مسلسل الكيف

انتقل أحد أشهر الأفلام السينمائية في منتصف الثمانينات - "الكيف" - إلى دراما تلفزيونية تعرضها حصريًا "MBC مصر" في رمضان، وتجمع باسم سمرة، وأحمد رزق، ولوسي، وعفاف شعيب، وأحمد فؤاد سليم، وغيرهم في عمل كتبه أحمد محمود أبو زيد، ومن إخراج محمد النقلي, ويطرح المسلسل بخطوطه العريضة القصة التي تطرّق إليها الفيلم قبل أكثر من ثلاثين عاماً (1985)، ولكنه لا يكتفي بإلقاء الضوء على قضية إدمان المخدرات وحدها، بل يوسّع الدائرة طارحاً الإدمان كظاهرة خطيرة في المجتمع العربي عموماً والمصري خصوصاً.

ويرصد المسلسل في قالب اجتماعي ظاهرة انتشار المخدرات بأشكال مختلفة بين الناس، وسهولة الوصول إليها وشرائها بمختلف أنواعها وتسمياتها، كما يناقش العمل أيضاً موضوع الغش التجاري والفني والفساد في المجتمع، وانهيار القيم الأخلاقية، وانتشار السلوكيات السلبية في الشارع، وغيرها من الممارسات الخاطئة. 

وأوضح باسم سمرة أن العمل مأخوذ عن قصة للكاتب محمود أبو زيد حولها إلى فيلم، وشكلت نقطة تحوّل مهم في حياته وحياة النجمين محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني، لافتاً إلى أن القضية التي تطرحها القصة تطورت وتعقّدت، وانتشرت أنواع أخرى من الإدمان بعضها أشد صعوبة وخطورة، وبعضها الآخر يؤثر سلبًا على سلوكيات المجتمع وكيفية تعامل أفراده مع بعضهم البعض، كإدمان بعض أنواع العقاقير التي يُساء استخدامها، وحبوب التنشيط الرياضي، وأدوية التنحيف، وكذلك إدمان الـ"فيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي".

ويجسّد سمرة شخصية جمال "المزاجنجي"، ويقول: "فشل الرجل في التعليم، وهو يعتقد بأن تحقيق الشهرة والثروة لا يكون إلاّ من خلال كرة القدم، أو الغناء، أو التمثيل والإعلانات. وهكذا، سار في طريق الغناء الشعبي مع فرقة موسيقية شكّلها من سعد الصغير، بيومي فؤاد، شكري الفار، بالإضافة إلى محمود البزاوي، والتي تضفي جواً طريفاً على الأحداث". وفي وقت يعرب سمرة عن سعادته بالتعامل لأول مرّة مع المخرج محمد النقلي والكاتب أحمد محمود أبو زيد، وعن أمله بأن يتمكن المسلسل من أن يتفوق على الفيلم، يوجّه سمرة تحيّة إلى الممثل القدير جميل راتب الذي يظهر كضيف شرف في المسلسل في شخصية "البهظ الكبير" الذي يسلّم المهمة إلى ابنه البهظ الذي يؤدي دوره الممثل أحمد خليل، قائلاً: "يكفيني شرفاً أن أشترك في عمل، يطلّ فيه هذا النجم الكبير".

وأشاد أحمد رزق بالتجربة الجديدة، واصفاً إيّاها بـ"الخطوة المهمة المتمثّلة في تقديم فيلم شهير ضمن دراما من 30 حلقة"، وقال, "قمنا بها سابقاً مع "العار" ونجحنا في المسلسل، وهذا ما نطمح إليه في "الكيف" حاليّاً", وأضاف: "هدفنا أن ينسى الناس المقارنة، وأن نثير فضولهم لمتابعة الأحداث الدراميّة خطوة بخطوة". وعن شخصيّة الدكتور صلاح التي يجسّدها في العمل، أوضح: "للدور شكلان مختلفان، فنراه بداية صاحب المُثُل والمبادئ الرافض للانحراف في المجتمع، سواء عن طريق المخدرات أو الأغاني الهابطة وما إلى ذلك من ظواهر سلبية. وبعد ذلك، يتحوّل إلى شخص آخر بسبب ظروفه الصعبة والضغوط التي تواجهه وتدفعه إلى الانحراف، وبهذا تغيّر الفلوس ما في النفوس، وتنقلب حياته. هدفنا أن نخلص إلى نتيجة فحواها أنه ويل للعالَم إذا انحرف العلماء". ويشير رزق إلى أن "انحراف صلاح، يكاد يقضي على والده، لأن الأخير يضع أمله في هذا الابن الذي كما نقول "خلص فيه كل التربية"، بعدما فقد الأمل من ابنه الفاسد جمال، لكن الأمور تتغير تماماً عندما ينخرط صلاح في الاتجار بالمخدرات"، شارحاً أن "المجتمعين المصري والعربي يحتاجان للفكرة التي يناقشها "الكيف"، المتمثلة في التنبيه من انحراف المجتمع واستسهال الحرام". 

