غزة – علياء بدر
حذّر مدير مستشفى الهلال الإماراتي للنساء والتوليد في غزة الدكتور وليد ماضي، من خطورة استمرار أزمة الوقود على الخدمات، التي تقدمها المستشفى في أقسام الولادة وعمليات النساء وحضانات الأطفال الخدج، وتعطل أجهزة المختبر. وأكد ماضي أن جميع الولادات في المستشفى لا تحتمل الانتظار أو التأجيل خاصة العمليات القيصرية، التي يتوقف إجرائها على استمرارية تشغيل المولدات الكهربائية التي تحتاج يوميا من 800_900 لتر يوميًا، في حال انقطاع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة متواصلة.
وأوضح ماضي أن المستشفى يجري يوميا(20) حالة ولادة طبيعية، و (10) ولادات قيصرية مجدولة وطارئة، إضافة إلى استقبال(60 ) حالة يوميًا في قسم الطوارئ، و(54) حالة في العيادة الخارجية، والأمر الذي يتطلب استمرار التيار الكهربائي على مدار اليوم من دون انقطاع على جميع مرافق وأقسام المستشفى.
ونوه ماضي أنه بحث مع مجلس إدارة المستشفى خطة، لتقليص الخدمات التي تقدمها المستشفى في أقسامها، وذلك بتقليص عدد العمليات المجدولة للنساء، إضافة إلى تشغيل غسالة واحدة، بدلا من الغسالات الثلاثة التي تقوم بغسل الملابس والأغطية والشراشف في المستشفى. وكانت وزارة الصحة حذرت من استمرار أزمة السولار، وتوقف عمل المولدات داخل مستشفياتها، والتي ستؤثر على توقف غرف عمليات النساء والولادة فيها، والتي يجرى فيها نحو(250) عملية جراحية وولادة قيصرية يوميًا.
وأكد عاطف الحوت مدير مستشفى أبو يوسف النجار، أن استمرار نقص الوقود سيؤثر تأثيرًا سلبيًا على مجمل الخدمة الصحية المقدمة لـ 248 ألف نسمة في محافظة رفح. وأوضح بأن أكثر المرافق تضررًا إزاء ذلك قسم الطوارئ والحوادث الذي يقدم خدماته لـ (300) مريض يوميا، منها خدمات المختبر والأشعة وتخطيط القلب وغيرها من الخدمات المرتبط تشغيلها، باستمرار التيار الكهربائي، وفي حال توقفه ستتوقف جميع تلك الخدمات.
وقال الحوت، إنه في حال استمرار الأزمة سنضطر إلى تقليص إجراء العمليات المجدولة، التي تجري بواقع 150 عملية شهريًا، أي بمتوسط خمس عمليات يوميا. وحذر د.الحوت من مغبة استمرار أزمة انقطاع الكهرباء على (82) مريض فشل كلوي، الذين يرتادون ( 15) جهاز غسيل كلى، وتجرى لهم عمليات غسيل الكلى، بما يقارب من ( 164 ) غسلة، مشددًا على أن هؤلاء المرضى يجب أن يجروا عمليات الغسيل في موعدها المحدد وأي تقليص لها ستؤدي حتمًا إلى تضاعف حالتهم الصحية.
وأشار الحوت إلى أن المستشفى يعتمد في تشغيله على مولدين كهربائيين، ويتم تشغيل مولد واحد جراء انقطاع التيار الكهربائي لتقليص استهلاك السولار، لافتا إلى أن الاستهلاك الطبيعي للمستشفى من السولار هو (350) لتر يوميًا، بينما يصل استهلاكه في معدل الانقطاع لـ(12) ساعة إلى (500) لتر. وأطلقت وزارة الصحة نداءات استغاثة تحذر فيها من خطورة استمرار أزمة نقص الوقود على المرافق الصحية، وعلى مجمل خدماتها المقدمة للمواطنين، موضحة بأن مرافقها الصحية تحتاج شهريًا إلى 450 ألف لتر من السولار في الوضع الاعتيادي لتشغيل 87 مولد كهربائيًا، لضمان استمرارية تقديم الخدمة الصحية، وأن كل ساعة انقطاع للتيار الكهربائي إضافية، تتطلب توفير نحو 2000 لتر من السولار كل ساعة في المستشفيات.
وبيّن الدكتور يوسف العقاد مدير مستشفى غزة الأوروبي، أن انقطاع التيار الكهربائي جراء استمرار نقص الوفود سيؤثر على جودة وكفاءة الخدمة الصحية المقدمة للمرضى في قسم الحوادث والطوارئ في المستشفى، والذين يزيد عددهم في المتوسط عن 300 مريض يوميا، فيما يتراوح عدد المرضى الذين يتم إدخالهم للأقسام من الطوارئ عن 50 مريضًا، وقال الدكتور العقاد "قسم الطوارئ يعتمد بشكل كبير على العديد من الأجهزة الطبية، إضافة لجهازي الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، وهذان الجهازان من أهم الأجهزة التشخيصية في الطوارئ، وفي حال وجود هذه الأزمة يتم توقيف العمل بجهاز الرنين المغناطيسي، بشكل كامل وفي حال الضرورة القصوى يتم تقليص القوائم المجدولة النصف، ويتم توقيف العمل بجهاز الأشعة المقطعية بشكل جزئي".
وتابع الدكتور العقاد "وإضافة إلى ما سبق ستتوقف أجهزة الحاسوب المرتبطة ببرنامج النظام المحوسب، وبالتالي تتأثر كثير من الخدمات الإدارية التي تعتمد عليها الإجراءات الطبية والتمريضية، هذا إلى جانب توقف توريد بعض الاحتياجات الأساسية من الأدوات والمستهلكات من قسم التعقيم، وكذلك توقف توريد الشراشف من قسم المغسلة لاعتماد هذين القسمين على وجود التيار الكهربائي في عملهما. وأشار إلى أن الخدمات الصحية المقدمة من المستشفى للمرضى تتأثر بشكل عام وعلى كافة الأصعدة بأزمة انقطاع التيار الكهربائي ونقص السولار، وهذه الخدمات تتنوع من حيث درجة خطورتها على الحياة الناس، خاصة عندما يتعلق الأمر بأقسام حساسة مثل قسم الحوادث والطوارئ، وأقسام العمليات والعناية الفائقة.
ويستشري هذا التأثير في كافة المرافق، لاسيما أن المستشفى الأوروبي، كمستشفى محوسب منذ نشأته في العام 2000، وهو ما يزيد التأثير السلبي على سير المنظومة الصحية، كما هو الحال في قسم الحوادث والطوارئ.