لندن ماريا طبراني
أظهرت دراسة حديثة أجراها مجموعة من العلماء في جامعة ميتشيغان، أن التمسك باتباع نظام غذائي من وجبات تحتوي على كميات منخفضة من الكربوهيدرات، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 30 في المائة.
وأشارت الدراسة إلى أن تقليل الكربوهيدرات له فوائد كبيرة على صحة القلب بصفة عامة، ويوضح معظم خبراء التغذية أن الكربوهيدرات ذات تأثير ضار. فهي تعتبر منذ فترة طويلة غير صحية لمن يريدون إنقاص وزنهم. وأظهرت الدراسة أيضًا أن تقليل الكربوهيدرات له فوائد كبيرة للصحة العامة وخصوصًا القلب، بغض النظر عن فقدان الوزن، على الرغم من الدعوات السابقة للمختصين بضرورة أن يحتوى الغذاء على الخبز، والأرز، والبطاطا، وحتى عند اتباع نظام غذائي.
وكشف علماء جامعة ميتشيغان أن أجسادنا تعاني أثناء التمثيل الغذائي للكربوهيدرات بعد تناولها، فوجبة من المعكرونة لها القدرة على رفع مستويات السكر في الدم مساءً بطريقة شديدة للغاية. وأوضح الباحث الرئيسي في الدارسة البروفيسور كاتارينا بورير أن أكثر شيء لافت للنظر في النتائج التي توصلوا إليها أنها تظهر تعديل بسيط للنظام الغذائي من خلال تقليل محتوى الكربوهيدرات في وجبات الطعام، خلال يوم واحد، يحمي ضد مقاومة تطور الأنسولين ويعرقل الطريق نحو تطور مقدمات مرض السكري.
وأضاف بورير "تناول الوجبات الغذائية عالية الكربوهيدرات كما هو مبين في الدراسة يؤدي إلى الحفاظ على زيادة إفراز ومقاومة الأنسولين. الأمر الأكثر إثارة للدهشة والغرابة هو أن النشاط قبل الوجبات، يجعل المواد أكثر قابلية لعدم تقبل الجسم للكربوهيدرات، أي أنه يرفع مستويات السكر في الدم مساء".
ومن المعروف أن الأنسولين هرمون حيوي في عملية التمثيل الغذائي، فحساسية الأنسولين تشير إلى قدرة الأنسولين على الاستجابة بفعالية، وتنظم نسبة الجلوكوز في الدم، لذا فان خلايانا يمكن أن تستخدمه لتوليد الطاقة والقيام بغيرها من المهام. فاذا أصبحت أجسادنا مقاومة للأنسولين، فان الأنسولين يصبح أقل فعالية في إزالة الجلوكوز من مسار الدم، مما يجعل البنكرياس ينتج الكثير من الأنسولين للمساعدة في حماية الجسم. مما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض السكري.
وتوصل البروفيسور بورير وزميله في الدراسة بو جو لين، طالب دكتوراة، إلى أن تناول ثلاث وجبات منخفضة الكربوهيدرات خلال 24 ساعة، يقلل من مقاومة الأنسولين بعد الوجبة بنسبة 30 في المائة. وأن تناول الوجبات عالية الكربوهيدرات يعزز مقاومة الأنسولين الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وظهور مقدمات السكري ومن ثم الإصابة به. وكشف بورير الذي يعمل في كلية علم الحركة أن عينة الدراسة كانت صغيرة، ولكن كشفت نتائج مهمة والأهم من ذلك، أنها عززت نتائج دراستين سابقتين، ومراجعة أخرى لعام 2015 للأنظمة الغذائية التي تحتوى معادلات عالية من الكربوهيدرات، وكذلك أشارت إلى آثارها السلبية على الأنسولين".