وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة

 حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، من ارتفاع أعداد الشهداء الأطفال في قسم الحضانات في مستشفى الشفاء؛ وذلك بعد وقف السلطة الفلسطينية التحويلات العلاجية الخاصة بهم.

وذكر وكيل وزارة الصحة، يوسف أبو الريش، خلال مؤتمر صحافي عاجل نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار في مدينة غزة "في الوقت الذي ينتظر فيه أطفال العالم هديا العيد وفرحته؛ كان أطفالنا هنا يهدى إليهم هذا الموت من خلال الحصار الظالم ومنع التحويلات العلاجية".

وارتقى خلال 24 ساعة ثلاثة أطفال في قسم الحضانات في مستشفى الشفاء؛ وذلك لعدم توفر علاجهم في المشفى، كما توفي 11 مريضًا خلال أيام بسبب وقف السلطة الفلسطينية التحويلات الطبية الخاصة من غزة.

وأضاف أبو الريش "أطفالنا يشتكون هذا الظلم والجريمة التي وقعت بحقهم؛ وإن استشهاد هؤلاء الأطفال يضعون وصمة عار في جبين الإنسانية والعالم الحر الذي ينظر لهؤلاء الأطفال والمرضى التي تزداد معاناتهم يوما بعد آخر ولم نسمع صوتا".

وأوضح أن وفاة الأطفال الثلاث تأتي ضمن جريمة مكتملة الأركان كان آخر فصولها هو منع المرضى من العلاج، وحرمانهم من الدواء اللازم.

ويعاني القطاع الصحي في غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الصحية حيث وصل رصيد "الصفر" للمستهلكات الطبية أكثر من 42%، بالإضافة إلى حرمان القطاع الصحي من الوقود والكهرباء، وقطع رواتب العديد من الأطباء.

وأكد أبو الريش أن الواقع الصحي في غزة في خطر شديد، لافتًا إلى آلاف المرضى محرومون من الوصول إلى دوائهم.

وبيّن أن مرضى السرطان والتليف الكيسي والدم والمناعة قد نفذت علاجاتهم؛ الأمر الذي يجعل هذا العدد مرشح للزيادة نتيجة نقص الدواء والمستلزمات الطبية.

وطالب أبو الريش بمظلة أمان وحماية لوزارة الصحة في غزة وحماية المرضى والأطفال من أن تصلهم يد العبث التي تحاول أن تأخذ أرواحهم، داعيًا المجتمع الفلسطيني والكل الوطني بفصائله ومؤسساته المختلفة أن يشكلوا حاضنة ومظلة أمان للوزارة.

وتابع "إن المتاجرة بأرواح الناس ومعاناتهم هي جريمة مرفوضة بكل المقاييس؛ وإن الذي يجعل من معاناة هؤلاء المرضى سلعة سياسية يبتز بها هؤلاء المرضى من خلال معاناتهم وآلامهم هذا العمل مرفوض، ويجب أن يحاسب عليه المحتل، وأن يحاسب عليها القائمون في السلطة في رام الله من ناحية أخرى".

ودعا أبو الريش لملاحقة المجرمين من المؤسسات الحقوقية وجميع المؤسسات القانونية المحلية والعالمية، وأن يتم محاكمة الذين تسببوا بإزهاق الأرواح البريئة للمرضى.

وطالب جميع الجهات المانحة والمختصة لتقديم يد العون العاجلة للقطاع الصحي الذي يوشك على الانهيار، داعيا وسائل الإعلام بفضح ممارسات والجرائم التي ترتكب أمام أعين الناس.

ولفت حول تواصل وزارة الصحة غب غزة مع المسؤولين في رام الله، إلى أن غزة حاولت مرارا وتكرارا التواصل مع المسؤولين هناك لإنقاذ الوضع الصحي في غزة؛ لكنهم رفضوا التواصل معهم.

وأردف "كل المحاولات التي حاولنا سابقا ولاحقا كانت تبوء بالفشل، وكل التواصل التي بذلناها عبر المؤسسات والشخصيات المستقلة تم رفض قبول التواصل معها، نطالبهم من القيام بواجباتهم تجاه هذه المرضى وكف يد العبث من أجل قتلهم يوما بعد آخر".