واشنطن ـ رولا عيسى
افاد عدد كبير من الاخصائيين أن الكثير من الناس يعانون من "اكتئاب الانتخابات"، حيث أن أعداد المصابون بهذا النوع من الاكتئاب قد ارتفعت في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسبب مخاوفهم المتعلقة بوضع البلاد بعد 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل .
ولا تحظي هيلاري كلينتون ودونالد ترامب بالشعبية الجارفة وذلك بسبب ان المرشح الجمهوري للرئاسة لم يعمل ابداً في السياسة ويقوم بالقاء خطابات تدعو إلى الانقسام، اما المرشحة الديمقراطية فلها خبرة كبيرة في العمل السياسي، ولهذا فإن التفكير في حتمية اختيار واحداً منهم كرئيس للبلاد قد يجعل الناخبون يعانون من الأرق ونوبات الهلع وخفقان القلب في بعض الاحيان.
وأكد الاخصائي جاريد سكيلنغز من ولاية ميشيغان: "لقد أصبح هذا الموضوع مثار اهتمام الجميع، الناس اصبحوا متوترين للغاية. الناس مستاؤون جداً هذه المرة لأنهم خائفون على مستقبلهم"
وكشف الرئيس الفخري للمعهد الأميركي للعلاج المعرفي، روبرت ليهي أنه عمل لعقود في هذا المجال، ولكنه لم ير أي شيء مماثل للوضع الحالي، وقال ليهي لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية: "يبدو أن هذه الانتخابات تسبب المزيد من القلق والاكتئاب للناس"، موضحًا أن هذا الأمر قد حدث من قبل عندما تم انتخاب جورج دبليو بوش، حيث قال: "كان هناك الكثير من الناس يشعرون بأن نهاية العالم قادمة"، ومشيرًا إلى أن غالبية المرضى المصابون بالاكتئاب يخافون من إدارة ترامب. وقال: "ترامب يجعل الكثير من الناس قلقين. وعلى الرغم من أن الناس قد لا يحبون هيلاري، لا أرى ان الناس قلقة منها"
ونصح الاخصائيون الناس بالتوقف عن قراءة الأخبار وممارسة اليوغا من أجل تقليل التوتر والقلق المرتبطين بالانتخابات.
وأعلنت اخصائية علم النفس السريري، نانسي موليتور أنها لم ترى من قبل مثل هذا المستوى من التوتر والقلق بسبب الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى وجود مرضى كبار السن قلقين من امكانية تربية أحفادهم في ظل وجود حالة فوضى تعاني منها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هناك رجل من المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية قد اخبرها بانه يرى أوجه تشابه بين ترامب والديكتاتور الإيطالي، بينيتو موسوليني.
وكانت كلينتون قد اتهمت ترامب بالعنصرية والتمييز على أساس الجنس، كما أن حملتها تدعوه في كثير من الأحيان بالشخص "الغير متزن عقلياً" والغير صالح لشغل منصب الرئاسة بالاضافة لمزاجه المتقلب الذي يمكنه تعريض الأمن القومي الأميركي للخطر، اما ترامب فقال أن كلينتون سياسية فاسدة يجب أن يتم سجنها بسبب استخدامها خادم البريد الإلكتروني الخاص بها من دون موافقة رسمية، وذلك عندما كانت وزيرة للخارجية.
وأفاد أستاذ علم النفس في المركز الطبي بجامعة كولومبيا، فيليب ماسكين أن القلق بين مرضاه يذكره بالوضع بعد هجمات 11 سبتمبر من عام 2001، بالاضافة للوضع بعد تحطم أول محطة فضاء أمريكية "سكاي لاب" في عام 1979 والتي سببت قلق الناس في جميع أنحاء العالم بسبب امكانية اصابتهم بسبب الحطام، ويعد مرشحو الانتخابات الرئاسية التي ستقام في 8 نوفمبر المقبل هم الأقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، حيث أن 57.5% من الأميركيين لديهم وجهات نظر سلبية تجاه ترامب ونحو 54% لديهم وجهات نظر سلبية تجاه كلينتون، ولا توجد بيانات متاحة لتقييم القلق المتعلق بالانتخابات، ولكن يمكن لاقوال الاخصائيين أن تعطي فكرة عن الحالة النفسية الوطنية.
وأوضحت اخصائية علم النفس السريري، إلين دوشارم أن جميع مرضاها كانوا يفكرون في الانتخابات، حيث قالت: "أنا لا أستطيع تذكر شخص قمت بالتحدث اليه ولا يشعر بالقلق بسبب الانتخابات"، واشارت المديرة التنفيذية بالجمعية الأمريكية لعلم النفس، لين بوفكا إلى أن هناك مريضة كانت تشعر بالقلق بسبب امكانية أن يكون السبب وراء الانتقادات التي تتلقاها كلينتون هو لأنها امرأة، مشيرة إلى أن المرضى اللاتينيين والمسلمين أيضاً قلقين بسبب مقترحات ترامب بناء جدار على طول الحدود المكسيكية وتعليق هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة بشكل مؤقت.