النساء اللواتي يردن الاقلاع عن التدخين عليهن أن يتوقفن في النصف الثاني للدورة الشهرية

يجد الكثيرون صعوبة في الاقلاع عن التدخين، فمعظم المدخنين يحتاجون الى المساعدة لمقاومة النيكوتين من خلال وسائل مثل العلكة وغيرها التي توقف رغبتهم على اشعال سيجارة، ولكن الوقت الذي تسعى فيه النساء المدخنات للإقلاع عن التدخين يمكن أن يعلب دورًا, واكتشف العلماء أن النساء اللواتي يرغبن في الاقلاع عن التدخين يمكن أن ينجحن اذا أقلعن خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية، ففي فترة الدورة الشهرية تكون مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون منخفضة، مما يزيد من نظام المكافأة في المخ وبالتالي فقدان السيطرة على الرغبة في التدخين.

وتعطي هذه الدراسة فهم أكثر لتأثير مستوى الهرمونات على الاقلاع عن التدخين وكيف يمكن أن يؤدي الى علاجات لمساعدة الناس على الاقلاع عن التدخين، وفي أحدث دراسة قيم الباحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا النساء الى مجموعتين اعتمادا على موقعهن من الدورة الشهرية.

وكان النصف الاول يضم نساء في الجزء الاول من الدورة الشهرية، حيث تبدأ في اليوم الاول للدورة وتنتهي عندما يبدأ التبويض أي حوالي 13 يوم، وضمت المجموعة الاخرى نساء في الفترة الثانية من الدورة والتي تبدأ من اليوم 14 أو 15 وحتى الدورة الشهرية المقبلة.

ووجد العلماء أن النساء في النصف الأول من الدورة الشهرية انخفضت لديهن الارتباطات بين الجزء الدماغي الذي يساعد على اتخاذ القرارات السليمة ومركز المكافأة، وخلصوا ان هذا الوضع يؤدي الى استمرار المرأة في التدخين أو تعرضها للانتكاسة اذا كانت قد أقلعت.

وشرح معد الدراسة والأستاذ المساعد في علم النفس ريغان ويذلر أن هذا الاكتشاف يمكن أن يمهد الطريق لعلاجات أفضل للتوقف عن التدخين، وأشار " يعتبر فهم كيفية تأثير مرحلة الدورة الشهرية والعمليات العصبية والإدراك السلوكي هي خطوة حاسمة في تطوير علاجات أكثر فعالية واختيارات أفضل، لخلق أفضل علاجات فردية للمساعدة على الاقلاع عن التدخين", وأضاف, " عندما نتعلم شيء بسيط مثل توقيت موعد الاقلاع الأنسب عن التدخين قد يؤثر هذا على نجاح الاقلاع لدى النساء، لأنها تساعدنا على تقديم استراتيجيات العلاج الاكثر فريدة للأفراد الذين يعانون من الادمان."

ونشرت الدراسة في مجلة علم الاحياء على الانترنت، وقد أثبتت البحوث 21 مرض ناجم عن التدخين بما في ذلك 12 نوع من السرطان وستة انواع من أمراض القلب، والسكري ومرض الانسداد الرئوي المزمن والالتهاب الرئوي بما في ذلك الانفلونزا.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية أن التدخين واحد من اكبر التهديدات للصحة العامة التي واجهت العالم على الاطلاق مما يسفر عن مقتل نحو ستة ملايين شخص كل عام، وأكثر من خمسة ملايين من هذه الوفيات هي نتيجة استخدام التبغ مباشرة في حين أن 600 ألف تكون نتيجة تعرض الغير مدخنين لدخان التبغ, ويعتبر استهلاك التبغ أكثر سبب منفرد للأمراض والوفاة المبكرة في بريطانيا، مما يؤدي الى مقتل 102 ألف شخص سنويًا.