الفنان والمخرج السينمائي المصري، محمد خان

عشق السينما منذ صغره، بسبب نشأته بجوار دار سينما مكشوفة، أتاحت له المشاهدة الدائمة من شرفة منزله. محمد خان، أحد أبرز المخرجين المصريين في العقود الأخيرة، ورغم كونه باكستاني الأصل، ورغم أنه لم يحصل على الجنسية المصرية إلا عام 2013، إلا أته كان مصريًا بكل ذرة في كيانه، وهو ما ظهر في أفلامه التي لاقت إقبالاً كبيرًا من الجمهور، ومديحًا متصلاً من قبل النقاد.

سافر "خان" عام 1956 إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية، وهناك التقى بشاب سويسري يدرس السينما، وأصبحا أصدقاء، وصمم "خان" على ترك دراسة الهندسة، وألتحق بمعهد السينما في لندن ليعود بعدها إلى مصر، ويقدم أول أفلامه السينمائية بعنوان "ضربة شمس"، عام 1978، الفيلم الذي فتح له بابًا للتألق استمر حتى وفاته، إذ قدم المخرج الراحل العديد والعديد من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، نذكر منها على سبيل المثال: "خرج ولم يعد"، "زوجة رجل مهم"، "سوبر ماركت"، "أيام السادات"، "الحريف"، "في شقة مصر الجديدة"، "فتاة المصنع"، وفيلمه الأخير "قبل زحمة الصيف".

كان "خان" يعشق الفنان الراحل أحمد زكي، ونفى كثيرًا ما تردد عن وجود خلاف قد نشب بينهما أثناء تصوير فيلم "أيام السادات"، وعند تكريم أبطال هذا الفيلم من قبل رئيس الجمهورية آنذاك، كان متواجدًا خارج مصر، وحين عاد كُرم بوسام العلوم والفنون عن الفيلم، وربطته علاقة وطيده مع المخرج الراحل عاطف الطيب، إذ كان يعتبره صديق  عمره.

وارتبط "خان" ارتباطًا قويًا بالكثير من الفنانين المصريين، الذين ترك خبر وفاة أثرًا واضحًا فيهم. فمن جانبها أعربت الفنانة ليلى علوي عن حزنها الشديد، وقالت: "خان مخرج متميز، وقد تعاونت معه في فيلم خرج ولم يعد، وفي أحد مشاهد الفيلم طلب مني أن أركب على حمار، وأثناء ركوبي وقعت في أحدى الترع، وترك الكاميرا تدور وأحسست أن المشهد عجبه لأنه خرج طبيعيًا، وبعد التصوير صفق لي، وللحقيقة أحببت العمل معه، لأنه كان مخرجًا مبدعًا.

أما النجمة غادة عادل فقالت، وهي في حالة من الحزن الشديد، في تصريحات لـ"فلسطين اليوم": أول لقاء جمعنا كان فيلم "في شقة مصر الجديدة"، وحينها قال لي إنه سيصنع معي فيلمًا للتاريخ، والحقيقة أنه لم يبالغ، ووقتها شجعني زوجي المخرج مجدي الهواري  على العمل مع خان، وقال لي إنه مدرسة إخراجية في حد ذاته، وأن علي أن أستفيد منه، وكانت من أبرز صفاته أنه يحب الممثل الذي يتعامل معه، ويحافظ عليه كثيرًا، ويخلق له مناخا للإبداع والتقدم.

فيما بكت الفنانة منة شلبي كثيرًا على رحيل "خان"، وتحدثت بتأثر قائلة: "إن خان مخرج يعشق مصر، ويعشق الشارع المصري، وكان يحب كثيرًا التصوير الخارجي، وكان يقول إذا أردنا أن نعبر عن ثقافة شعب علينا أن نخرج له وننقل مشاعره الطبيعية للشاشة"، مشيرة أنها تعاملت معه في فيلم واحد وهو "بنات وسط البلد".

ومن جانبها قالت الفنانة هنا شيحة، بطلة آخر أفلامه "قبل زحمة الصيف"، إن المخرج الراحل أتصل بها ليقابلها في مكتبه، وعندما ذهبت أعطاها سيناريو الفيلم، مشيرة إلى أنها وافقت على العمل معه قبل قراءة السيناريو، موضحة أنها قالت له إنها تثق في اختياره لأنه يعرف جيدًا كيف يوظف إمكانيات الممثل الذي يعمل معه.