بيروت - ميشال حداد
سقط بريق الفنان اللبناني باسم فغالي أخيرًا دفعة واحدة بعد أن خرجت إلى العلن قضية مشاكله المتفاقمة مع أفراد أسرته الصغيرة المؤلفة من والدته رئيسة جمعية "وادي شحرور" للثقافة والخدمات الاجتماعية، وشقيقه بسام وهو رجل دين يدرس اللاهوت في إحدى الكنائس المسيحية. وذلك بعد أن كان يشكل فغالي قبل أعوام ظاهرة فنية استثنائية ليس فقط في لبنان وإنما في الوطن العربي، بعد أن برع في تقليد مجموعة من الفنانين المعروفين وتولى الاهتمام شخصيًا بكامل تفاصيل الفن الذي يقدمَه خصوصًا بعد تخرجه بدرجة ممتاز من برنامج "استديو الفن" الذي كان يشرف عليه صانع ألمع النجوم اللبنانيين المخرج سيمون اسمر.
وخرجت مشاكل باسم فغالي الخاصة الى العلن من خلال اذاعة "جرس سكوب" اللبنانية التي يديرها الاعلامي جو معلوف وتحديدًا بعد اتصالات وردت الى تلك الوسيلة الاعلامية من جيران "آل فغالي" في منطقة وادي شحرور الواقعة في محافظة جبل لبنان يشكون عبرها من تصرفات الفنان الثلاثيني وقيامه بالاعتداء المستمر على شقيقه و والدته التي توفيت نتيجة الازمات التي تعرضت لها خلال الايام القليلة الماضية، ويبدو ان وفاة السيدة المسنة ساهم في الاضاءة على العديد من المواضيع الخاصة التي كرت سبحتها دفعة واحدة تحت الاضواء.
وعلم "فلسطين اليوم" و بحسب جيران باسم فغالي ان الاخير و قبل عيد رأس السنة خسر مبلغًا كبيرًا من المال نتيجة عملية احتيال تعرض لها من قبل مرافقه الشخصي الذي كان يملك توكيلا عاما غير قابل للعزل بجميع ممتلكات الفنان و بعض حساباته المصرفية وهو بالتالي بادر الى بيع منزل يملكه باسم في منطقة ادما شرقي العاصمة بيروت و ثمنه يقارب الـ 600 الف دولار اميركي اضافة الى اموال نقدية لم تعرف قيمتها حصل عليها البادي غارد و توارى عن الانظار و يبدو ان تلك الحادثة اثرت سلبا على اعصاب مقلد الشخصيات الساخر الذي اضطر للسكن مع والدته في منطقة وادي شحرور و بدأت مع ذلك رحلة المشاكل التي لم تتوقف حتى بادر بسام فغالي شقيق باسم للجوء الى الشرطة عبر دعوى قضائية تقدم بها و اجبر الاخير على توقيع تعهد بعدم تكرار الاعتداء عليه و على والدته.
وأكدوا "الجيران" بان باسم كان يضرب والدته بشكل مستمر، ومؤخرًا طردها من المنزل في اوج العاصفة والبرد وراح يرمي عليها الماء ويعتدي على شقيقه ايضًا وهو سبق ان سعى الى اغلاق نوافذ بالباطون من اجل اخراق الاثاث ومحاولة السيطرة على الدخان كي لا ينبعث الى الخارج و بالتالي يعلم به السكان وهو بادر الى احراق غرفة الجلوس داخل البيت و هرع اهله الى الخارج فسارع مختار وادي شحرور للتدخل لكن باسم شتمه و طرده.
وأجبر باسم شقيقه بسَام على دخول قبو تحت منزلهم وسجنه فيه بعد ان قام بوضع اللحام الحديدي على البوابة و حين استغاث الاخ الاكبر ساعده بعض الاشخاص في المنطقة و كسروا الباب و انقذوه في اللحظة المناسبة فعاد وتقدَم بشكوى ضد الفنان الذي كرر التعهد بعدم التعرض له من جديد.
وفقد باسم فغالي أعصابه وفقد معها نجوميته بعد سفره ووفاة والدته من الحسرة والحزن و بالتالي استهزائه بموتها عبر عبارة كتبها على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك واعتذر منها لعدم قدرته حضور جنازتها كونه مشغول في استعرض يقدمه هناك وارفق التعليق الذي أضاف إليه انه مطمئن ان امه في ايادي امينة بفيديو يغني فيه اغنية "ع الضيعة " للفنانة الراحلة صباح ومرددًا كلمة "ياشماتة شباب الضيعة " لأكثر من مرة، في اشارة الى اهالي منطقته وادي شحرور ومما اثار حالة من الامتعاض من حوله بفعل تلك التعليقات التي لم تحترم وفاة اقرب الناس الى حياته.
والغريب ان باسم فغالي عاد من دبي الى لبنان لكنه لم يبادر الى زيارة منزل اسرته في وادي شحرور ولا حتى ضريح والدته وكأن شيئًا لم يحصل وحتى انه لا يجيب على الاتصالات الهاتفية الواردة الى هاتفه المحمول ربما تفاديًا للتواصل مع اهل الصحافة الذين حاول بعضهم الاتصال به لاستيضاح حقيقة ما جرى في منزل اهله.