نيويورك ـ مادلين سعادة
تسيطر على العالم الحالي وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح انتشار العلامات التجارية والأشخاص عليها بمثابة تقييم لأدائها. فالعارض ليل ياشتي يوصف بالنار، و أسترود جلبيروتو وهادي سليمان بالمريضين، و بلايبو كارتي بالذي يجلب الدوار، الى جانب تشيت باكري وباد كمبناي، وكيني و ذا جيرمز، ومن هنا أتى اسم لوكا سابات الذي يتابعه على "انستغرام" حوالي 148 ألف شخص وعلى "تويتر" حوالي 64 ألف شخص.
وبذلك استطاع هذا المراهق الذي يبلغ من العمر 18 عاما ويعيش في نيويورك، أن يقدم نفسه بقوة على شبكة الانترنت. وقد وصفته مجلة "كومبلكس" بـ"المؤثر" العام الماضي بعد وقت قصير من ظهوره في أحياء نيويورك، كي يصبح ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعية.
ويعمل لوكا عارض أزياء وأحيانا كمنسق أزياء، وظهر في حملات تومي هيلغيفر و "أميركان ايغل" و"هود باي اير"، وظهر في لوحة "أديداس" في "تايمز سكوير"، واختارته كاني ويست لمشهد في يزي.
صورة 1 لوكا سابت يبلغ من العمر 18 عاما من نيويورك لديه عشرات الاف المتابعين على انستغرام وتويتر، يرتدي سروال من سيمونز بثيمة 723 دولار وتش شيرت من برادا بقيمة 460 دولار.
واكتشفت موهبة الشاب في "سوهو كيفن أماتو" في ذات الوقت الذي تعاون فيه مع هود باي اير، وبعد وقت قصير مع وكالة "ريكوست موديل" لعارضي الأزياء والتي استخدمته على غلاف لعبة فيديو جديدة. وصرح لوكا " لم أفكر ابدا في الأزياء ، كنت أحب موسيقى "الهيب هوب" وألعب ألعاب الفيديو." ولا تعبر كلمة عارض أزياء كثيرا عن أسلوب لوكا نظرا لأنه مؤثر أكثر ومن بين الأشخاص.
ويشير العضو المنتدب لوكالة "ديجيتال ال بي أي نورث أميركا" ديف مارسي بالقول:" اليكم كيف بدأت القصة، ينشر أحد الأشخاص شيئا على موقع "يوتيوب" و"فين" و"تويتر" أو "انستغرام" ليشاركه مع أصدقائه، ولكن بطريقة أو بأخرى ينتشر المقطع فيصبح لديه الملايين من المتابعين."
ويعتبر كاميرون دالاس احدى علامات هذه الظاهرة، وهي الشاب ذو ال21 عاما بقامة مرنة وابتسامة جميلة، فاستطاعت صورته الشخصية وهو يأخذ حمام فقاعات ونشرها على "انستغرام" من تشينو بكاليفورنيا أن يثير اهتمام العلامات التجارية مثل "كالفن كلاين".
واستطاع كاميرون أن يسافر الى ميلانو في عام 2016 ليظهر في مجموعة "كالفين كلاين" لأزياء كانون الثاني/يناير، وتعتبر شخصيته المميزة من صنع رئيس تحرير الصحيفة البرلينية للأزياء" 032 سي يورغ كوخ" كما فعل مع "رولينغ ستونز" و"البيلتز" وجاستن بيبر.
وتجمهرت الفتيات والمراهقات في الشارع وخارج مساحة المعرض وهن يرددن اسم دالاس وسط هرج ومرج غير متوقع، وهرولة لالتقاط صور للانترنت لمشاركتها مع وجه مألوف لديه أكثر من 11 مليون متابع على انستغرام لوحده.
ولم تتضح بعد دلالة هذه الأرقام في ما اذا كان كان ظهور دالاس في معرض كالفن كلاين أفاد العلامة التجارية أو أفاده على الانترنت، ومع ذلك لم تتوانَ تلك الأسئلة عن مطاردة الشركات لأصحاب النفوذ الشباب والعلاقة الحميمة التي يمثلونها بين المستهلكين والمنتجات التي يعرضونها على الهاتف الذكي وصفحات التواصل الاجتماعية، وهي الوسائل الأهم في عام 2016.
ويعتبر سابات شخصا متواضعا وفقا لمعايير وسائل التواصل الاجتماعي، فخلافا لبعض المشاهير التي تظهر شهرتهم وكأنها فقاعة فلديه ميزة هي أنه انسان يظهر على الوسائل الرقمية، وهو صاحب ذوق أيضا، وقد ظهر في باريس ونيويورك. وتعمل والدته جيسيكا رومر كمنظمة حفلات اليوم، وكانت في السابق تعمل عارضة أزياء، فيما يعمل والده كلارك سابات في تصاميم خط ملابس النساء.
وتعد شقة والدته في باريس بمثابة نقطة انطلاق للعديد من الأسماء في مجال صناعة الأزياء، فقد يكون لوكا هو عارض الأزياء الوحيد المؤثر في كل مكان والذي كانت العارضة الهولندية لارا ستون جليسته أثناء طفولته.
