واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة أميركية أن ملايين الناس يعيشون في مرحلة "مقدمات السكري" من دون أن يعوا ذلك، مشيرة إلى أن واحداً من كل ثلاثة أميركيين بالغين مصاب بهذه الحالة التي تعني أن مستوى السكر الموجود في الدم لديهم أعلى من الطبيعي، رغم أنه لا يزال أقل من عتبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ومع ذلك فإن 90 في المائة من هؤلاء الناس لا يعون أنهم دخلوا هذه المرحلة الرمادية الخطيرة.
ويوصي "برنامج الوقاية من السكري"، الذي يعد أطول دراسة وقائية من المرض، المصابين بـ«مقدمات السكري» بخفض خطر الإصابة بالمرض، عبر اتباع نوعين من الإرشادات تتعلق بممارسة التمارين الرياضية وخفض الوزن.
يعيش ملايين الناس في مرحلة «ما قبل السكري» أو «مقدمات السكري» من دون أن يعوا ذلك. ولذا فمن المهم لهم الآن كشف حالاتهم والعمل على خفض خطر إصابتهم بالمرض.«مقدمات السكري»في الولايات المتحدة يقدر أن واحدا من كل ثلاثة من الأميركيين البالغين مصاب بحالة «ما قبل السكري prediabetes»، التي تعني أن مستوى السكر الموجود في الدم أعلى من المستوى الطبيعي، رغم أنه لا يزال أقل من المستوى الذي يحدد عتبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ومع ذلك فإن 90 في المائة من هؤلاء الناس لا يعون أنهم يقعون في منطقة «رمادية» خطيرة.يقول الدكتور ديفيد ناثان مدير مركز السكري في مستشفى ماساتشوتس العمومي التابع لجامعة هارفارد: «لن تجد أية أعراض لحالة «مقدمات السكري، إلا أن عليك، أو على طبيبك، أن تتعرفا على وجود عوامل خطر مشتركة لديك، وقياس مستوى سكر الدم لرصد الحالة، وبالتالي إحداث تغيرات في نمط الحياة لوقف الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري».
إن مصطلح «مقدمات السكري» يمكن أن يثير الالتباس، فهو لا يعني أنك ستصاب بالسكري، بل يعني أنك معرض إلى خطر عال في الإصابة به. ومن دون اتخاذ الخطوات اللازمة فإن ما بين 15 في المائة و30 في المائة من الذين لديهم هذه الحالة سيصابون بالسكري في غضون 5 أعوام، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها CDC. وتؤدي الإصابة بالسكري من النوع الثاني إلى تهديد المريض بأخطار أمراض القلب والسكتة الدماغية والعمى وأمراض الكلى. وهناك عوامل تحدد حالة «مقدمات السكري» لا يمكنك التحكم فيها - على سبيل المثال وجود تاريخ عائلي للمرض السكري، أو انحدارك من عرق معين مثل كونك من العرق الأسود أو اللاتيني، أو من الهنود الأميركيين أو من الآسيويين الأميركيين، أو من جزر المحيط الهادي. وإضافة إلى ذلك فإن التقدم في العمر يؤدي طبيعيا إلى الإقلال من إفراز الإنسولين الذي يساعد الجسم على التحكم بمستوى السكر في الدم، كما أن قدرة جسمك على الاستجابة للإنسولين تنخفض أيضاً. وبعد سن الستين تظهر لديك احتمالات بنسبة تتراوح بين 20 في المائة و35 في المائة لأن تدخل في حالة «مقدمات السكري» مقارنة بنسبة 10 في المائة لدى الأشخاص من أعمار تقل عن 60 عاما.
وبينما لا يمكن لأي منا الالتفاف حول تاريخه العائلي الصحي، أو عرقه، أو عمره، فإنه ليس عاجزا تماما عن اتخاذ خطوات لوقف الإصابة بالسكري إن كان في حالة «مقدمات السكري». ويوصي «برنامج الوقاية من السكري The Diabetes Prevention Program « وهو أكبر وأطول دراسة وقائية - بأن يقوم الأشخاص المصابون بمقدمات السكري بخفض خطر الإصابة بالمرض باتباع نوعين من الإرشادات: ممارسة التمارين الرياضية، وخفض الوزن.
