واشنطن - فلسطين اليوم
يحاول أطباء تسخير قوة تحدي العشر سنوات (#10YearChallenge) الذي انتشر عبر الشبكات الاجتماعية، بهدف لفت الانتباه إلى أزمة الصحة العالمية المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية. وتقوم مجموعة من الأطباء بإعادة نشر تغريدة انتشرت على تويتر، تحوي صورتين لأطباق بترية مملوءة بـ"البكتيريا" الحاوية على المضادات الحيوية، واحدة تعود لعام 2009 وأخرى من عام 2019.
اقرا ايضا منظمة الصحة العالمية تؤكّد أن الدول الفقيرة تفتقّد المضادات الحيوية المهمة
وغردت الطبيبة البريطانية، كيت فلافين، بالقول: "إنه أمر عبقري ومحبط للغاية في الوقت نفسه". وعلى الرغم من عدم وجود طريقة لمعرفة ما هو موجود بالضبط في الأطباق المخبرية، قال أحد خبراء مقاومة المضادات الحيوية، إن الصورتين تثبتان وجود فروقات محبطة ومخيفة.
وفي صورة عام 2019، لم تتغير كثافة "البكتيريا" تماما، كما هو حال العدوى في الجسم، نتيجة للعقاقير، لأن الجراثيم تعرضت للمضادات الحيوية كثيرا، لدرجة أن الأدوية لم تعد تعمل.
وتشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إلى أن أكثر من مليوني أمريكي يتعرضون للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية سنويا. كما يموت 23 ألف فرد على الأقل نتيجة هذه الإصابات سنويا، ولكن الدراسات الأخيرة لسجلات الوفاة تشير إلى سيناريو أكثر خطورة.
وتصف منظمة الصحة العالمية هذه الظاهرة بأنها "واحدة من أكبر التهديدات للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية اليوم".
وقال الاتحاد الأوروبي إن هناك 25 ألف حالة وفاة بسبب مقاومة المضادات الحيوية في العام، ويعاني 28 ألف فرد من هذه الإصابات سنويا، كما مات 58 ألف رضيع في عام واحد، بسبب العدوى المنقولة إليهم من أمهاتهم.
ويبدو أن المشكلة لا تتمثل في فشل الدواء بمواكبة الطريقة، التي تتطور بها المضادات الحيوية بشكل طبيعي. وإنما نحن من صنعنا هذه المشكلة.
وفي منشورات "تحدي العشر سنوات"، يظهر الناس مدى تقدمهم عبر سنوات العمر، سواء عبر فقدان الوزن أو اللياقة البدنية أو تطور أسلوب حياتهم، أو مجرد التقدم في العمر. وفي الوقت نفسه، نحن مسؤولون عن الطريقة التي تغيرت بها البكتيريا، وكذلك تغير استجابتها للمضادات الحيوية أيضا.
وكلما تعرضت البكتيريا للمضادات الحيوية، تأقلمت بشكل أكبر على مقاومتها، حيث يتم قتل أضعف السلالات من قبل الأدوية، ولكن الأنواع ذات الطفرات الطفيفة تجعل المضادات الحيوية دون فائدة، ما يؤدي إلى تكاثرها.
ومنذ عام 2007، تضاعف عدد الإصابات التي تقاوم المضادات الحيوية في أوروبا، وهو في حالة ارتفاع حاد مماثل في أماكن أخرى من العالم. لذا فإن الأطباء يخسرون تحدي العشر سنوات.
وقال الدكتور جيسون نيولاند، أستاذ طب الأطفال ومدير برنامج الإشراف على مضادات الميكروبات في جامعة واشنطن، سانت لويس: "آمل أن يرى الناس أن المضادات الحيوية ليس فعالة كما كانت في السنوات العشر الماضية، عند النظر إلى صورة المضادات الحيوية وسط البكتيريا. كما آمل أن يترجموا ذلك إلى: المضاد الحيوي قد لا يعمل عند الإصابة بالعدوى".
ويبدو لنا حقا أن المسار الحالي لا رجعة فيه، فإذا قمنا بتجربة تحدي العشر سنوات مرة أخرى بعد عقد من الآن، فسيكون هناك بعض البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تأثرت سابقا بها.
ولكن، بإمكاننا إحراز بعض التقدم من خلال إبطاء انتشار المقاومة الفيروسية، من خلال إدراك عواقب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، واستخدامها فقط عند الحاجة، ما يمكن أن يكبح المعدل الذي تصبح فيه البكتيريا مقاومة للعلاج.
وهناك حاجة مستمرة إلى تطوير مضادات حيوية جديدة، مع اتباع تدابير الوقاية من العدوى في المقام الأول، مثل غسل اليدين وعدم العمل عند الإصابة بالمرض.
قد يهمك ايضا علماء دنماركيون يكشفون مدى خطورة المضادات الحيوية على الأمعاء