دراسة تؤكد أن النساء يستطعن الحصول على حياة جنسية رائعة مع تقدُّم العمر

يرى ثلاثة أرباع النساء أن الرغبة الجنسية تقلّ مع تقدم العمر إلا أن. وكشفت دراسة لمجموعة من الخبراء الأسبوع الماضي أن ثلاثة أرباع النساء يفقدون اهتمامهم بالجنس في عمر الخمسين. ونصفهن يرفضن الحديث مع أزواجهم عن هذا الموضوع أو حتى مع خبير طبي، و2% فقط من يسعين لتناول علاج من أجل تنشيط الإثارة الجنسية. وتم إجراء هذه الدراسة بدعم من شركة "ريبلنز" للمنتجات الخاصة بالعلاقة الحميمة، وكان قرار المجتمع الطبي أن هؤلاء الأزواج لا يجب أن يعانوا في صمت ورأى فريق من الخبراء أن الرغبة الجنسية تتحسّن مع مرور الوقت حتى مع الضغوط المختلفة من انهيار للجنيه وارتفاع درجة الحرارة والملل.

ووصف الأطباء عقار التستوستيرون للنساء اللائي يُعانين من انخفاض الإثارة الجنسية، وأكدن أنه جعلهن يشعرن وكأنهم يركضون في سباق. ويقول دكتور أرون جوش، وهو طبيب خاص يعيش في ليفربول ويهتم بالصحة الجنسية، أن هناك أدوية كثيرة تساعد في علاج نقص الشهوة أو الشعور بعدم الراحة. ويضيف أنه يجب على النساء ألا يسكتن عن هذا من أجل مصلحة علاقاتهم وصحتهم أيضاً. فالجنس المؤلم هو علامة على وجود مشكلة طبية خطيرة ويجب عليهن الذهاب للطبيب لعلاجه مثلما يذهبون لفحص ضغط الدم وقياس نسبة الكوليسترول. بقليل من المساعدة يمكن للنساء أن يحظين بحياة جنسية أفضل بعد سن الخمسين.

من السهل الحصول على علاج من أجل التغيرات الجسدية

وتقول دكتور هيثر كوري المتحدثة باسم الكلية الملكية للنساء والتوليد، ورئيس جمعية سن اليأس البريطانية، ومؤسس جميعة مشاكل سن اليأس،والتي تقوم بتوفير المعلومات حول الأعراض وكيفية العلاج: تنخفض الرغبة الجنسية في النساء بعد الخمسين بسبب التغيرات الجسدية التي تحدث لهن، وعلى الرغم من أنها سهلة العلاج إلا أن عدد قليل جداً من النساء من يلجأ لطلب المساعدة بسبب شعورهن بالحرج.

وقد أظهرت الأبحاث أنه في حين يعتقد كل النساء اللائي انقطع عنهن الطمث تقريباً في أهمية وجود حياة جنسية نشطة، إلا أن أكثر من نصفهن يشعرن بعدم الراحة أثناء ممارسته. فما يحدث أن مستوى الأستروجين في الجسم يقل بعد انقطاع الطمث الأمر الذي يتسبب في رقة أنسجة الجسم ويصبح جافاً وأقل تمدداً ومرونة. لن يتحسن هذا دون علاج، والخيار الوحيد الأنسب هو استخدام كريم أو جيل الاستروجين، وهو شكل من أشكال العلاج الهرموني التعويضي، ولا يحمل مخاطر أستخدام الأقراص أو اللصقات التي يمكن أن يصفها الطبيب.
هناك أيضاً أشكال جيدة من العلاج غير الهروموني، والتي يمكن استخدامها بجانب العلاج الهرموني، وتشمل المرطبات الطبية المتخصصة التي تأتي في شكل لبوس. وهناك خيارات أخرى يمكنها أن تؤدي نفس الغرض وموجودة في الصيدليات.
 
الأمر يتطلب شخصين فلا تتعاملي معه بمفردك
تقول سارة بيري متخصصة الصحة النفسية الجنسية والعلاقات، ومعالج منزلي لدى معهد لندن للصحة الجنسية النسائية: تعتقد معظم النساء خطئاً أن قلة أو انعدام الشهوة الجنسية هي مشكلتهن فقط، لكن العلاقة تتضمن شخصين، ويجب أن يتعاملوا مع هذا الأمر كفريق. وبدلاً من اتخاذ خطوات كبيرة إبدأوا بالتركيز على بناء الألفة بينكما مرة أخرى. كما أنه لا يوجد حل واحد يناسب جميع الأشخاص. فبالنسبة لبعض الأزواج التقبيل أو تشابك الأيدي أو الاستحمام معاً أو الخروج سوف يساعدهم في التمتع ببعضهم كما فعلوا في بداية علاقتهما. وقد يكون لأزواج آخرين ممارسة هواية جديدة أو الطهي معاً. حينما ألتقي بعملاء جُدد أخبرهم ألا يحاولوا ممارسة الجنس على الفور. هذا يسمح لهم بمساحة للحديث عما يريدون من حياتهم الجنسية، ويساعدهم أيضاً في إيجاد الرغبة مرة أخرى.
التستوستيرون ليس للرجال فقط

يقول جون ستود أستاذ أمراض النساء وخبير الرغبة الجنسية عند النساء، وتهتم أبحاثه بعلاج النساء بالهرمونات البديلة: دائماً ما أقول أن الرغبة الجنسية خليط من العقل والقلب والهرمونات. فإذا كانت المرأة تكره زوجها فلا يمكنني فعل سوى القليل. لكن يمكنني ترتيب الهرمونات وحينها الحياة سوف تتغير. الخطوة الأولى في العلاج تبدأ بتعديل مستويات هرمونات الاستروجين والتستوستيرون، إذا كان النساء يعانين من ضعف الرغبة الجنسية. هذه الطريقة تؤتي ثمارها خلال عشرة أيام ولا تكلف سوى 2 جنيه استرليني في الأسبوع بوصفة طبية خاصة.

