجدت الدراسة أن العلاج بجرعات عالية لم يقلل من تفاقم الربو، أو تحسين الأعراض. كما تعرض المرضى الصغار لجرعات إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم واضطرابات العين والسكري في وقت لاحق من الحياة.  وقال الباحثون أن "بطئ النمو وخصوصا الارتفاع، الذي لوحظ في المجموعة ذات الجرعة عالية كان غير متوقع". وعلى الرغم من أن الفرق بين ارتفاعات المجموعتين كان صغيرًا، إلا أن الأطفال في مجموعة الجرعات العالية كان لديهم أسبوعين فقط على العلاج بالجرعة العالية.