كان - فلسطين اليوم
توقع كثر أن تكون السعفة الذهبية من نصيب فيلم البريطاني كين لوتش "أنا، دانيال بليك"، نُسي الأمر بعض الشيء، من ناحية أمام بضعة أفلام أخرى بدت منافسة حقيقية له، ومن ناحية ثانية أمام اللعنات التي راحت تنصب على بعض الأختيارات، في النهاية رجع الحق الى صاحبه وفاز لوتش وفيلمه بالسعفة وكان التصفيق كبيرا، خصوصًا أن السينمائي الثمانيني الكبير يبدو وأنه يقدم هنا فيلمه الأخير، ووصيته الإجتماعية – السياسية النهائية، مع الإعلان عن فوز فيلم لوتش بالسعفة الذهبية تنفس كثر الصعداء، إذ لعدم ثقة اعترتهم بالمهرجان وأهله، نسوا أن المحكمين يمكن أن يكونوا محبين حقيقيين للسينما، لوتش دعا في خطبته الى عالم أكثر عدلا ولا شك ان كثرا أحسوا تعاطفا معه لا سابق له.
وبصرف النظر عن هذا، لا بد هنا من إشارة أساسية تتعلق بمنطقتنا الشرقية، الممتدة في شكل أو آخر من أقصى المغرب العربي، الى أقصى آسيا. هذه المنطقة كانت هذه المرة نجمة حقيقية في الحفل الختامي لمهرجان "كان"، أكثر من نصف الجوائز الأساسية ذهبت الى أفلامها. وليس هذا فقط بل إن الموسيقي اللبناني إبراهيم معلوف قطع الحفل الصاخب بمعزوفة رائعة بشكل لا سابق له في هذا المهرجان. من الشرق أيضا نالت المخرجة المغربية هدى بنيمينة جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها الأول "سماويات"، أما تحفة الإيراني أصغر فرهادي الجديدة "البائع"، الفيلم الذي أضيف الى المسابقة في اللحظات الأخيرة، فنال جائزتين بشكل إستثنائي: جائزة أفضل ممثل ذهبت الى بطل الفيلم شهاب حسيني الذي أدى دورا رائعا مكنه من منافسة نحو نصف دزينة من ممثلين كبار كان الرهان عليهم مؤكدا، وجائزة السيناريو التي ذهبت الى فرهادي نفسه.
وفازت الرائعة جاكلين خوسيه عن دور روزا في فيلم بريانتي مندوزا "ما روزا"،في التمثيل، ولكن النسائي، ومن الشرق البعيد هذه المرة، كان التصفيق هنا رائعا ومستحقا... ومع التصفيق الشديد لجاكلين خوسيه، طغى إحساس بأن نتائج هذا العام بدت أكثر عدلا من أية نتائج سابقة في «كان» خلال السنوات الأخيرة. وهو أمر عززه فوز البريطانية آندريا آرنولد بجائزة النقاد الخاصة عن فيلمها «أميركان هاني»، وكذلك عززه بالطبع فوز الكندي كزافييه دولان بالجائزة الكبرى، أهم جوائز المهرجان بعد "السعفة الذهبية"، فيما ذهبت جائزة الإخراج شراكة الى الفرنسي أوليفييه السايس عن فيلمه الذي كان على أية حال اعتبر أضعف أفلام المهرجان "مشتروات شخصية"، كما إلى الروماني كريستيان مونجو عن تحفته الجديدة إنما الطويلة «باكالوريا». وكلها أفلام سنعود إليها طبعا، من بين واحد وعشرين فيلما تنافست على السعفة الذهبية اختارت اللجنة التحكيمة لمهرجان كان السينمائي التي يتراسها المخرج الاسترالي جورج ميللر للفوز بهذه الجائزة.
الفيلم البريطاني "انا دانيال بلايك " للمخرج المخضرم كين لوتش "ثمانون عاما من الابداع السينمائي وهذه الجائزة هي السابعه له في المهرجان وقال لوتش "شكرا مهرجان كان انه فعلا مهرجان للسينما وعليه ان يبقى كذلك متماسك وقوي من اجل الابداع السينمائي الحقيقي". والفيلم يتحدث عن رجل عاطل عن العمل ومريض ويعيش على المعونات الاجتماعية يكافح من اجل الحياة والفيلم يدين النظام الاجتماعي الاوروبي.
وفازت المغربية هدى بنيامينا بجائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها "ديفين" والفيلم يتحدث عن ضواحي باريس المهمشة من خلال قصة سكان مخيم لغجر الروما ن وقالت هدى وهي تصطحب كامل فريق عملها على منصة المسرح "كان لنا نحن ايضا. نحن النساء لكي يتغير الوضع يجب ان تصل الكثير من النساء الى مواقع القرار لانقبل بالتهميش، كما فاز الايراني اصغر فرهادي بجائزة افضل سيناريو عن فيلمه" البائع" واهدى الجائزة الى ابناء بلده ولعائلته وقال فرهادي " افلامي ليس معروفة بطابعها الفرح واتمنى ان يحمل فيلمي هذا الفرح الى الشعب الايراني، كما فاز عن نفس الفيلم الممثل شهاب حسيني بجائزة افضل ممثل في المهرجان، اما جائزة افضل ممثلة فكانت من نصيب الفليبينية "جاكلين روسو " عن فيلم " ما روزا"وردتي للمخرجة بريانتيه ميندوسا.
فيما ذهبت جائزة أفضل اخراج مناصفة بين الفرنسي اوليفيه آساياس عن فيلمه "المتسوقة الشخصية" والمخرج الروماني كريستيان مونجيو عن فيلمه باكالوريا اما الجائزة الكبرى فكانت من نصيب المخرج الكندي الشاب أكزافيه دولان عن فيلمه "فقط نهاية العالم.