القاهرة - فلسطين اليوم
تتغير العادات اليومية، لكثير من المسلمين في شهر رمضان، ويتخوف البعض من المشاكل الصحية، وأهمها اضطرابات الهضم، وقلة النوم، والإحساس بالضعف، أو عدم القدرة على التركيز، فيما يؤكد خبراء تغذية أن الصيام فرصة كبيرة وعلاج فعال للتخلص من السموم وتجديد نشاط أجهزة الجسم، وهو ما أثبتته أبحاث ودراسات علمية وتؤكد الدكتورة هبة سعيد الأستاذ في المعهد القومي للتغذية في القاهرة، أن هناك أخطاء شائعة تجعل الصائم يشعر بتحسن لمواجهة تلك الأعراض السلبية، مشيرة إلى أن الخطأ يكون عند الإفطار من خلال الإقبال على الطعام بشكل مفاجئ، حيث تكون المعدة خالية وفي حالة توقف لساعات طويلة
ومع انطلاق مدفع الإفطار يندفع البعض إلى التهام الطعام بسرعة أو احتساء العصائر وتناول الحلوى، ما يجعل الدم يتجه مباشرة إلى المعدة، ويشعر الشخص بالدوخة، وعدم الاتزان، ولذلك نرى كثيرين يشعرون بالنعاس بعد الإفطار مباشرة، وهناك من يفضل أن يبدأ بتناول بعض المشهيات، مثل المخللات أو غيرها من الأطعمة "الحريفة" المشبعة بالملح والشطَّة، وهي طريقة خاطئة يلجأ إليها من يعانون الضغط المنخفض باعتبارها وسيلة للتغلب على هبوط الضغط.
وتوضح هبة أن الأيام الأولى من الصيام تكون صعبة حتى يعتاد الإنسان بعد أيام قليلة على النظام الجديد في توقيت وساعات النوم ومواعيد الوجبات الغذائية، وقد يتصور آخرون أن المبادرة بشرب القهوة والشاي هو الحل الأمثل لما كان يعانيه من صداع أو إجهاد قبل الإفطار، وهي طريقة غير صحيحة، لأن القهوة والشاي والتوابل والأطعمة الحريفة أو الحلوى المشبعة بالدهون تؤثر على المعدة، وتؤدي إلى بطء عملية هضم الطعام، ما يجعل الإنسان يشعر بالخمول وليس العكس.
وتضيف "إذا أفطر الصائم على الشاي والقهوة والسيجارة، فإن ذلك يجعله عرضة للإصابة بأمراض مدمرة للجهاز الهضمي، مثل قرحة المعدة، أو الإثني عشر، فضلاً عن أن التدخين يمنع الجسم من الهضم السليم، ويقلل الاستفادة من العناصر الغذائية، بل إن تلك الطريقة تسبب فقدان الشهية وتجعل الصائم لا يحصل على ما يحتاجه الجسم من عناصر غذائية متوازنة". وعن الأساليب الصحية للطعام في رمضان، تقول: أولاً يجب تنبيه الجهاز الهضمي وتهيئته تدريجياً ليبدأ في ممارسة عمله بهدوء عن طريق تناول حبات قليلة من التمر مع الحليب أو الماء، ثم يتريث قليلاً ويصلي المغرب، وبعدها يُفضل أن يتناول كمية بسيطة من الحساء الدافئ، ومن المهم أن يتم مضغ الطعام جيداً على أن يكون تناوله ببطء.
وحول تأثير الرياضة على مشاكل عسر الهضم، خاصة الإمساك، تقول: الرياضة تساعد في تحسين عملية الهضم وتقوية حركة الجهاز الهضمي والمعدة، وتسهم في تنشيط عضلة ووظائف المعدة، وإفراز الإنزيمات الهاضمة، كما أنها تجعل الإنسان يتخلص من التوتر والضغط العصبي. وتعتبر هبة أن النوم الجيد عنصر مهم جداً يؤثر على كفاءة أجهزة الجسم، ومن أسوأ العادات أن ينام الشخص بعد تناول الطعام مباشرة، لذلك يجب أن يكون الإفطار خفيفًا متوازنًا، وبعدها ممارسة نشاط رياضي أو الذهاب لصلاة التراويح