نشرت صحيفة "الغارديان البريطانية"، تقريرًا عن الموضة الرجالية، خاصة بين الآباء والأبناء، والذين تربطهم علاقات وثيقة حين يتعلق الأمر بالموضة، حيث أكد الأبناء أنهم كانوا يحبون ارتداء ملابس آبائهم، ومنها ما هو مفضل لهم حتى اليوم ويُعد جو كاسيلي هايفورد، 62 عامًا، أحد المصممين الذين أطلقوا علامتهم التجارية في عام 1984، وفي عام 2009، أطلق مشاركة مع ابنه تشارلي، 32 عامًا، علامة التجارية خاصة بالملابس الرجالية  تحمل اسم "كاسيلي هايفورد".

ويتحدث تشارلي عن هذه التجربة، مستحضرًا ذكريات الماضي، حيث قال، " كانت ذكرياتي الأولى في أستوديو والدي السابق، في وايت تشابل، شرق لندن، وكان منزلي الثاني لأن أمي وأبي كان يعملان سويًا، كانت أمي تساعده في قص القماش"، مضيفًا، " لعبت ساعة والدي من "Breitling Navitimer Cosmonaute" دورًا أساسيًا في ذكريات الطفولة، فهي الشيء الوحيد الدائم في خزانته حتى مع تغيير أسلوبه".

وأشار،" حين كنت طفلًا لم أفهم الموضة، ولكن في عام 1995، حين كنت في التاسعة من عمري قابلت الأميرة ديانا في الصف الأمامي في عرض والدي، وكانت أول مرة أجلس في الصف الأمامي، فقد كانت كل الكاميرات علينا، قدم لي والدي أول بدلة وحذاء، ولا يزال لدي الحذاء"، موضحًا، "تعلمت من والدي الكثير، حيث اللعب بالملابس، ولكن عندما أعطاني هدية عيد ميلادي الـ15، والتي كانت ساعة، كان الأمر مختلفا لأنها كانت الحياة، وحين بلغت الـ30، اشتريت له ساعة مطابقة".

وتحدث جو عن تجربته، قائلًا،" وجدت أول ساعة في الحديقة، حين كنت في الثامنة، كانت لساعة الأولى من نوعها في الحرب العالمية الأولى، وواحدة من أول الساعات التي صنعت، ولا زلت لا أعرف كيف وصلت إلى هنا، ومنذ ذلك الحين، وأنا جامع متلهف للساعات، أحب الساعات الرجالية، لما تحتويه من جوانب فنية"، موضحًا، " أنا وتشارلي نتشارك نفس يوم الميلاد 25 مايو/ أيار، وأعطيته هذه الساعة في عيد ميلاه الـ25، نحن معًا الآن، نعمل في عالم الأزياء، في عمل شاق، ورغم أن الآباء من المفترض أن تعلم الأبناء، كانت حالتي العس، فأنا أتعلم من تشارلي، لأن الموضة مستوحاة من الشباب في الوقت الجاري".

وتحدث كاثال مكاتير، 46 عامًا، وهو مؤسس العلامة الأسكتلندية "فولك"، ولديه ابنتان، وصبي يدعى بوبي 11 عامًا، ويقول كاثال،"قدمت قميصًا إلى بوبي ولكنه لم يكن الأول، ولكن هذا ما يحبه ويرتديه، يحتفظ به في خزانة ملابسه، هناك بدلة من 3 قطع من ""Bathing Ape، لم أخبره به أبدًا، وأشياء أخرى، ليست من محال معروفة"، ويضيف،" دخلت مجال الموضة حين كنت في سن بوبي، استخدمت خزائن والدي، كنت أذهب إلى الحفلات، وأرتدي ملابس والدي، حصلت على وظيفة في سن 12، كان لدي مالي الخاص، وحين كنت في الـ15، عملت لدى محل في علاسكو يسمى "Ichi Ni San"، وفي الـ17 أرسلني المالكون إلى باريس ولندن لشراء الملابس، أنا لا أمانع حقًا ما يفعله بوبي، ولكن إذا تولى منصب في مجال الأزياء، فسأكون فخورًا للغاية."

وقال بوبي،" ارتدى والدي هذا القميص بضع مرات ثم أعطاه لي، إنه صغير علي، ولكن أحبه، أعتقد أن الأمر مضحك حين يحاول ارتداء قميص ضيق، ليس لدي سوى اثنين أو ثلاثة قمصان من العلامات التجارية المميزة، هناك بعض الأشخاص الذين أشاهدهم على يوتيوب، أحدهم يدعى قيس عمر، يبدع في تنسيق الملابس الرجالية، وخاصة الأحذية، من العلامة التجارية Sneaker Con، والتي ذهبت إليها في الأسبوع الماضي مع والدي وبعض الأصدقاء، لم يكن لدي المال الكافي لشراء حذاء رياضي بسعر 2000 جنيه إسترليني، ولكن يمكن استبدال الأحذية، فقد أعطيتهم حذائي أديداس، وأخذت الحذاء الذي أريد".

تشارلي سيم، 32 عاما، عازف كمان وعارض أزياء، ووالده كرستيان سيم، 69 عاما، رجل أعمال نرويجي، ويقول تشارلي، "كبرت على حب ملابس والدي، اعتدت دائمًا على ارتداء بدلاته، قبل أن أحصل على بدلتي الخاصة، كان زملائي في المدرسة يرتدون بدلات أجدادهم، ولكنني كنت أرتدي بدلة والدي، كل شيء كان يبدو مثالي"، موضحًا، "كنت مفتونًا بالزي العسكري الخاص بوالدي، حين أدى الخدمة الوطنية في النرويج، في إحدى المرات حين كان على الساحل النرويجي يؤدي الخدم العسكرية، وكان يرتدي زيًا وطنيًا تقليديًا، أحببت أن أرتديه، نحب كلانا الملابس الأنيقة، نرتدي الملابس التي تجعلنا تبدو أكثر ذكاءً بين الناس".

وأشار تشارلي، "قضاء الوقت في العزف على الكمان أمر ممتع، ولكن أحب المشاركة في تصميم الملابس واختيارها، يجب أن تكون الملابس مريحة، أحصل على الكثير من الملابس لعملي عارض أزياء، ولكن أفضل ارتداء الملابس المخصصة لي"، موضحًا، "أنا شخص مقتصد جدًا، لا ألقى بأي شيء بعيدًا، لم يتغير جسدي على مر السنين، لذلك لدي ملابس حين كان عمري 40 أو 50، أعتدت عليهم، وفي حال عدم ارتدائي بدلة منذ فترة طويلة، كنت أعطيها لأطفالي، كنت أذهب إلى الخياط الخاص بي ويدعى تشابمان".