الدماغ البشري

يعاني عدد كبير من الناس من الأرق وهو اضطراب في النوم أو تقطع ساعاته. ويؤثر الأرق بشكل كبير على صحة الإنسان العقلية والجسدية. ولكن وفقًا للخبراء، تعتبر هذه الظاهرة اضطرابًا معروفًا مستندًا على الطريقة التي يتكيف بها الدماغ البشري في بيئة النوم.

وحسبما كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تعرف هذه الظاهرة باسم "الاستثارة المكيفة"، وهي عبارة عن حلقة مفرغة، بمعنى أنه كلما زادت فترات الأرق، فسوف تزيد فترات الاستلقاء على السرير. وقال فيليب جيرمان، الأستاذ المساعد في الطب النفسي لدى جامعة بنسلفانيا: "إذا حظي الشخص بساعات نوم جيدة، فعلى الأرجح أنه ينام كل ليلة بشكل جيد، وذلك لأنه حال استلقائه على الفراش، تحدث لديه ردة فعل آلية تجعله يشعر بالنعاس". وأضاف: "أما إذا عانى الشخص من الأرق المستمر وتقلب في فراشه كل ليلة، فإن الجسم يربط هذا الأمر مع الفراش"، مشيرًا إلى أن هناك بعض الطرق لمعالجة هذه الظاهرة المزعجة، أهمها وأكثر فاعلية من خلال العلاج السلوكي المعرفي للأرق الذي يعمل عن طريق تغيير الأفكار والسلوكيات التي تؤثر على النوم.

وهناك نصائح أخرى للتغلب على هذه المشكلة مثل تجنب تناول المنبهات والكافيين والكحول، وإطفاء الأضواء قبل النوم، وتجهيز غرفة النوم ودرجة حرارة للحصول على أقصى راحة ممكنة. وأوضح جيرمان أن هناك عادات وسلوكيات تزيد من حالة الأرق مثل استخدام الهاتف المحمول أو اللابتوب على السرير، لافتًا إلى أن تجنب هذه العادات ليس بالأمر بالبسيط بالنسبة لبعض الناس الذين يفضلون السهر. وأوصى أنه لتعديل "ساعة الجسم" ينبغي تجنب الأضواء الساطعة قبل النوم بساعة، بخاصة الضوء الأزرق الذي يصدر من شاشات الكمبيوتر والهواتف، لأنه يثبط إنتاج الميلاتونين الذي يساعد على النوم.

كما اقترح جيرمان الاستيقاظ في وقت محدد كل يوم حتى يتعود الجسم على النظام الجديد. ويأتي هذا بعد أسابيع قليلة من ظهور دراسة جديدة جامعة غلاسكو تؤكد أن الإفراط في النوم أو الاستيقاظ تعزز فرص الإصابة بالسمنة، حيث أجرى الباحثون القائمون على الدراسة اختبارات على 120 ألف شخصًا، وتبين أن الأشخاص المفرطون في النوم معرضون لخطر زيادة الوزن بنحو 4 كيلوغرامات.