تعتبر ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين، تجربة مؤلمة عند الكثير من النساء، على الرغم من أنها أكثر متعة بالنسبة للرجال. وأوضح الدكتور غابرييل داوني، طبيب نسائي استشاري في مستشفى برمنغهام سيتي، تفاصيل أكثر بشأن الأسباب الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى ذلك الألم وأنواعه سواء ألم عند مدخل المهبل، أو داخله أو في عمقه.

في حالة وجود الألم عند مدخل المهبل :

أشار الطبيب إلى أن عادة ما يكون سبب الألم في مدخل المهبل هي العدوى، وينبغي أن يصف لك الطبيب أدوية لتطهير المهبل. كما يوجد أسباب أخرى أقل شيوعًا هي الاضطرابات الجلدية مثل تصلب المسطح، وهو مرض جلدي يشبه الأكزيما، التي يتم التعامل عن طريق كريمات الستيرويد، لتقوم بمعالجة الأنسجة الملتهبة عند مدخل المهبل، ويجب الإحالة إلى طبيب أمراض النساء ليتولى أمر علاجه.

وتكون الأعراض ألمًا شديدًا عند ممارسة الجنس، وحرق ووجع بعد الممارسة، ويجب التحذير من أنها إذا تركت من دون علاج، يمكن أن يحدث تشنج في المهبل، ويؤدي في نهاية المطاف إلى تجنب ممارسة الجنس. وأشار الطبيب إلى أن علاج مثل تلك الحالات سهل وبسيط، لكن يجب عدم الخجل والتوجه إلى الطبيب المعالج، ليقدم العلاج المناسب حسب الحالة.

إذا كان الألم داخل المهبل:

قد يكون ذلك بسبب مشكلة في المثانة والإحليل "تلك القناة التي تخرج من المثانة إلى الخارج"، أو بسبب تصلب غشاء البكارة، في حالة أن غشاء البكارة ليس رقيقًا، بما يكفي لاختراقه خلال الجماع. ويمكن أن تنتج عن تشنج العضلات المهبلية، والتي تعتبر جسرًا من الأنسجة فقط داخل المهبل، أو لتراكم السوائل داخل المهبل أو مشكلة أخرى في غدة  Bartholins، وهي المسؤولة عن السوائل المخاطية للتزييت، أثناء ممارسة الجنس. وخلال الفحص يجب أن يكون الطبيب قادرًا على تحديد أي من هذه الحالات هي التي تسبب الألم وتقديم المشورة، وعادة ما يكون العلاج أقراص للتعامل مع مشاكل المثانة ومجرى البول. وأما في حالة تصلب غشاء البكارة، فإن طريقة العلاج تكون باستئصال جراحي بسيط، وفي حالة مشاكل غدة Bartholins توصف مضادات حيوية أو جراحة بسيطة، لفتح يسمح للسائل بالخروج.

ألم داخل عمق المهبل:

هذا يعني عادة أن هناك مشكلة في أعضاء الحوض مثل عنق الرحم، أو الرحم أو الأنابيب أو المبيضين أو الأنسجة المحيطة بها. ومرة أخرى يكون السبب الأكثر شيوعًا هو العدوى، لذا سينصح طبيبك بالمسحات الثلاثية"، ويبحث عن العوامل المشتركة التي يمكن أن تسبب العدوى. غالبًا ما يكون العلاج بالمضادات الحيوية، ويجب الاهتمام بالأمر لأن عدوى الحوض إذا تركت من دون علاج يمكن أن تسبب العقم. ويوجد أسباب أخرى، من بينها حالة تسمى التهاب بطانة الرحم، وهي شائعة تؤثر على مليوني شخص في بريطانيا، وفقًا لإحصائيات نظام التأمين الصحي. ويسبب الألم خلال فترة الدورة حتى نهايتها، يتم تحديد التشخيص عن طريق إجراء منظار البطن، غالبا ما تكون الجراحة هي العلاج لتلك الحالة، التي تنتج عن طريق دم الدورة.

وبما أن كل شهر يحدث نزيفًا داخل الرحم، ويسبب ضررًا، ويجب عليك أن تأخذي العلاج الذي يقلل دوراتك الشهرية مثل لفائف البروجسترون، حقن، زرع أو الجمع بين حبوب منع الحمل، إذا كنت لا تريدين أن تصبحي حاملًا. ومن الممكن أن يشخص الطبيب الحالة على أنها خُراج في كيس المبيض، وفي هذه الحالة سيقوم بالمسح الضوئي. ومعظم الخراجات بسيطة وأقل من خمسة سنتيمترات، وهي حميدة وتعالج من تلقاء نفسها، لذلك ينبغي أن تترك وحدها. ولكن "الخراجات المعقدة" والتي تزيد عن خمسة سنتيمترات، ستتطلب الإحالة إلى العلاج والجراحة.

وللأسف هذه عادة ما تأتي من دون أعراض، وتكيس المبايض "حوالي 10-12 كيسًا صغيرًا أقل من 1 سم"، لا يسبب ألمًا ولا يحتاج إلى عملية، وعادة ما يمكن علاجها عن طريق الأدوية مثل ميتفورمين "دواء مرض السكري"، وحبوب منع الحمل لتنظيم الدورات الشهرية - على الرغم من فقدان الوزن، فهي أفضل طريقة للحد من الأعراض. والأورام الليفية "اورام حميدة تصيب عضلة الرحم"، يمكن أن تسبب الألم أثناء ممارسة الجنس. يمكن أن تترك من دون تدخل والنصيحة لتجنب الألم تحديد الأوضاع التي تحد من الألم أثناء ممارسة الجنس.

وينطبق الشيء نفسه إذا كان الرحم مرحل إلى الوراء، وهو أمر معتاد عند 20 في المائة من النساء. ونادرًا ما يتطلب عملية جراحية، ولكن إذا تم الاضطلاع به تسمى عملية تعليق ويتم تنفيذها من خلال التلسكوب. أما بالنسبة للألم الذي يحدث في طول الجهاز التناسلي كله يمكن أن يكون بسبب عدوى مثل "مرض التهاب الحوض".

بعد انقطاع الطمث:

تشعر المرأة بألم بعد انقطاع الطمث، يمكن أن يكون بسبب نقص هرمون الأستروجين وعلاجها بسهولة بواسطة كريم الأستروجين. نادرًا جدًا ما يمكن أن يكون سبب التهاب المهبل، وأنه اضطراب التهابي نادر الحدوث، وإذا اشتبه هذا، يجب مراجعة الطبيب مختص. ومن الممكن لحالات وأسباب غير أمراض النساء أن تسبب آلام الحوض مثل مرض القولون العصبي أو التهاب، والتهابات المثانة والتهاب الزائدة الدودية. وكلها تتطلب العلاج والإحالة المناسبة، وطبيبك يجب أن يكون قادرة على معالجة كل شيء ما عدا الحزاز المسطح، وبطانة الرحم والخراجات التي هي معقدة أو أكثر من حجم معين.