أما عفاف شعيب التي ارتبط اسمها بأدوار الأم في الآونة الأخيرة، تقول: "ما أعجبني في الدور أنه ليس تقليدياً، لكنني كنت متخوفة من أداء الشخصية، لأن الجمهور سيشاهدني في دور غريب، خصوصاً عندما تقع هذه المرأة فريسة الإدمان، من دون أن تعرف". وتضيف: "تواصلت مع الكاتب أحمد أبو زيد خلال رسمه الشخصية، وتشاركنا بعض الأفكار"، مشيرة إلى أن "الدور يحمل نصيحة ويحذر من أصحاب السوء". 

ودعا المخرج محمد النقلي الجمهور إلى متابعة المسلسل قبل الحكم عليه واعتباره نسخة تلفزيونية طويلة من الفيلم، وقال: "خضتُ ثلاث تجارب في إطار تحويل أفلام سينمائية إلى مسلسلات تلفزيونية، هي "الباطنية"، "الأخوة الأعداء"، و"سمارة"، وهذا هو العمل الرابع"، مشيراً إلى "أننا عندما نحوّل فيلماً إلى مسلسل، فنحن نأخذ الفكرة فقط ونضع نسيجاً خاصاً، ونُغني العمل بخطوط أخرى كي نلفت انتباه الناس". ولفت النقلي إلى أنه اختار باسم سمرة وأحمد رزق لأن فيهما المواصفات المطلوبة في العمل. ويُضيف: "باسم هو نجم محبوب ومن الممثلين الذين يفيدون العمل، والأمر نفسه ينطبق على أحمد رزق". وأثنى على لوسي التي تطلّ في معظم أعماله خلال السنوات الأخيرة، معتبراً أن "هذه النجمة تشكل إضافة لأي عمل تطلّ فيه، وهي ممثلة جيدة وطاقة متميزة. ولأنني أحب التعامل مع الممثلين الذين يملكون تلوّناً في شخصياتهم، وأحب الاستفادة منهم، فقد حرصت على العمل معها في مسلسلات "الباطنية"، و"سمارة"، وصولاً إلى "ولي العهد" في رمضان الماضي". وشرح أن "شخصية لوسي متلونة جداً في العمل، فهي زوجة البهظ (أحمد خليل) بدايةً، وبعدها ستظهر بشكل مفاجئ". وغاص النقلي في أحداث العمل كاشفاً "اتفقنا مع الكاتب أحمد محمود أبو زيد ألاّ نتناول الموضوع من خلال المخدرات فقط، لأننا سنتطرق إلى الكيف في العادات والتقاليد والناس المدمنة في كل المجالات".

وحرص النقلي على أنه مهما اشتدت التراجيديا في أعماله على إعطاء نفحة كوميدية تلطّف الأجواء، ويقول: "من الضروري أن نُبقي جانباً كوميدياً ضمن المأساة والقصص الصعبة لأننا نطل في رمضان، والجمهور بحاجة إلى مزيج متوازن من الكوميديا والتراجيديا".

 تجدر الإشارة إلى أن العمل يجمع في بطولته باسم سمرة، وأحمد رزق، ولوسي، وعفاف شعيب، وأحمد فؤاد سليم، كل من أحمد خليل، ورمزي لينر، وبيومي فؤاد، وسعد الصغير، وسهر الصايغ، وأحمد فؤاد سليم، وطارق صبري، وياسر الطوبجي، ونهى صالح، ودعاء رجب، وإيناس عز الدين، ومجموعة أخرى من الممثلين الشباب والمخضرمين، بالإضافة إلى إطلالة متميزة للممثل القدير جميل راتب, ويُعرض مسلسل "الكيف" على "MBC مصر" حصرياً خلال شهر رمضان المُقبل، وهو من كتابة أحمد محمود أبو زيد وإخراج محمد النقلي.