عارضات أزياء

كشفت "آني لو جينينغز" النقاب عن الضغوط والمخاطر التي تتعرّض لها عارضات الأزياء قبيل انطلاق اسبوع لندن للموضة، وصرّحت  لموقع التليغراف بقولها "يظن الناس أنّ مهنة عارضات الأزياء سهلة، مسلية وتدخل عليهن مبالغ طائلة، لكن يبدو أنّ الحقيقة عكس ذلك تمامًا، إلّا في بعض الحالات الشاذة ولبعض العارضات فقط"، مضيفة "يجهل الكثيرون الحقيقة المخبأة خلف الستار ولا يعرفها إلّا من يجلس خلف الكواليس لا سيما العرضات أنفسهن، ووجب علينا كشف بعض الحقائق عن هذه المهنة".

وتعاني العارضات، صغيرات السن تحديدًا، من مشاكل نفسية تصل مرحلة الاكتئاب، بسبب الحمية القاسية التي يتبعنها لإنقاص أوزانهن بشكل كبير، لتصبح كل فتاة بعدها في قمة النحافة،   يصعب على الفتيات أن يتخذن من هذا العمل مهنة أبدية لهن أو حرفة يسترزقن منها بشكل دائم، إلّا في حالات نادرة ومع عارضات مميزات للغاية، حيث تبين أنّ معدل عمل العارضة لا يتجاوز في غالب الأحيان أكثر من 3 مواسم، والدليل على ذلك هو تجدد العارضات في كل موسم وقد تصل نسبة العارضات الجدد إلى 70%.

ويعتقد البعض أنّ الرواتب خيالية، بينما هي عكس ذلك تمامًا، وقد يكون متوسط الدخل 30 ألف دولار في السنة تقريبًا، ويقال أنّه كلما كانت الشركة التي تعمل لديها العارضة أشهر وأفخم تقل رواتبهن، لأن الشركة تعتبر هذا الأمر دعمًا في نشر اسم العارضة، كما أنّه على عارضات الأزياء الانتظار وتضيع الكثير من الوقت دون فائدة، إذ يطلب منهن جميعًا التواجد خلف الكواليس، علمًا أنّه قد تنتظر عارضة الأزياء دورها للبس والمكياج وتصفيف الشعر عدة ساعات.

وتتعرض العارضات لمواقف محرجة جدًا خلف الكواليس، إذ يصعب السيطرة على كل من يدخل أو يخرج إلى المكان، وقد ييتم التقاط صورًا محرجة في مواقف غير مناسبة للعارضات ونشرها، كما أنّه قد تستغرق جلسات التصوير ساعات طويلة تتعب العارضة بشكل كبير، حيث من الممكن أن تستغرق صورة واحدة عدة ساعات تحت الشمس مثلًا، كما أنّهن يتعرّضن لبعض المخاطر التي تهدد حياتهنّ يقمن بها لضمان البقاء على المنصة، باعتراف الدنماركية سانيا بيدرسن التي صرّحت أنّها عندما انتقلت إلى نيويورك لأول مرة كانت تتناول فنجان من القهوة فقط و20 سيجارة في اليوم، لأنهّا أرادت الصعود على المنصّة والظهور بشكل سيء للغاية، عام 2012، حيث كان وزنها 100 باوند فقط وكانت تنزعج من الجلوس بسبب بعض النحافة الزائدة، وتزن بيدرسن، الآن 121 باوندًا، وترتدي مقاس من 0-2، ومع ذلك، أكدت أنّ لديها دهون أكثر مما يجب لعارضة أزياء ان تمتلكه، وعلى الرغم من أنّها تمكنت من إيجاد توازن بين حياتها المهنية وصحتها، إلّا أنّ هناك الكثير من عارضات الأزياء يتّبعن تصرفات غريبة للبقاء نحيفات جدًا، كما كشفت الشقراء الجميلة أنّه خلال أسبوع الموضة، أشار إليها أحد المصممين غير المعروفين بأنها بدينة، وعلّقت سانيا بقولها "خلال أحد العروض القديمة اضطررت إلى التسلل إلى الحمام لشرب الماء".

ونشرت عارضة الأزياء السابقة أنورإكسيك فيكتوار، 23 عامًا، مذكرات صريحة حول الصراعات التي واجهتها لتظل قادرة على المنافسة باعتبارها عارضة الأزياء الأفضل، حيث وصفت الباريسية كيف أنّها اضطرت إلى  تجويع نفسها وكانت تأكل 3 تفاحات فقط يوميًا، ومشروبات خالية من السعرات الحرارية، لتصبح واحدة من أكثر الأسماء رواجًا في عالم الموضة، موضحة أنّها بعد اكتشافها في عمر الـ17 عامًا أنّ وزنها كان 98 باوندًا فقط، عندما كان أمثال ديور، وشانيل والكسندر ماكوين يتعاقدون معها لتعرض منتجاتهم، وكانت سعيدة في هذه المهنة التي التي سمحت لها أن تطير إلى جميع أنحاء العالم، لكن اضطراب الأكل جعلها تعاني من مشاكل صحية دائمة، حتى أنّ أحدهم قال عنها "أنّها هيكل عظمي لأمراة في عمر الـ70"، حيث أنّها كانت تعمل على تجويع نفسها وكانت تأخذ المسهلات والحقن الشرجية بعد الأكل، بالإضافة إلى أنّها ولم تحِض لمدة 6 أشهر وأن العديد من صديقاتها أصبن بعقم شبه دائم، فقط لأنّهنّ عارضات أزياء.