لندن - سليم كرم
أظهرت دراسة حديثة أنه يمكن للمسنين منع الإصابة بمرض الزهايمر من خلال ممارسة ألعاب الفيديو المحبوبة لدى الأطفال ، فقد ذكر موقع الديلي ميل البريطاني قول العلماء إن الألعاب التي تنطوي على ممارسة الرياضة البدنية، مثل لعبة الوي Wii و إكس بوكس كينكت Xbox Kin ، تعزز الدماغ مع مرور العمر.
وأظهر تحليل خضع له ما يقرب من ألف شخص ، معظمهم من كبار السن، أن ممارسة تلك الألعاب لمدة ربع ساعة خلال اليوم ، ثلاث مرات في الأسبوع، يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة المخ ونشاطه في سن الشيخوخة.
وفي تلك الدراسة الأولى من نوعها ، نظر العلماء البريطانيون في تأثير مجموعة من "ألعاب الفيديو" على صحة الدماغ من خلال تجميع البيانات المتاحة كافة من التجارب السابقة.
وشمل ذلك أشخاص في الستينات والسبعينات والثمانينات من أعمارهم ، حيث مارسوا لعبة ركوب الدراجة الافتراضية cybercycling ولعبة "وي" و ألعاب "نينتندو" الرياضية، وشاركوا في ألعاب فيديو راقصة كما أنهم مارسوا التجديف في بحيرة ثلاثية الأبعاد.
ووجد الباحثون أن تلك الأنشطة أسفرت عن فائدة أكثر من ممارسة التمارين الرياضية البسيطة مثل الذهاب إلى المشي السريع ، مؤكدين أن الجمع بين إحداثيات الأماكن والجهد البدني المبذول للعب يحسن من الوظيفة العقلية، ويمكن أن يساعد في الوقاية من الخرف ومجموعة من الاضطرابات العصبية الأخرى مثل مرض باركنسون ، وكذلك تعزيز وظيفة الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ضعف عصبي.
وشملت الدراسة 17 تجربة سريرية فحصت من خلالها تأثيرات الألعاب النشطة على المهارات المعرفية ، عبر 926 شخصًا تراوحت أعمارهم بين الثلاثين إلى الثمانين.
وأضاف عالم النفس جوزيف فيرث ، وهو باحث دراسات عليا في جامعة مانشستر "مع تقدم الأشخاص في العمر تنخفض وظائف المخ مثل الذاكرة والتركيز والوعي المكاني بشكل طبيعي ، ويمكن أن تؤدي الحالات العصبية المختلفة مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، والضعف المعرفي الخفيف، والخرف إلى إعاقة أداء الأشخاص المعرفي وتقليل قدرتهم على العمل يومًا بعد يوم".
وقال فيرث "في الآونة الأخيرة كان هناك الكثير من الإهتمام حول استخدام ألعاب الفيديو النشطة في إعادة تأهيل هذه الحالات المرضية، وتعزيز الشيخوخة الصحية ، لذلك كنا مشتاقين لمعرفة الأدلة المتاحة التي تبين كيفما يمكن لهذا النوع من الألعاب تحسين الأداء الإدراكي العام بشكل كبير، كما أنه مفيد بشكل خاص للانتباه ووظائف الدماغ التنفيذية، والقدرات البصرية المكانية".
وتابع فيرث "وفقًا لبحثنا، ألعاب الفيديو النشطة جسديا لديها تأثير أكبر على أداء الدماغ من النشاط البدني العادي وحده ، مما يشير إلى فوائدها أكثر من فوائد التجول حول المكان" ، ولعب المشاركون المباريات ثلاث مرات في الأسبوع لمتوسط عشرة أسابيع، واستغرقت كل جلسة ما بين 15 إلى 60 دقيقة.
واستخدمت سبع دراسات نظام ألعاب فيديو نينتندو وي ، في حين استخدمت أربع دراسات ألعاب الرقص التفاعلية مع منصات حساسة للضغط تستخدم للرد على الإشارات البصرية لتحركات القدم.
واستخدمت ثلاثة دراسات أخرى التدريب التفاعلي للدراجات الهوائية ، حيث أكمل المشاركون مهام مختلفة أو تجنبوا العوائق أثناء التهدئة أو المشي حول المسارات الافتراضية.
واستخدمت دراسة أخرى التجديف المعتمد على الواقع الافتراضي والذي يتطلب تنسيق حركة الجزء العلوي من الجسم للإبحار عبر البحيرات أو الأنهار الافتراضية، ويعرض نظام ميكروسوفت كينكت أسلوب تمارين الآيروبك.
واستخدمت دراسة التدريب على التنسيق التفاعلي الذي ينطوي على رمي أو اصطياد الألعاب في بيئة افتراضية، ثم تمت مقارنة القدرات العقلية بالمجموعات التي تخضع إلى الدراسة والتي تخلت عن أعمالهم العادية، وشاركت في رياضة الآيروبك، والتوازن، والإطالة وتمرينات تقوية العضلات أو جلسات التثقيف الصحي، والقراءة، والمعالجة المعرفية أو تدريب الذاكرة.
وأردف فيرث "تجلت فائدة ألعاب الفيديو بصورة أكبر في كبار السن الأصحاء، وقد شهدت وظيفتهم التنفيذية على سبيل المثال ، غرفة التحكم في الدماغ ، تحسنًا ملحوظًا مقارنة مع أولئك ممن مارسوا مجرد النشاط البدني مثل الذهاب إلى المشي السريع، على سبيل المثال".
وأضاف فيرث "النشاط البدني يحفز الجسم ولكن أظهرت الدراسات أنه عند الجمع بين النشاط البدني مع شيء يتطلب منه مجهود ذهني مثل ألعاب الفيديو النشطة يتم تعزيز الدماغ إلى درجة أكبر مما كان متوقعًا".
وأكد السيد فيرث أنه من الصعب قيام كبار السن بممارسة ألعاب الفيديو النشطة لأنها ليست مألوفة بالنسبة لهم ورغم ذلك يجرى إدخال مثل هذه الألعاب إلى دور الرعاية.
وأردف "هذه الألعاب تحسن الوظيفة الذهنية للأشخاص المصابون بمرض الزهايمر، باركنسون أو الأمراض العصبية الأخرى ، وإن لم يكن إلى نفس الدرجة المعروفة ، ولكن بالنسبة لكبار السن فإن هذه الألعاب يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة لتقليل الإصابة بهذه الأمراض على مدار الـ10، الـ20 عام المقبلين ، وكبار السن اليوم غير مألوفيين بتلك الألعاب ولكن الامتناع عنها لن يفيد في شيء ، كما أن ممارسة الشباب لتلك الألعاب ومع مرور العمر يمكن أن يمثل ذلك أداة قيمة في مكافحة الخرف في المستقبل".