ذكاء الأطفال

تتسبّب الرضاعة الطبيعية في جعل الأطفال أقلّ نشاطًا في سن الثالثة، ومع ذلك، لا يوجد أيّ رابط بينها وبين رفع مستوى الذكاء أو تعزيزه، رغم الأبحاث التي أثبتت عكس ذلك، ويأتي ذلك وسط تصاعد الضغط على الأمهات للجوء إلى الرضاعة الطبيعة لتغذية أطفالهن، والتي تنخفض معدلاتها في العديد من البلدان الغربية.

ويقيس الباحثون من جامعة "دبلن" بإيرلندا، القدرات المعرفية لما يقرب من 8 آلاف طفل ممن رضعوا طبيعيًا، وقامت الدراسة -التي  نشرت في مجلة طب الأطفال- على الأطفال في سن الثالثة لمعرفة قدراتهم على حل المشاكل ونمو مفرداتهم اللغوية، ومن ثم يتم سؤال معلميهم عن التطورات التي تمت ملاحظتها على الأطفال التي تقوم عليهم الدراسة بعد بلوغهم سن الخامسة.

وكشفت صاحبة الدراسة، الدكتورة  ليزا كريستين جيرار، أن "الفرق لم يكن كبيرًا بما فيه الكفاية لعرض الأهمية التي تقوم عليها الدراسة، فيمكن ادراك فوائد الرضاعة الطبيعية في سن الثالثة فقط، وبعبارة أخرى، كانت الفروق في الدرجات صغيرة جدًا بحيث يعتبرها الباحثون لا شيء، ولم نتمكن من العثور على علاقة سببية مباشرة بين الرضاعة الطبيعية ومستوى الإدراك عند الأطفال."

ويأتي هذا بعد أيام فقط من دراسة استقصائية أن الأمهات يتخلين عن الرضاعة الطبيعية لأنها تشعرهن بالحرج، نجد أنه من بين  أكثر من 152.000 امرأة بريطانية  45 % فقط منهن ما زلن يرضعن أطفالهن طبيعيًا، بالرغم من أن وزارة الصحة الوطنية توصي بأن تتم الرضاعة الطبيعية للرضع خلال الأشهر الستة الأولى فقط، وبعد ذلك مزيج من لبن الأم واللبن الصناعي لمدة عام تقريبًا، فحليب الأم يحتوي على الأجسام المضادة التي تنتقل من الأم للرضيع ، مما تعزّز الأجهزة المناعية للأطفال وتساعد على محاربة العدوى والفيروسات، وعلى جانب آخر نجد أدلّة تؤكد أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا لديهم معدلات ذكاء أعلى، وأقل عرضة لخطر السمنة - حيث أن اللبن الصناعي  يحتوي على نسبة عالية من الدهون. 

ويقول الخبراء إن الرضاعة الطبيعية مفيدة للأم وتدعم علاقتها مع مولودها الجديد،  وتمكنها أيضًا من فقدان الوزن وحرق ما يصل إلى 500 سعرة حرارية في اليوم، وكشفت دراسة أجريت في عام 2015 عن أن الرضاعة الطبيعية لا تؤثّر على معدل الذكاء للطفل أكثر من الرضاعة باللبن الصناعي، وقال العلماء في جامعة غولد سميث في لندن، إنه لا توجد صلة جوهرية بين الرضاعة الطبيعية والذكاء في حياة الطفل المبكرة، والذي اعتمدوا في دراستهم على الأطفال المرضعون طبيعيًا إلى جانب مجموعة أخرى رضعوا صناعيًا، من 18 شهرًا إلى سن 16 عامًا، وقيّمت معدلات ذكائهم.