واشنطن ـ رولا عيسى
اتخذ علماء خطوات مهمة لإنشاء جنين دون استخدام الحيوانات المنوية أو البويضات، وهو ما يعطي الأمل للأزواج المصابين بالعقم.
ولجأت تجربة رائدة إلى أخذ خلايا جلدية من أذن فأر، وزرعها في رحم أنثى القوارض، وهو ما جعلها حبلى.
وعلى الرغم من أن فريق البحث، الذي تقوده الولايات المتحدة، أنتج "شبه جنين مثالي" باستخدام خلايا الجلد فإنه لم يتطور إلى طفل، وبدلا من محاولة إنشاء طفل اصطناعي باستخدام خلايا الجلد فقط، صُممت التجربة بالفعل لإلقاء الضوء على الخطأ الذي يمكن أن يحدث في الحمل.
ويقول باحثو معهد Salk والمركز الطبي الجنوبي الغربي في جامعة "تكساس"، إنهم يطورون البحث في كيفية تطور الحياة من كرة خلايا.
وأوضح خوان كارلوس إزبسوا بيلمونتي، الأستاذ في مختبر Salk للتعبير الجيني، قائلا: "هذه الدراسات تساعدنا على فهم بدايات الحياة بشكل أفضل، كيف يمكن لخلية واحدة أن تؤدي إلى ملايين الخلايا وكيف تُجمّع في المكان والزمان لتكوين كائن متطور كامل. والأهم من ذلك، هذه التجربة تتجنب استخدام الأجنة الطبيعية، كما أنها قابلة للتطوير".
وفي عام 2016، تمكن العلماء اليابانيون من إنشاء فئران صغيرة دون الحاجة لأنثى.
واستخدم الباحثون خلايا الجلد من طرف ذيل الفأر، وخلقوا بويضات اصطناعية بها. ولكنها تحتاج لإخصاب بالحيوانات المنوية.
وأُنشئت "أجنة" فئران بدون بويضات أو حيوانات منوية، لأول مرة، في معهد Hubrecht في هولندا، لكن الدراسة الجديدة تعد الأولى من نوعها في مجال زراعة الخلايا بنجاح في الرحم، والتسبب في الحمل.
وتحتوي الهياكل، التي تسمى "المتفجرات" (blastoids)، على جميع أنواع الخلايا الثلاثة اللازمة لتشكيل جنين فأر ومشيمة.
وتمت التجربة باستخدام خلايا الجلد المأخوذة من أذن فأرة واحدة، حيث أعيد برمجتها إلى خلايا جذعية يمكن أن تصبح أي نوع من الخلايا في الجسم. ولجعلها مثل الجنين، طُورت الخلايا باستخدام مجموعة محددة من المواد الكيميائية وعوامل النمو.
وقال الدكتور هاري ليتش، عالم الأحياء المختص في الخلايا الجذعية في جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن: "سأحذر من تفسير الدراسة الحالية على أنها تظهر أن الأجنة يمكن أن تُصنع من أنسجة بالغة. إن هذا الأمر قد يثير المخاوف الأخلاقية التي لا يوجد داع لها، والهياكل المصنوعة ليست أجنة، كما أن البحث شمل الفئران وليس البشر".
كان البروفيسور ألفونسو مارتينيز آرياس، أستاذ علم الوراثة بجامعة كامبريدج، متفائلا بالنتائج، ومع ذلك ردد النداءات التي تدعو إلى توخي الحذر.
ويتطلب هذا التقدم العلمي المزيد من البحث، لأنه ما يزال في مراحله المبكرة. ولكنه يعطي الأمل في المستقبل للأزواج الذين يكافحون لإنجاب طفل، بسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو ضعف جودة البويضات.
قد يهمك أيضا :