الخوف من الألم يحفز من أداء الذاكرة

أثبت علماء أميركيون أن الخوف من الألم يمكن أن يسهم في تحفيز أداء الذاكرة، وذلك من خلال القيام بتجربة باستخدام صدمات كهربائية بسيطة . وأظهر العلماء من خلال تجربتهم كيفية تخزين المعلومات التي كانت تبدو غير مهمة في الذاكرة، إذا ما تم إضفاء طابع الأهمية عليها من خلال التعرض لحدث مؤثر بعدها مباشرة مثل التعرض لصدمة كهربائية .
ونشر العلماء الأميركيون تحت إشراف إليزابيث فيلبس من جامعة نيويورك هذه الدراسة في الدورية العلمية المتخصصة "نيتشر" .

تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يتم إجراء أبحاث أخرى للتوصل إلى مدى أهمية هذه النتائج بالنسبة إلى مرضى اضطرابات الخوف أو المرضى الذين يعانون صدمات .

وكانت دراسات سابقة قد كشفت أن الإنسان يخاف من انتظار الألم أكثر من خوفه من الألم نفسه، حيث توصل العلماء إلى أن المتطوعين فضلوا التعرض لألم أشد على انتظار طويل يتعرضون بعده إلى ألم متوسط الشدة .
وكشفت دراسة أنجزها علماء في الكلية الإمبراطورية في لندن ميزة غريبة لنفسية الإنسان تظهر عند وقوع الشخص في موقف حرج لا مفر منه .

ووافق 35 شاباً متطوعاً على التعرض لمجموعة من الصدمات الكهربائية لقاء جائزة مالية معينة، وقبل كل جولة من التجارب عرض العلماء على الشباب مقاطع فيديو تظهر مدى تأثير التيار الكهربائي ذي الشدة المختلفة في الأشخاص، مع اختلاف مدة ذلك التأثير . ثم تقدم الباحثون إلى المتطوعين بطلب اختيار وأحد من أنواع "الجائزة" وفقاً لشدة التيار الكهربائي وعدد نبضات التيار وزمن انتظار بداية التجربة، وتوصل العلماء إلى نتيجة مفادها أن الشباب اختاروا الألم الأشد بشرط أقل زمن من الانتظار .
يشار إلى أن أشد أنواع الخوف من الألم، هي الرهاب من الألم العاطفي، كأن يتعرض شخص لتجربة عاطفية مؤلمة، فيطوّر رهاباً ضد التجارب المؤلمة، فلا يحب أحداً ولا يدع أحداً يحبه .