التقمص و معايشة الأدوار في السينما

التقمص معايشة الأدوار في السينما والمسرح والتليفزيون، ولكل مهنة أخطارها، فما هي خطورة التقمص في مهنة التمثيل؟، هل من الممكن أن يتسبب التقمص في الأذى للفنانين؟.
أحمد زكي أشهر من تقمص الأدوار الصعبة مثل شخصية السادات وعبد الناصر، ومعالي زايد كانت قصت شعرها أثناء تصوير فيلم السادة الرجال، والأغرب أنها ذهبت إلى حلاق رجال، باعتبارها رجلا؛ كنوع من أنواع التعايش، والنجم العالمي آل باتشينو وضع على عينه عدسات مغلقه لمده ستة أشهر ليعيش شخصيه قام بالأداء بها في فيلم "عطر امرأة" وفاز بالأوسكار عن هذا الفيلم.

يقول الفنان محمود يس، إن التقمص من أنواع معايشة الأدوار، وعلى الفنان أن يفصل بين حياته الشخصية وبين فترة التصوير، مضيفًا أنه مر بحالة التقمص، ولكن في فترة التصوير فقط؛ ففي فيلم "العذاب امرأة"، مع الفنانة نيللي كان هناك مشهد المواجهة، وهو مشهد النهاية عندما صفعها أكثر من مرة، هذه الصفعات كانت حقيقية لأنه عايش اللحظة، وأن مخرج العمل أحمد يحيى كان يريد أن يظهر المشهد بشكل طبيعي جدا.
 
يضيف الفنان شريف رمزي: "هناك فنانين يحبون أن يقدموا الأدوار الصعبة بأنفسهم؛ كنوع من تقمص الدور، الذي يقدمه، ولكن هذا سلاح ذو حدين؛ فممكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة الفنان بمكروه؛ مثلما حدث معي مثلا في فيلم "عجمستا"، ففزت بنفسي لأني عشت الشخصية، ولكني أصبت إصابات طفيفة، ولكن كان على الحذر بعد ذلك".
 
ويشير الناقد طارق الشناوي إلى أن الفنانين في الخارج يقومون بالتأمين عليهم، وهنا لا يوجد التأمين، ولا الاحتياطات التي تحمي سلامه الفنان.
 

بينما يقول المؤلف تامر حبيب: " التحضير للشخصية التي يؤديها الممثل من المعايشة، ولكن في بعض الأحيان إذا لم يعي الممثل ما يفعله ممكن يقضي على نفسه؛ فهناك الكثير من الفنانين أُصيبوا من جراء التقمص؛ فمثلا الفنان الراحل فؤاد أحمد أصيب بالعمى؛ بسبب تقمصه دور هامان وزير فرعون، ولم ينقذه أحد وذلك بسبب معايشته للدور ودهان وجهه باللون القاتم لتأدية الدور، نفس الأمر كان أن يحدث مع السقا في فيلم الجزيرة؛ لأنه أراد المعايشة.

وأكدت الفنانة الهام شاهين أن التقمص الفنان يجب أن يؤدي ما عليه بشكل أفضل، ولكن لابد ألا يزيد التقمص عن حده؛ لأنه من الممكن أن تؤذي الممثل، ولكن المعايشة هي بداية نجاح الدور للممثل، ولكن لابد ألا يؤثر ذلك على الحياة الخاصة، مضيفة أنها تذكرت مشهد كانت تصوره في مسلسل "أديب"، الذي قامت ببطولته أمام الفنان الراحل نور الشريف، وكانت في المشهد تحاول الانتحار لأنها لم تكن تحب نور الشريف، بينما أهلها يريدونها أن تتزوجه فكان الانتحار، حيث أحرقت جلبابها، وفعلت ذلك في الحقيقة، ولكن كانت ستفقد حياتها لولا تدخل عمال الاستديو حينها، وتم انقاذها، وكان ذلك بسبب المعايشة والتقمص، حتى يظهر المشهد بشكل حقيقي، ويصدقه المشاهد.

ويوضح أستاذ الطب النفسي، الدكتور محمد مهدي، يقول إن التقمص قد يؤدي إلى المرض إذا ظل الممثل  في حالة المعايشة، وهناك تقمص داخلي وتقمص خارجي؛ فالتقمص الداخلي هو تقمص انفعالات، والتقمص خارجي هو تقمص الشكل، وأن هناك مرضى كثيرين مصابون بهذا المرض بسبب ارتباطهم بأشخاص يحبوهم ثم يرحلون؛ مما يجعلهم يستدعوهم في ارتداء ملابسهم وتقليد حركاتهم، وهذا مرض وبالتالي معايشة الفنان للأدوار هو أسلوب جميل وإبداع في حد ذاته، ولكن على الفنان أن يفصل مابين عمله وحياته بالخروج والتحدث مع الأصدقاء؛ فالتقمص من أنواع الإبداع ولكن قد يكون نوع من أنواع التعب النفسي، وهناك العديد من المبدعين الذين قدموا أدوارا واشتهروا بالتقمص في مصر والخارج.