لندن ـ كاتيا حداد
طور علماء اختبارًا عالميًا للسرطان يستطيع اكتشاف تأثير المرض في مجرى دم المريض، ويستخدم الاختبار الرخيص والبسيط، سائلًا يتغير لونه؛ ليكشف عن وجود الخلايا الخبيثة في أي مكان في الجسم، ويعرض النتائج في أقل من 10 دقائق، ولكنه لا يكشف عن مكان الإصابة أو مدى خطورتها.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه في حين لا يزال الاختبار قيد التطوير، فإنه يعتمد على نهج جديد كليًا، للكشف عن السرطان، يمكن أن يجعل الفحص الروتيني للمرض مجرد إجراء بسيط للأطباء
وقالت لورا كاراسكوزا، الباحثة في جامعة كوينزلاند "من المزايا الرئيسية لهذه التقنية أنها رخيصة للغاية وبسيطة للغاية، لذا يمكن تبنيها في العيادة بسهولة تامة" , ويمتلك الاختبار حساسية تبلغ حوالي 90٪، وهذا يعني أنه سيكشف عن حوالي 90 حالة من بين 100 حالة مصابة بالسرطان، وسيكون بمثابة فحص أولي للسرطان.
وأوضحت كاراسكوزا "يمكن أن يكون أسلوبنا بمثابة أداة تحري؛ لإبلاغ الأطباء بأن المريض قد يكون مصابًا بالسرطان، لكنهم يحتاجون إلى إجراء اختبارات لاحقة باستخدام تقنيات أخرى لتحديد نوع السرطان ومرحلته " , وأجرى فريق من جامعة كوينزلاند، الاختبار والذي وجد أن الحمض النووي للسرطان، والحمض النووي الطبيعي، يلتصقان بالأسطح المعدنية بطرق مختلفة بشكل ملحوظ، مما سمح لهم ذلك بتطوير اختبار يميز بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية.
وتضمن الخلايا السليمة عملها بشكل صحيح عن طريق نمط تحديدي للحمض النووي مع جزيئات تسمى مجموعات الميثيل، أما في الخلايا السرطانية، يتم اختطاف هذا النمط التحديدي، بحيث يتم تشغيل الجينات التي تساعد على نمو السرطان , وفي حين أن الحمض النووي داخل الخلايا الطبيعية يحتوي على مجموعات الميثيل المنتشرة في جميع أنحاءه، فإن الحمض النووي داخل الخلايا السرطانية يكون بحجم محدد وكذلك مواقع محددة.
وكتب فريق البحث في مجلة "نيتشر كومينكشنز"، واصفًا سلسلة من الاختبارات التي أكدت على تطابق هذا النمط التحديدي لمجموعات الميثيل في حالات مثل سرطان الثدي والبروستاتا والقولون، والغدد الليمفاوية، موضحين أن الحمض النووي الطبيعي والمصاب بالسرطان يتصرفان بشكل مختلف في الماء.
وقالت كاراسكوزا" هذا اكتشاف ضخم لم يتطرق له أحد من قبل" , وتوصل العلماء لهذه النتيجة الجديدة لاختبار السرطان، بعد سلسلة من التجارب، إذ يضاف الحمض النووي المشتبه به إلى مياه تحتوي على جسيمات صغيرة من الذهب، وعلى الرغم من أن هذه الجسيمات مصنوعة من الذهب، فإنها تحول لون المياه إلى الوردي، إذا كان الحمض النووي مصابًا بالسرطان، ويلتصق بالجزئيات النانوية بطريقة يحافظ فيها الماء على لونه، ولكن إذا أضيف الحمض النووي من الخلايا السليمة، فإن الحمض النووي يرتبط بالجزيئات بشكل مختلف، ويحول الماء إلى اللون الأزرق.
ويعمل العلماء الآن على إجراء تجارب سريرية على المرضى الذين لديهم نطاق أوسع من أنواع السرطان , ويمكن أن يكون الحمض النووي في الخلايا السرطانية مليئا بالطفرات التي تحفز نمو ورم محدد، ولكن هذه الطفرات تميل إلى الاختلاف اعتمادا على نوع السرطان , ولن يكون اختبار السرطان العالمي دقيقًا بما فيه الكفاية لتحديد موقع أو حجم الورم، ولكنه سيعطي الأطباء إجابة سريعة على السؤال: هل يعاني هذا المريض من السرطان؟
وقال غيد برادي، من معهد مانشستر لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة "يمثل هذا النهج خطوة مثيرة للتحرك إلى الأمام في الكشف عن الحمض النووي للورم في عينات الدم، ويفتح إمكانية إجراء اختبار دم معمم للكشف عن السرطان , ولايزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتقييم الاحتمالات الكاملة لهذه الطريقة."