مجموعة "شانيل"

نجحت سول في أن تصبح الوجهة الاقتصادية والثقافية المفضلة هذا العام، خصوصًا للباحثين عن صيحات الموضة العالمية. وفي آيار/مايو أخذ كارل لاغرفيلد مجموعة "شانيل" الملونة إلى هذه المدينة، حاملا معه بعض محرري الموضة العالميين والمشاهير مثل كريستين ستيوارت تيلدا سوبنتون والعارضة البرازيلية جيزيل.وفي نهاية حزيران/يونيو، افتتحت مجموعة "ديور" واحدًا من أكبر متاجرها في شارع يضم الكثير من الشركات العملاقة الأوروبية الفاخرة مثل لويس فيتو وبرادا وبربري، ويتكون متجر ديور من ستة طوابق، عمل عليه اثنان من ألمع المهندسين المعماريين، أحدهما هو كريستيان دو بورتسامبارك الحائز على جائزة "بريتزكر" وصمم الواجهة الخارجية، والآخر بيتر مارينو وعمل على وضع التصميم الداخلي.

ويحتوي الطابق الأخير على مجموعة من المجوهرات الجميلة، والغرف الخاصة بالعملاء المهمين، ومساحة عرض ملابس وتحف تعرض مجموعة من تصميمات الفنانين الآسيويين مثل حقيبة يد سيدة ديور، بالإضافة إلى مقهى "بيير هيرم" حيث يستطيع الزائر الاستمتاع بهواء سول والاسترخاء مع شرب القليل من الشاي الباريسي وتناول القليل من الحلويات، وبالقرب، تقع مجموعة من المتاجر وهي ميزة لسول، فإذا لم يرغب الشخص في الشرب أو الأكل أو الشراء، يمكنه شراء مجلة للاطلاع على أهم المصممين من مختلف أنحاء العالم أثناء تقليم أظافره.ومع تراجع الاقتصاد في الصين، أصبح ينظر إلى سول كسوق موضة مزدهر في آسيا، فهي بعد كل شيء رابع أسرع اقتصاد ناشئ بعد الهند والصين وهونغ كونغ، كما أن سوق السلع الفاخرة يقدر بحوالي 10 مليارات دولار.

وتعتبر المدينة وجهة المتسوقين اليابانيين والصينيين للابتعاد عن المدن، وهي مدينة المهووسين بموسيقى "البوب" الكورية، كما أنها صانع الصابون الأكثر نفوذا في آسيا، وفي العام المنصرم، عندما ارتدت الممثلة الكورية جون جي هيون زوجًا من أحذية جيمي تشو في أحد اللقاءات التلفزيونية، اضطرت المحلات إلى أن تطلب الآلاف من تلك الأحذية بسبب الطلب الكبير عليها.
ولكن أكثر ما يثير الاهتمام، أن سول تعتبر ناشئة بطريقتين، مع الموضة الكورية وجمال العلامات التجارية، وفي أسبوع "هيرا سول" للموضة، جلب المنظمون الكثير من الصحافيين والمشترين الأوربيين والأميركيين، ووصف المدير التنفيذي لبراد أكوه يونغ الحدث قائلا "على الرغم من أن هذا الحدث موجود منذ 15 عامًا، لم يكن يعرف عنه أحد خارج كوريا، وحان الوقت ليشاهدنا العالم".ويحل مصمم أسبوع "باريس للموضة" الكوري جين تيوك، ضيفا على معرض "كوريا الآن" في معرض "لي ديكوراتيف" في باريس. ومن المقرر أن تطلق المديرة المسؤولة عن ملابس الرجال "سوليد هو"، مدام وو بعد أيام مجموعة الرجال الجديدة في متجرها من ذوي الطوابق الخمسة.وأوضحت مدام وو "لا يخاف الكوريون من تجريب أشياء جديدة، فالاتجاهات الجديدة تنتشر بسرعة، والجيل الجديد حساس دائما، ومن الشائع هنا أن ترى صبيًا صغيرًا يرتدي شيئا من الاتجاه الجديد بطريقة رائعة، لكنهم مازالوا يبحثون عن تفردهم، فإذا أحبوا مظهر البوب فسيقلدوه تماما، ولكن كل شيء يحدث سريعا، طالما نزل على شبكة الإنترنت فهو شيء جديد".

ويعتبر تبنى الكوريين السريع للاتجاهات الجديدة سمة تميزهم، وغالبا ما يتعرفون على الاتجاهات الجديدة عن طريق الإنترنت، وهناك مناطق تفتح محلاتها على مدار 24 ساعة، يذهب إليهم العميل بالتصميم الذي يريده فيعملون على تنفيذه فورا، وكان المصممون في أسبوع سول للموضة خليطًا من المواهب الموجودة والناشئة، وكلها معروفة إلى حد كبير خارج آسيا، والعلامات التجارية أغلبها معاصرة، والاتجاهات تركز على لبس الشارع مثل فساتين التسعينات وسترات "البيسبول".
وسافرت مديرة المشتريات في Matchesfashion.com ناتالي كنغهام إلى أسبوع الموضة في سول، لتؤكد أن كوريا هي ثالث أكبر سوق لتجارة التجزئة على الإنترنت بعد بريطانيا والولايات المتحدة. وأوضحت ناتالي أن الناس في سول يهتمون بالموضة كثيرا وهذا كان واضح ًامن خلال أزياء الناس في الشوارع.

وبيّنت إحدى مشتريات "ستيف جي" و"يوني بي" وتدعى ليندا أيبي أنها معجبة بتطور المواهب في كوريا، وأنها تابعت ماركة تجارية تسمي جوين جي وأنها متحمسة جدا لها، فهي منفعلة وأنثوية في ذات الوقت، وفي هذه الأثناء أطلق هارفي نيكولز للتو علاماته التجارية الكورية "جنتل مونستر".وتصف ريجينا بيو وهي واحدة من المصممين الكوريين الذين يتخدون من لندن مقرًا لهم أن جمال سول يتمثل في استرخائها، فالموضة شائعة جدا وبسيطة، أي شخص يستطيع أن يرتدي الجينز إلى جانب قميص لحضور حفل زفاف أو للذهاب للعمل، فالناس هناك لا تأبه لملابس المناسبات."ولا يحبذ الكوريون أن تبدو ملابسهم مفتعلة، ولكن للجمال قصة مختلفة، فالجراحة التجميلية أمر شائع بين الكوريين، وعيادات الجراحات التجميلية والإعلانات تنتشر في الشوارع، فالكوريون يريدون أن تبدو عيونهم أكبر وأنوفهم أعلى ووجوههم أصغر.

وتحقق العلامات التجارية الكورية موجة كبيرة في الغرب، وخصوصا في متاجر التجزئة على الإنترنت والتي تتخذ من أميركا مقرًا لها مثل Beautymart.com ، نظرا إلى كونها ذات باع طويل في هذا المجال، وتوضح مؤسسة العلامة ميلي كيندال أن الحكومة الكورية استثمرت فعلا في البحث والتطوير، وتعتبر أقنعة الورق أكثر منتجات الجمال انتشارا، وتبيّن إحدى مؤسسات العلامة التجارية، ماري سلووجي، أن هذه المنتجات تبدو مختلفة تماما، فهي معبئة بطريقة لطيفة، وبأشكال ومكونات غير متوقعة وأسماء غريبة وتدل على أنها بالفعل كورية.