"الْتِهابُ الرَّتْج (التهابات في الأمعاء)"

أجاب أطباء عن سؤال "روبن رودريغيز" البالغ من العمر 30 سنة والذي يشتكي من "الْتِهابُ الرَّتْج (التهابات في الأمعاء)"، إذ أخذ جرعات من المضادات الحيوية لكن شيئًا لم يحدث، كما أنه يعاني من تقلصات حادة في الجزء الأسفل من بطنه ويشعر بها فترات مختلفة من اليوم. 

ويمكن أن يتطور الأمر إلى حدوث انسداد في الأمعاء مع السن ويظهر جليا عند بلوغ المريض سن الشيخوخة، فالسبب الحقيقي وراء حدوث هذا المرض، نقص الغذاء الصحي الذي يحتوي على ألياف، فبمرور الوقت تتكون انتفاخات مجوّفة كالجيوب في جدر الأمعاء تدريجيًا، ويتراوح حجمها ما بين حجم بذور البرتقال إلى حجم حبة العنب. وتكون موجودة في معظم الناس في مقتبل العمر، حيث تكون هذه الانتفاخات متناثرة في أمعائه، كما أن تلك الانتفاخات تتكاثر لدى بعض الناس بشدة في نفس العمر.  

وأضاف الأطباء، أنه ليس لهذه انتفاخات المتكونة في جدار الأمعاء أي أعراض تذكر، لكن المرض يظهر عندما تكثر بشدة مسببة انسداد في الأمعاء، كما أنها تسبب بعض الالتهابات تكون أعراضها ارتفاع درجة الحرارة أو الإسهال أو نزيف المستقيم، ويمكن للمضادات الحيوية أن تعالج هذه الحالات. فكما يمكن تشخيص هذا المرض من خلال ملاحظة الأعراض أو الكشف الطبي المباشر على البطن. 

لكن لا يمكن تشخيص هذا المرض بشكل نهائي إلا من خلال الأشعة المقطعية على القولون. فإن لم تظهر الأشعة المقطعية شيئًا يمكن أن يرجع الطبيب تلك الأعراض إلى "مُتَلاَزِمَةُ القولونِ المُتَهَيِّج" الاسم العلمي لأعراض مرضية تضم تقلصات المعدة أو الانتفاخ والإسهال أو الإمساك.

وتلقى الأطباء، سؤالًا آخر، جاء من " جون كاسي" الذي استخدم حبوب "ميثوتريكسات" للالتهابات الروماتيزمية في ركبته. إذ استجابت ركبته بعد مرور 6 أشهر من تعاطي هذا الدواء بطريقة جيدة للعقار إلا أن هذا العقار تسبب في ندوب في الرئة محدثًا بذلك انخفاض في وظائف الرئة، في حين أن هذه الأعراض الجانبية لهذا العقار الذي يُصيب واحدًا من مئة ممن يتعاطون هذا الدواء.

وكان الرد على هذا السؤال بأن عقار "ميثوتريكسات" هو علاج كيميائي طوره المختصون للمساهمة في علاج السرطان.

 إذ أن الجرعة الصغيرة لهذا العقار تكون 7.5 مليغرامًا إلى 25 مليغرامًا أسبوعيًا كما أنه يستخدم كعلاج طويل الأمد " لالتهاب المفاصل الروماتويدي"، فجهاز المناعة يهاجم المفاصل مما يحدث التهابات وبعض الأمراض الجلدية كالصدفية.

 وعقار " ميثوتريكسات" يرتبط من حيث خواصه الكيمائية بحمض الفوليك، كما أنه أحد مصادر فيتامين "بي" الذي يلعب دورًا هامًا في نمو الخلايا وتجددها، فعندما ينشط عقار "ميثوتريكسات" يحل محل جزئ "حمض الفوليك" ولذا يعوق القدرة على نمو الخلايا وانشطارها، إذ أنه يصيب الخلايا التي تنمو بسرعة كخلايا النخاع العظمي والخلايا السرطانية ومن ثم يقضي عليها نهائيًا.

 وأشار الأطباء إلى ندرة وجود أعراض جانبية لهذا العقار تهدد حياة المريض. فبالنسبة للمرضى الذين يتعاضون علاج "ميثوتريكسات" بصورة دائمة فإنهم يمرون بأعراض جانبية متعلقة بالجهاز الهضمي كالغثيان والإسهال، بالإضافة إلى حدوث التهابات بالفم وطفح جلدي وصداع والشعور بالإعياء وتساقط الشعر وارتفاع طفيف في درجات الحرارة. 

لكن الأعراض الجانبية الأكثر خطورة التي قد تصيب المتعاطي هذا الدواء بصورة ممتدة أو بصورة مؤقتة هي حدوث أمراض في الرئة أو الكبد. فهذا يتدخل في نمو النخاع العظمي مما يؤثر على انتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء مما يؤدي لحدوث "الأنيميا"، كما أنه قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية.

 لكن الأعراض الجانبية التي تحدث في الغالب بعد شهور أو أسابيع من تناول عقار " الميثوتريكسيت" تكون أمراضًا متعلقة بالجهاز التنفسي بين التهابات أو الإصابة بمرض الغدد الليمفاوية الذي يؤثر على الرئتين أو حدوث تليف رئوي أو حدوث بعض النتوء في الرئة.


 
وألمح الأطباء إلى بعض العوامل التي تزيد من حدة المرض مع تعاطي عقار" الميثوتريكسيت" كأن يكون المريض في الستين من عمره أو كان له تاريخ مرضي سابق متعلق بالجهاز التنفسي، أو أن يكون مصاب بمرض "السكري". إذ أن معظم الأطباء يجرون للمريض فحصًا على الصدر باستخدام الأشعة السينية للتأكد من سلامته من أي أمراض صدرية قبل صرف عقار " الميثوتريكسيت" وخاصة للمرضى الذين سيأخذونه كعلاج لفترات طويلة. 

فهذا العلاج يُصرف بحذر من قبل الأطباء، إذ أنه يوازن بين نتائج الشفاء المتوقعة والأعراض الجانبية الوارد حدوثها، ويُنصح المرضى الذين يتعاطون هذا العلاج بضرورة الكشف الطبي الدوري وكذلك استشارة الطبيب عند حدوث أي شيء غير مرغوب.