القاهرة - إسلام خيري
كشف مجموعة من النقاد والمتخصصون لـ "فلسطين اليوم" أنّ فيلم "قدرات غير عادية" للمخرج داوود عبد السيد هو الأفضل لعام 2015.
وصرح الناقد نادر عادلي لـ"فلسطين اليوم" أنّ السينما في عام 2015 كانت في حالة مستقرة إلى حد كبير، ولكنها ليست في حالة انتعاشية إذ أنّ عدد الأفلام المعروضة خلال العام الجاري حوالي 35 فيلم، في حين أن عددها العام المُنقضي كان 37 فيلم سينمائي فلا يوجد فرق واضح بين العام الجاري والمُنصرم إلا أنّ هذا العام أفضل من الأعوام المُنصرمة بداية من عام 2010 إلى 2013، إذ أنّ السينما خلال هذه الفترة كانت في حالة غير مستمرة تمامًا، ومتدهورة إلى حدٍ كبير بسبب الظروف التي مرت بها البلد، ولكن بدايةً من العام المُنصرم، ومرورًا بالعام الجاري، فالسينما مستمرة، بل ويوجد محاولات كثيرة للعودة للإنتاج الجيد .
وأفاد عدلي أنّ أغلب الأفلام التي تم طرحها في هذا العام تميل إلى الشكل التجاري أو الاستهلاكي، حيث أنهم افتقدوا بشكلٍ حقيقي الإنتاج المتميز المُتمثل في كلٍ من الشركة العربية المتحدة التي تمتلكها الفنانة إسعاد يونس، وشركة "الإخوة المتحدين" لأصحابها كلًا من المنتج هشام عبد الخالق، وحسن رمزي، ووائل عبد الله، عن المشاركة الحقيقة في الإنتاج، وتركوا للشركات الصغيرة أداء هذا الدور، وإنتاج العديد من الأفلام التجارية بشكلٍ كبير، بل إنّ هاتين الشركتين طالبوا بزيادة عدد نسخ الفيلم الأميركي من 10 إلى 15 نسخة، فهم تراجعوا وتركوا الإنتاج، وركزوا كل جهودهم في توزيع الفيلم الأميركي، وزيادة عدد نسخه على حساب الإنتاج المصري، وهذه أزمة عام 2015 في السينما .
وأكد أنّ أفضل فيلم في عام 2015 هو فيلم "قدرات غير عادية" للمخرج داود عبد السيد، وبطولة كلًا من خالد أبو النجا، ونجلاء بدر، بالإضافة إلى فيلم "سكر مر" للمخرج هاني خليفة، وبطولة كلًا من أحمد الفيشاوي، وهيثم أحمد زكي، وأيتن عامر، وشيري عادل، وكريم فهمي، وناهد السباعي، ونبيل عيسي، وأمينة خليل، وعمر السعيد، وسارة شاهين.
واختلفت الناقدة ماجدة موريس مع عدلي في أنّ عام 2015 للأسف الشديد لم يحدث أي تغير في الإنتاج السنيمائي، بل بالعكس زادته أزمة التمويل في الإنتاج بشكل محزن جدًا لدرجة أنّ جميع المهرجانات المصرية لا تجد فيلم مصري إلا بصعوبة بالغة، وذلك لأنّ جميع المبدعين المصريين يعتمدون على مهرجانات الخليج من أجل التمويل، ويتم العرض الأول للفيلم المصري فيها، وهذا شيء مؤسف جدًا أن تكون مصر صاحبة أقدم وأهم صناعة سينمائية، وتعاني من أزمة في الإنتاج، بل ستزيد هذه الأزمة طالما لا تقف الدولة بجوار السينما وتدعهما بأشكال مختلفة مثل ما يحدث في العديد من الدول الأخرى .