ويشير نائب رئيس تحرير المجلة الأميركية "توتير مومنت" جون جانوزي أنه بالرغم من كونه في مرحلة مهنته الأولى، الا أن مسيرته تسير مثل سيارة الشبح في العلامات التجارية في كل كل مكان، وهناك الكثير من المشاريع التي تنتظره. وتابع " انه يمثل نمط حياة يريده الكثير من الناس، وهذا أمر مهم للمعلنين، وأتمنى لو أني كنت ذلك الطفل."
ويوضح المستشار البالغ من العمر 20 عاما والمتخصص في الربط بين العلامات التجارية الفاخرة وجنريشن زي باتريك فينغيان " يعتبر التواضع لنسبي للوكا مقياس على الانترنت، بعيدا من الاهتمام الغيور لمتابعي التي تدفعهم لمتابعة كل تحركاته، انه قد لا يملك 30 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنه مؤثر جدا، فهو يحمل قيمة هائلة، فلو نظر الانسان الى كل منشور فسيجد عليه آلاف الاعجابات."
وأضاف " انه شاب صغير، ومزدوج العرق، وذو ميول مستقيمة ولكنه يصادق مثلي الجنس والناس العابرين، ولديه اصدقاء مع مصممين ومغنى راب ومن جيل الشباب، ويبدو أن أسلوب حياته يعرف الكثير عنه، ابتداء بماذا يشتري وماذا يرتدي وحتى ماذا يأكل."
ويظهر في احدى الصور على انستغرام وهو يتراخى في يوم بارد على كرسي في بهو فندق "ميرسر" مرتاحا، وكتب تحتها " هذا هو واحد من الأماكن المفضلة لدي، انا أتي الى هنا أربع مرات في الأسبوع." وبالرغم من أن الوقت لم يتعدَّ الواحدة الا أنه كان قد أنجز بعض اجتماعات العمل، وتناول مع كل واحدة منها شيئا مختلفا سواء "مدلينس" أو لوح من كعكة شوكلاته، ولكنه يحافظ على وزنه جيد، فمن المهم أن يبقى نحيفا في عمر ال18 عاما.
وشارك صورة أخرى ووعاء من الشوسي وطبق من الكالاماري المقلية على الطاولة بجانبه، ويعترض والده على عادة التدخين، فالشاب المراهق يدخن علبة من السجائر يوميا، وينهى أمسياته في العادة في نادي "أب أند داون" في شارع ويست 14، ويصف مالك المكان تشبرياني بأنه شخص مضياف، وهو نفس المكان الذي يذهب اليه كل من جيدن سميث وايان كونور وكاني ويست.
ويستخدم مصطلح " ستيز" كثيرا في الآونة الاخيرة ليصف الأشخاص الذين يمتلكون هيئة أنيقة بشكل لا يوصف على ما يبدو دون بذل الكثير من الجهد، وبشكل واضح فان العلامات التجارية التي تستخدم لوكا سابات مقتنعة جدا به، تماما كما متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يتعلق الأمر فقط بمظهره الوسيم، ولكن لانه " ستيز" ليبدو مثل جيمي هندريكس في شبابه.
ويستطيع سابات مثل مايك رولر والكثير من عارضي الأزياء المراهقين ذوي السمعة الجيدة على وسائل التواصل الاجتماعي التعاقد مع المصممين الذي تقتصر تصاميمهم على فئة معينة مثل حسين شاليالن والعلامة التجارية فيسفيم أو أي من ماركات الشوارع مقل بين تريل، والماركات العالمية مثل سايت هوليستر وأتش أند أم.
ويبدو لوكا أحيانا وهو يرتدي سترة من الجينز على كنزة صوفية و بنطلون من الجينز وكأنه من غلاف لألبوم جون دنفر ومع ذلك فهو يرتدي ملابسه من فير أوف جد مع حذاء من سان لوران مقابل 900 دولار، واشتري بأول راتب حصل عليه من عرض الأزياء حذاء كرة سلة من ريك أونز مقابل 1200 دولار.
وارتدى لحضور حفل موسيقي في أكاديمية مانهاتن للفنون بذلة من توم فورد، والأفضل من ذلك أنه ومن وجهة نظر أنواع الشراكات التي ارتبط به يظهر أن لديه موهبة لجعل السلع الفاخرة المكلفة بطريقة ما نظرة أساسية لطيفة، فمن بين الخواتم الفضية يرتدي خاتم من مجموعة " روك" من تصميم مجوهرات فلورنسا مونيني جيولوي بتكلفة 600 دولار.
وأضاف لوكا " أسلوبي هو، فير أو جاد، أوف وايت، وريرك أوينز و مارتن مارجيلا وحيدر أكرمان، وسبريم، ومزيج من هذه العلامات التجارية، ولدى بعض القطع من سان روان، وعندما شاركت لنفسي صورة مع حذاء تشلسي بدأ الناس بتقليدي فورا."
وتابع " كنت أعمى فلم أعرف عن نفوذي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لسبب ما يعتمد الناس علي، بالرغم من أنني لا أرى السبب في ذلك." واليوم تستطيع كل صورة له أن تشارك مرات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد ميرسي من "ديزيتالز أل بي أي "، هذا هو السبب في أن العلامات التجارية تريد أن تعمل مع أشخاص مثل لوكا، فهو سيبقى منتجاتهم على وسائل الاعلام المجتمعي باستمرار، ولكن بطريقة عملية أكثر، فالناس تريد فعلا معرفته، وتريد أن تكون حوله، فهو الطفل الجميل وكلنا نريد أن نكون مثله بطريقة ما."