عارضة الأزياء الأسترالية أدوت أكيش

بدأت عارضة الأزياء أدوت أكيش ذات الـ17 عاما، في حزم حقائبها بعد يوم واحد من الانتهاء من المدرسة الثانوية، لتسافر من وطنها أستراليا إلى فرنسا للمشاركة في عرض سانت لوران، الذي كان عرض البداية لأسبوع الموضة في باريس هذا العام. وانتشرت صورها على منصة الأزياء عبر حسابات الموضة على وسائل الإعلام الاجتماعية، وكانت ترتدي ثوبًا من اللونين الأسود والأبيض، مع سروال قصير وحذاء من الفرو، وكان زيها هو الزي النهائي في العرض الذي حصل على الكثير من الإشادة، معلنا عن وصول أكيش، إنها لحظة فارقة لأي مراهق – وهي أكثر من ذلك بالنسبة للعارضة التي وُلدت في جنوب السودان الممزقة بالحروب، وقضت سنواتها الأولى في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا قبل وصولها إلى أستراليا في عمر السابعة.

وفي الواقع إنها تعتبر عاصرة أزياء مخضرمة، إذ قدمت أول عرض دولي لها في أيلول/سبتمبر الماضي، وشاركت حصريا في عروض دار الأزياء للموسمين الأخيرين، وهذا العام ستشارك في العروض بدوام كامل، وفي أي عرض له قيمة غالبا ستجدها، إنها بداية قوية هذا الموسم لأكيش، التي شاركت في جلسات تصوير لمجلة ID، ومجلة 10، ومجلة فوغ أستراليا في العام الماضي، كما أنها ظهرت في تقويم بيريلي "كله بالأسود" الذي ينتظره الجميع لعام 2018، وقد صوره تيم ووكر، وصممه محرر فوغ بريطانيا إدوارد إنيفول، وشارك فيه النجوم ناعومي كامبل، وديدي ووبي غولدبيرغ.

على الرغم من أن تشكيلة فريق التقويم مبهرة، إلا أن الشخص الذي تحمست أكيش للقائه كانت الممثلة لوبيتا نغونغو، وهي إحدى المثل العليا لها، جنبا إلى جنب مع كامبل و أليك ويك، ويبدو كما لو أن نغونغو قد تأخذها تحت جناحها، فتقول أكيش: "قالت لي أن أتصل بها عندما أذهب إلى نيويورك، لذا سأفعل ذلك، أخبرتني إنني إن احتجت أي مساعدة عند الوصول إلى نيويورك، أن أتحدث إليها مباشرة".

وهكذا هذا العام، بعد الانتهاء من دوامة أسبوع الموضة في باريس، لن تعود إلى أستراليا، وتقول "من المحتمل أن أعود في الشهرين المقبلين لزيارة عائلتي، ولكن في عموما قد أقضي في باريس بضعة أسابيع ثم غالبا سأذهب إلى نيويورك".

وبالنسبة فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، فإن أكيش حقا محنكة في السفر، إنها لا تتذكر السودان أو مخيم اللاجئين ولكنها تذكر الأسرة الفترة التي استقرت بها الأسرة في نيروبي قبل نقلها إلى أستراليا، وقتها أرادت بشدة أن تذهب للمدرسة المحلية لكنها كانت باهظة الثمن لأمها التي تعيلها وحدها، تحكي عن تلك الفترة، فتقول "كانت هناك أوقات أسير إلى مدرسة ابنة عمي لآخذ لها الغداء وكنت أقف فقط عند البوابة، أنظر إلى جميع الأطفال يلعبون في الملعب، وهذا نوعا ما جعلني حزينة، لقد تمنيت أن أكون أنا في الملعب"، وكانت المدرسة هي أكثر ما تحمست بشأنه عندما عرفت أن الأسرة سوف تنتقل إلى أستراليا حيث "التعليم المجاني والقدرة على اختيار الذهاب إلى المدرسة بالفعل".

وتركت العائلة كينيا بدون أي شيء سوى مجرد ملابس قليلة، وكان ذلك وقتا مثيرا، ولكن أيضا عصيبا للطفلة البالغة من العمر ست سنوات، كانت فضولية حول الأشخاص الذين ستقابلهم، إذ تقول "كان من النادر في كينيا أن نرى أي شخص أبيض، وكنت اتساءل بانبهار كيف ستكون المعيشة في تلك البد؟ إذ سمعت أن هناك الكثير من الناس البيض ولكن نحن لم نعتد رؤيتهم، لذا كان هذا أحد الأشياء التي كانت دائما في ذهني"، وترددت عند سؤالها إذا كان الهبوط في مدينة أديليد بأستراليا صدمة ثقافية لها، أجابت بحذر: "كانت مختلفة، كانت شيئا مختلفا"، وأضافت: "لكني كنت أتطلع إلى كل شيء".