غزة - علياء بدر
حذَّرت وزارة الصحة في غزة، من استمرار أزمة شُح الوقود والكهرباء في مستشفيات القطاع، مؤكدةً أنها ستكون خلال الأيام القريبة المقبلة أمام "خيارات قاسية" تشكل تهديدًا واضحًا لحياة المرضى وللصحة العامة للمجتمع.
وذكر أشرف القدرة المتحدث باسم الصحة في تصريح صحافي، أنه "نتيجة لاشتداد أزمة الوقود في المرافق الصحية، سنضطر لإغلاق العديد من الخدمات والمراكز الصحية والمستشفيات، إن لم يتم حل الأزمة"، مشددًا على أن "ذلك سيؤدي لتفاقم الخطر على حياة المرضى بشكلٍ كبير".
وأوضح القدرة أن "كل يومٍ تنقطع فيه الكهرباء مع عدم وجود أفق لحل أزمة وقود المستشفيات، يُعمق الأزمة في مرافق الوزارة كافة، ما يدخل كل الخدمات في منعطفٍ خطير خلال الأيام المقبلة". ولفت إلى أنه لم يتبق في خزانات المولدات الكهربائية سوى بضعة لترات من السولار، مبينًا أنها "ربما لا تغطي احتياج ثلاثة أيام قادمة على أبعد تقدير".
وكشف أن إحدى المؤسسات الخيرية العاملة في غزة تبرعت الإثنين بــ4000 لتر من السولار، مشيرًا إلى أن "كل ساعة انقطاع للكهرباء تستلزم من الصحة 2000 لتر لتشغيل المولدات كجزء من إدارة الأزمة". وتطرَّق المتحدث باسم الصحة في حديثه للأقسام الحسّاسة التي تُهدد الأزمة عملها، قائلًا إن "هناك أكثر من 100 مريض في أقسام العناية المركزة في مستشفيات القطاع، و113 طفلًا في حضانات الأطفال، وقرابة 620 مريض فشل كلوي بحاجة لغسيل كلوي ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة أربع ساعات للجلسة، ومن 200 إلى 250 عملية جراحية وقيصرية في المستشفيات كافة".
وأشار إلى أن وزارته "اضطرت لتشغيل المولدات الأقل حجمًا في المستشفيات، ما أعطى فرصة إضافية للطواقم الطبية للقيام بواجبها"، مستدركًا : "لكنها أغلقت الكهرباء عن الخدمات المساندة والتشخيصية". اتصالات حثيثة وبالحديث عن الجهود التي تبذلها وزارته لوضع حدٍ للأزمة، بين القدرة أن وزارته تواصلت وما زالت، مع جميع شركاء العمل الصحي سواء على مستوى المؤسسات الدولية أو المحلية أو الإقليمية، وكذلك مع حكومة الوفاق من خلال وزرائها الثلاثة بغزة، بالإضافة إلى تواصلها مع فصائل العمل الوطني والإسلامي".
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أن "تلك الاتصالات كافة، لم تُسفر حتى اللحظة عن فكفكة الأزمة بشكلٍ كامل"، لافتًا إلى عدم وجود أي حل في الأفق القريب. ووجه المتحدث باسم الصحة بغزة، رسالة لكل المؤسسات الإغاثية والإنسانية بأن "حياة المرضى لا تحتمل الوعود لساعات إضافية"، مشددًا على ضرورة أن يكون الكل مسئولًا أخلاقيا ووظيفيا عن حماية المنظومة الصحية.
وأطلق مستشفى الرنتيسى للأطفال مناشدة عاجلة إلى المجتمع المحلى و الدولي لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية داخل المستشفى , و الذي يئن شح الوقود بعد استمرار قطع التيار الكهربى لأكثر من 12 ساعة متواصلة , و التي تسببت بأعطال متكررة لتشغيلها لساعات طويلة تفوق طاقتها المحددة لها.
جاء ذلك خلال تفقد مدير المستشفى د.محمد أبو سلمية والطاقم المرافق له لخزانات الوقود الخاصة بالمولدات، مشيرًا إلى أن الوقود المتبقي في الخزانات لا يكفي لتشغيل المولدات لأكثر من 48 ساعة، والتي اقتصر تشغيلها فقط للأقسام الحساسة والحيوية كأقسام العناية المركزة وغسيل الكلى وصيدلية العلاج الكيماوي والمختبر والأشعة.
وأوضح بأنه تم تقنين استهلاك السولار من خلال تقليص عمل المولدات الكهربية بحيث تم تشغيل مولد واحد بحجم صغير، بعدما كان يعمل المستشفى على مولدين كبيرين وأخر صغير. ليغذي الأقسام الحساسة فقط، مشيرًا إلى أنه لا يحتمل تشغيله لفترات طويلة.
و نوّه د.أبو سلمية إلى تقليص بعض الخدمات الصحية في المستشفى كالعيادة الخارجية والمختبر والأشعة وأقسام أخرى ويقتصر العمل فقط على الأقسام الحسَّاسة والمهمة التي تمس وتهدد حياة المرضى بشكل مباشر كقسم غسيل الكلى والعناية المكثفة وصيدلية العلاج الكيماوي، معربًا عن أمله بإيصال رسالته إلى الضمائر الحية وإيجاد الحلول السريعة لتخطى هذه الأزمة قبل وقوع كارثة حقيقية تودي بحياة الكثير من الأطفال المرضى .