ميلانو ـ ليليان ضاهر
أدهشت مدينة ميلانو الإيطالية في أسبوع الموضة الذي استضافته، العالم، لتصبح أهم المدن التي تحتفي بعروض الأزياء لكبار السن، في الوقت الذي تشتهر فيه نيويورك خلال هذا الموسم بمرق العظام، ولندن بالأحذية المسطحة أو ذات الكعب العالي.
وغزا الوجه الطفولي لعارضات الأزياء في سن المراهقة، منصات العرض الإيطالية، في حين أنَّ البوتكوس تدفق لدى محرري ميلانو، حتى أنَّ ميوشيا برادا، تعترف بأنَّها ليست شجاعة بما فيه الكفاية لوضع العارضات كبار السن على المنصة، قائلة "عالمي ليس فنيًا، إنَّه عالم تجاري، لا أستطيع تغيير القواعد"، هذه التصريحات صدرت من سيدة رائدة في عالم الأزياء.
وأثارت التجهيزات التي تمَّت من قبل العارضات الأكبر سنًا، الضحك في صفوف الحاضرين لفعاليات أسبوع الموضة في ميلانو، حيث الأزهار والشعر والتنانير والدبابيس المرصعة بالجواهر والزنابق المجففة، بداية من ماكس مارا الكلاسيكية وصولًا إلى غوتشي حيث المدير الإبداعي الجديد، اليساندرو ميشيل، تم استبدال قوة ضربة لتصفيفات الشعر، من حيث المظهر الخمري.
إنها ليست اللحظة القريبة، فقد عاد "غراني شيك"، الذي بحاجة لعالم مستحضرات التجميل "ماك"، التي تنتج بريقا للشفاة وسط الظلال، إذ ظهر بالفعل بريق الشيخوخة في ميلان أفضل من أي مكان آخر، بعد أن شهد سكانها بشكل مطرد على مدى العقود الماضية.
ووفقا للمعهد الوطني الإيطالي، شهد عام 2014 تدني نسبة المواليد، منذ عام 1861، وفي شباط/ فبراير، أعلن وزير الصحة الإيطالي، بياتريس لورينزن، أنَّ إيطاليا بلد الموت، مشيرًا إلى انخفاض معدل الوفيات أيضًا في هذا البلد في العام الماضي، حيث وصل متوسط عمر السيدة الإيطالية إلى 85 عامًا، في حين وصل الرجل إلى 80.
ولذلك ليس من قبيل المصادفة أن تشهد الحملات الإعلانية هذا الموسم، لسيدات ذوي الشعر الأبيض يحملون حقائب اليد، وأن تنتج من قبل العلامة التجارية الإيطالية "دولتشي آند غابانا"، ولكن يدل هذا على الاحترام والحب للجدات وثقافات البحر المتوسط نحو احترام الجيل الأكبر سنًا، هذا ما أوضحه دومنيكة دولتشي، الذي أطلق الحملة نفسها.
ومن المرجح استخدام السيدات كبار السن له جانب اقتصادي، فمع تباطؤ المبيعات وبشكل متزايد على خلفية الركود الروسي، وتراجع اليورو، وتباطؤ الإنفاق في الصيت، هناك شعور بالضغط، ويمكن خسارة المتسوقين الشباب، ولكن الجواب هنا يمكن في أنَّ عام 2010 أنفق المتسوقون الذين يبلغ أعمارهم فوق الـ60 عامًا، نحو 8 تريليون دولار، في جميع أنحاء العالم، وفقا لإحصاءات جمعتها شركة "أي تي كيرني" الاستشارية.
لدى ميسوني تاريخ طويل مع الجاذبية الخاصة بأجيال عدة، من خلال استغلال شجرة العائلة الواسعة في الحملات الإعلانية، فالأسلوب الفكاهي في الأسرة السعيدة يمكن أن ينعكس بشكل كبير على الحملة الإعلانية، حيث الأطفال في المقعد الخلفي والشباب وكبار السن.