وأفادت موريس أنّ أهم الأفلام التي تعرضها في عام 2015 هي كلًا من فيلم "قدرات غير عادية" للمخرج داود عبد السيد، و"سكر مر" للمخرج هاني خليفة، بعد فترة طويلة تصل إلى 7 أعوام غياب عن الإخراج السينمائي، وكذلك فيلم "أسوار القمر"، و"ولاد رزق" للمخرج طارق العريان، وخروج تلك المخرجين الكبار كل فترات طويلة لا يدل سوى على أزمة حقيقة في السينما، لوجود مشكلة في آلية التمويل في الإنتاج السينمائي، وهذه أزمة حقيقة في هذا العام، وستستمر إلى العام المُقبل.
ويرى الناقد محمود قاسم، أنّ عام 2015 يعد أفضل الأعوام سينمائيًا في الفترة التي تلت عام 2011 إذ أنه يوجد في هذا العام استقرار كبير في نسبة المشاهدة والذهاب إلى دور العرض، فضلًا عن أنه تم الابتعاد عن تقديم الأعمال السينمائية التي تعتمد على العنف، والعودة مرة أخرى إلى الأفلام الاجتماعية والكوميدية الجيدة كالفيلم الكوميدي "قط وفار"، وفيلم "قدرات غير عادية" لداود عبد السيد، وفيلم "ولاد رزق" لطارق العريان.
وعلى الرغم من وجود هذه الأفلام الجيدة، إلا أنه يوجد بعض المنتجين يغازلون الشباب التافه كفيلم "عيال حريفة" الذي يحتوي على رقصة وغنوة كأفلام السبكي، وأغلب هذه الأفلام لا تعيش في الذاكرة السينمائية، فضلًا عن وجود مهرجان القاهرة هذا العام في أسوأ حالات، وعدم حصول مصر على أي جائزة في مهرجان القاهرة فهي كارثة.
وأفاد قاسم أنّ أفضل فيلم في عام 2015 من وجهة نظرة هو "قدرات غير عادية"، ويليه فيلم "قط وفار" للسيناريست وحيد حامد، والمخرج تامر محسن .
ويختلف الناقد سمير الجمل مع قاسم في أنّ السينما من عام 2011 أي بعد الثورة، وهي في مستوي متدني سواء من حيث عدد الأفلام أو القيمة الفنية لهذه الأفلام، فما يتم إنتاجه من قبل السبكي هي كباريهات على شريط سينما، وكل محتواها تقريبًا واحد أغنية ورقصة، فعام 2015 لا يختلف عن الذي قبله من الأعوام، بل والكارثة الكبرى عدم وجود أفلام ذات قيمة حقيقة يتم طرحها في المهرجانات كمهرجان القاهرة لم تحصل مرة على أي جائزة منه، وخرجت مثل ما دخلت حتى إنّ الفنان أحمد حلمي الذي يُعد من الفنانين القلائل الذي يستطيع الجمع بين النقاد والجمهور غاب عن المشهد السينمائي الفترة المُنقضية .
وأفاد الجمل أنه على الرغم من كل ذلك، إلا أنه يوجد فيلم للمخرج الرائع داود عبد السيد الذي يعد كلامه ماركة مسجلة، وأفلامه كلها معروفة بأنها ذات قيمة عظيمة، وفيلم "قدرات غير عادية" يعد أفضل فيلم في رأيه خلال هذا العام .
وفي النهاية، شكر المخرج داود عبد السيد، ثقة النقاد في أعمالة الفنية، خصوصًا بعد عرض فيلم "قدرات غير عادية"، وأفاد لـ"العرب اليوم" أنه لم يواجه أي صعوبات في إنتاج هذا العمل، بالعكس قد تحمست شركة "نيو سنشري" جدًا للفيلم، ودعمته بقوة .
وطالب عبد السيد بضرورة التنوع في الموضوعات السينمائية خلال الفترة المقبلة، وكذلك لابد من إنتاج أعمال فنية كثيرة لأجل انتعاش السينما، رافضًا كثرة الانتقادات التي توجه إلى السبكي، وأن يتم ترك حرية الاختيار للجمهور .