لا توجد أية تمارين رياضية مخصصة لتقليل خطر الإصابة بالسكري، إلا أن الأبحاث تقترح بأنك لن تحتاج إلى ممارسة قوية وطويلة للتمارين الرياضية كي تحقق النتائج المرجوة. وفي الحقيقة فإن برنامجا للمشي السريع قد يكون كافيا. وأشارت دراسة نشرت في 15 يوليو (تموز) 2016 في الإصدار الإلكتروني من مجلة «Diabetologia» المعنية بدراسات السكري، إلى أن الأشخاص الذين اتبعوا برنامج تمارين محدود الفترات وبشدة متوسطة – ما يعادل 9 أميال (نحو 14.5 كلم) أسبوعياً من المشي السريع - خفضوا مستوى سكر الدم لديهم أكثر من الذين مارسوا تمارين لفترات أكثر، وشديدة أكثر. ويقول الدكتور ناثان: «أي نوع من النشاط البدني يساهم في خفض الوزن وخفض سكر الدم، ولذا فعليك اختيار نوع تتمتع بممارسته على نحو متواصل».* راقب وزنك. يساهم الوزن الزائد في تقليل إفراز الإنسولين وتقليل استجابة الجسم له.
ودققت دراسة نشرت في 6 فبراير (شباط) 2017 من قبل مؤسسة «بي ام سي هيلث» في العلاقة بين الوزن وبين خطر الإصابة بالسكري لدى 15 ألف رجل. ووجدت أن الرجال الذين تراوح مؤشر كتلة الجسم BMI بين 25 و29.9 الذين يعتبرون من ذوي الوزن الزائد، كانوا يتعرضون أكثر بمرتين لخطر الإصابة بالسكري مقارنة من الرجال من ذوي الوزن الاعتيادي. أما السمينون – الذين يبلغ المؤشر لديهم 30 أو أكثر – فإنهم يتعرضون للإصابة أكثر بخمس مرات.
وينخفض خطر الإصابة بالسكري عندما يحاول الإنسان الحفاظ على وزن عادي وصحي - أي عندما يتراوح المؤشر بين 18.5 و24.9 - وفي الواقع فإن انحسار 5 في المائة إلى 7 في المائة من وزن الجسم أي بين 5 و7 كلغم لشخص وزنه 100 كلغم يمكنه أن يؤخر أو يمنع الإصابة بالسكري من النوع الثاني وفقا لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها. يقول الدكتور ناثان: «كلما كان مؤشر كتلة الجسم لديك أقل كلما كان ذلك أفضل. وحتى إن كان المؤشر يبلغ 22 فإن الخطر أقل من الخطر عندما يكون المؤشر 24».وبينما تساعدك التمارين الرياضية على فقد الوزن، فإن نمط الغذاء الصحي يمثل جانبا جوهريا. ولا يوجد نظام غذائي وحيد محدد لخفض خطر الإصابة بالسكري، كما يقول الدكتور ناثان.
إلا أنه يضيف: «إن النصيحة القياسية بتناول طعام صحي ومتوازن، تظل مهمة. وأفضل النظم الغذائية هي نظم خفض الوزن التي يمكنك الاستمرار عليها، التي تؤمن ألا يرجع الوزن الذي فقدته». وعليك استشارة الطبيب لتقييم نظامك الغذائي، وقد يحولك إلى أخصائي تغذية.* اختبر حالة «مقدمات السكري» لديك. يقول الخبراء إن على كل شخص يبلغ عمره 45 سنة أو أكثر، الخضوع لاختبار «مقدمات السكري».ويظهر تحليل الدم البسيط لاختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي glycosylated hemoglobin أو HbA1c معدل مستويات سكر الدم لديك على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.- الطبيعي: يكون HbA1c أقل من 5.7 في المائة- مقدمات السكري: من 5.7 في المائة إلى 6.4 في المائة- السكري - 6.5 في المائة فأكثر* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل» خدمات «تريبيون ميديا»