القاهرة - سهير محمد
وقع اختيار رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الدكتورة ماجدة واصف على النجمة العالمية كلوديا كاردينال لمنحها جائزة فاتن حمامة التقديرية، التي تقرر أن يهديها المهرجان مع كل دورة جديدة، للشخصيات السينمائية المصرية والعربية والعالمية التي ساهمت في الارتقاء بالفن السينمائي. وأكدّ المدير الفني للمهرجان الناقد يوسف شريف رزق الله أن النجمة الإيطالية الشهيرة ستتسلم الجائزة في حفل افتتاح الدورة 37 (11 – 20 نوفمبر 2015)، كما سيعرض المهرجان في إطار تكريمها فيلم "جحا" أول فيلم مثلته في حياتها مع الوجد الجديد وقتها عمر الشريف وفيلم "الفهد" الذي شاركت في بطولته مع النجمين برت لانكستر وآلان ديلون من إخراج السينمائي والمسرحي والأوبرالي وكاتب السيناريو الشهير فيسكونتي.
وذكرت كلوديا "عمري اليوم 77 سنة، وما زلت أعمل، ولا أحب شد الوجه وعمليات التجميل، وكل هذه الأشياء لأنه لا يمكن إيقاف الزمن". وينظر إليها الكثيرون باعتبارها الممثلة الإيطالية الأكثر أهمية، التي ظهرت في الستينيات، والوحيدة التي اكتسبت شهرة تضاهي شهرة صوفيا لورين، كما عُرفت بجمالها "المضاهي للشمس والمثير للقلق والغامض"، وظلت النموذج الحي للأنثى في قوتها وضعفها، وإرادتها، وطموحها الدائم إلى الحرية والاستقلال، كما أنها النجمة الإيطالية الوحيدة مع صوفيا لورين، التي لعبت بطولة العديد من الأفلام الأميركية في الستينيات مع مشاهير نجوم السينما الأميركية أمثال : جون وين، وروك هدسون، وتوني كيرتس ولي مارفن.
يذكر أن كلوديا جوزفين روز كاردينال ولدت في ضاحية سيدي بوسعيد في تونس عن أم فرنسية وأب إيطالي من صقلية، وفي مسيرة بدأتها كالكثيرات من نجمات السينما العالمية بالمشاركة في إحدى مسابقات ملكة الجمال التي نظمتها القنصلية الإيطالية في تونس في عام 1957، وكان عمرها وقتها 17 عامًا، وبعد تتويجها "ملكة جمال تونس"، كانت الجائزة عبارة عن رحلة إلى مهرجان فينيسيا، تنافس الجميع هناك على التقاط صور لها، وكانت المفاجأة عندما طلبوا منها العمل في السينما فرفضت، وعند عودتها بالطائرة اكتشفت أن الجرائد كتبت عنها :"الفتاة التي لا تريد أن تعمل بالسينما" لكنها عادت، ووافقت، وتجاوز رصيدها في السينما أكثر من 150 فيلمًا.
حملت لقب "أسطورة السينما" و"مُلهمة فيليني" ووصفها الممثل الشهير "جون وين" بالفتاة المشاغبة بينما قال عنها الممثل البريطاني ديفيد نيفن :"أجمل اختراع إيطالي بعد المكرونة".
وبدورها كانت دائمًا ما تقول :" فيليني منحني جناحين و"فيسكونتي" صالحني مع نفسي" .ومن أقوالها المأثورة : "في العادة نعيش حياة واحدة، لكني عشت 151 حياة، وأمر رائع أن تكون قادرًا على التحول، ففي مهنة كهذه ينبغي أن تكون قويًا داخليًا وألا تتعرض لخطر فقدان شخصيتك" تعاونت مع لوكينو فيسكونتي في فيلم (روكو واخوته) والفيلم الشهير "الفهد" (Il gattopardo بالإيطالية) (بالانجليزية The Leopard) مع برت لانكستر والآن ديلون، الذي سيعرضه المهرجان، ومع فيدريكو فيلليني في فيلم" ½ 8" (Otto e mezzo)، ومع بولونيني في فيلم (أنطونيو الجميل) ومع سيرجيو ليوني في فيلم "حدث ذات مرة في الغرب" (Once Upon a Time in the West) ومع داميانو دامياني في فيلم ( يوم البومة). ولأكثر من عشر سنوات شاركت المنتج السينمائي فرانكو كريستالديني، الذي يُعد بمثابة الصانع الأساسي لحياتها المهنية، ومع منتصف الستينيات ارتبطت بالمخرج باسكوال سكويتيري، ولديها ابنان هما : "باتريك" من فرانكو كريستالدي و"كلوديا" من باسكوال سكويتييري.ومستقرة الآن في فرنسا، ومنذ عام 1979 أصبحت جدة.
وتشغل "كلوديا" منذ عام 1999 منصب سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو للدفاع عن حقوق المرأة في العالم، كما عُرف عنها مساندتها لكافة أشكال حقوق الإنسان في العالم، وفخرها بجذورها التونسية، ولهذا لم تتردد في الموافقة على المشاركة في الفيلم التونسي "صيف حلق الوادي " (Un été à La Goulette)،كما ترأست الدورة الأولى لمهرجان "جربة" التليفزيوني الدولي، الذي أقيم في تونس .