ويؤكد أنه خلافاً للشائع، فإن التستوستيرون هو هرمون أنثوي طبيعي، مسؤول عن الطاقة والمزاج والرغبة الجنسية عند النساء، لذلك نقصه يؤدي إلى الاكتئاب وضياع الرغبة الجنسية. أنا أصف لمرضاي من النساء جيل الأستروجين مع جيل التستوستيرون. إنه نفس الجيل الذي يوصف للرجال ولكن أقل منه في التركيز بنسبة 1 : 8 . إنه آمن وليس له آثار جانبية ويعزّز المزاج ومستويات الطاقة بالإضافة زيادة الرغبة الجنسية. إذا تم أخذه مع هرمون الأستروجين سوف تقل الآثار الجانبية المحتملة له مثل نمو الشعر الزائد وحب الشباب. بعض الأطباء يترددون في وصف التستوستيرون لأنه غير مصرّح به للنساء، لكن الأمر يستحق الإلحاح عليهم، إذا لم يقبلوا عليكم اللجوء إلى طبيب أخصائي.
 
تحسين نظامك الغذائي يساعد في استعادة رغبتك الجنسية
تقول دكتورة مارلين جلنفيل، خبيرة بريطانية متخصصة في التغذية الصحية للمرأة، وقد ألّفت 14 كتاباً من بينهم الكتاب الأكثر مبيعاً الصحة الطبيعية للمرأة: إنه حينما يتعلق الأمر بانخفاض الرغبة الجنسية في عمر الخمسين، لا تعتبري ذلك نتيجة لتقدم العمر أو انقطاع الطمث، ربما يكون بسبب مشكلة خفية  يمكن لطبيبك تشخيصها. ويجب أن تتأكدي أنك لا تعانين من نقص في الماغنسيوم أو الحديد وهما عنصران مؤثران في مستويات الطاقة.
 
هناك أيضاً خطوات بسيطة يمكنك اتباعها لتحسين نظامك الغذائي وبالتالي رغبتك الجنسية.
أولاً: لا تتخطي وجبات طعامك الأساسية لأنك مشغولة، أو تتناولي الوجبات السريعة، فذلك يتسبب في مشاكل السكر  في الدم ويصيبك بتقلب المزاج ونقص الطاقة. تناولي الأطعمة التي تساعد على توازن هرموناتك . فالباهيتوستروجين موجود بشكل طبيعي في البقوليات مثل الفول والعدس والحمص وأيضاً في بعض البذور مثل بذور الكتان. تجنبي الوجبات الغذائية قليلة الدسم. فالأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في المكسرات والبذور وزيت السمك والبيض تساعد على ليونة الجسم بشكل عام ونعومة البشرة والشعر.
 
استعيدي نشاطك الجنسي بشروطك
أما ماريلا فورستراب، وهي صحافية وإعلامية ورئيس تحرير سلسلة روايات جنسية جديدة تحمل عنوان: الرغبة: 100 قصة جنسية أدبية، تتحدث صراحة عن الحياة الجنسية وانقطاع الطمث قائلة: لقد تربيت في أيرلندا الكاثوليكية في السبعينات، حينها كان محرماً على النساء أن تقول ما تريده أن يحدث أثناء ممارسة الجنس. لكن لم يعد الأمر كذلك الآن. حينما نتقدم في العمر، تصبح حياتنا أكثر انشغالاً، وقائمة الأشياء التي نريد فعلها تصبح بمرور الوقت أطول. والجنس هو أحد الأشياء التي تسقط من هذه القائمة، ويتحول بسهولة من مصدر للسعادة إلى مصدر ضغط نفسي. بعدما بدأت في رئاسة تحرير سلسلة مائة قصة جنسية، سوف أنصح بشدة بقراءتها. التيه في عالم الجنس المثير يمكن أن يساعدنا على إعادة اكتشاف العاطفة، ويمنحنا فرصة لممارسته بشروطنا.

كثير من النساء الناضجات يمارسن الجنس أفضل من أي وقت مضى. فتقدُّم العمر يمنحنا الثقة، والجنس فرصة للتعبير عن أنفسنا بطريقة ما كنا نجرؤ على التعامل بها حينما كنا في سن أصغر. حينما تكون صغيراً تكون مقيداً بالاحتياجات الجسدية التي لا يمكن إنكارها، وكلما كبرنا نكون أكثر ثقة في مشاعرنا قبل الدخول في علاقة جسدية مع شخص آخر. وبالنسبة للكثير من النساء، لازال هناك أشخاص يرغبون بكن، هذا الشعور هو مفتاح الحياة الجنسية للأنثى، لكن علينا أن نكون أكثر ثقة بالنفس. أعتقد أن استعادة الحياة الجنسية بشروطك كلما تقدم بك العمر أمر مهم للغاية.