المنتج أحمد السبكي

شهدت الفترة الماضية استغلال الكثير من شركات الإنتاج السينمائية وشركات الدعاية أغاني التراث وقيامهم بتحويلها وتحريفها لأغانٍ أخرى سواء كانت دعائية على نفس الوزن مع نفس اللحن أو أغاني شعبية، وهو الأمر الذي دائما ما يثير غضب الكثيرين من الورثة أو من الجمهور الذي يغير على تراثه بل منهم من أثار جدلا واسعا، معتبرين أنه تشويه للتراث الحقيقي الذي تركه لنا نجوم الطرب للأجيال المقبلة، وهو ما يتكرر دائما مع كل أغنية منها "العيلة الكبيرة" المقتبسة من "الليلة الكبيرة"، وأغنية "بص شوط جون يا فخري"، و"زحمة يا شهر زحمة"، و"مرتاح" المقتبسة من "سواح"، وغيرها من الأغاني الوطنية أيضا.

وخلال الأيام القليلة الماضية أثارت أغنية "يا عم يا صياد" الجدل منذ أن طرحها المنتج أحمد السبكي في فيلمه الجديد "يجعله عامر" وقام بغنائها المطرب الشعبي محمود الليثي، وهو بطولة الفنان أحمد رزق بجانب المطربة بوسي وبيومي فؤاد وهشام إسماعيل، ومن تأليف سيد السبكي، وإخراج شادي علي، الأغنية التي قام السبكي باقتباسها من أغنية "يا صيادين الهوى" التي قامت بغنائها الفنانة سعاد حسني ومن تأليف الشاعر حسين السيد وألحان الموسيقار الكبير محمد الموجي، جعلته يدخل في أزمة مع الورثة وتهديد باللجوء إلى القضاء بسبب استغلاله الأغنية، معتبرين أنها إهانة وتشويه لصنّاعها، وغير ذلك استغلاله لها دون موافقة الورثة، وهو ما جعل ابن الملحن محمد الموجي يسعى لتقديم دعوى قضائية ضده وضد مطرب الأغنية، وقام الموجي الصغير بتقديم شكوى إلى جمعية المؤلفين والملحنين.

الأمر الذي جعل السبكي يؤكد أن لديه موافقات وحق استغلال للأغنية بل وأفاد بأنه أعطى 50 ألف جنيه لورثة الموجي وحسين السيد، وعلى الرغم من ذلك سارع السبكي لحل الأزمة ودية دون اللجوء إلى القضاء، وفي تصريحات خاصة لـ"فلسطين اليوم" أكد الموجي الصغير أن السبكي لم يحصل على موافقة الورثة منذ البداية كما يتردد بل حصل على الموافقات من جانب الجمعية وقاموا بدفع النسبة المقررة، مشيرا إلى أن الورثة أيضا لم تحصل على أي مبالغ وهو الأمر الذي لا يشغله .

وأوضح الموجي الصغير أنه تم إجراء اتفاق رسمي مع السبكي ينص على أن يقوم بالاعتذار رسميا لأسرة الموجي وحسين السيد وأنهم لم يقصدوا الإساءة إلى هذين الفنانين الكبار أو لأعمالهما لكن الاستغلال كان للصالح الدرامي، مشيرا إلى أنه لا يهتم بالنسبة المقررة لهم من حق استغلال الأغنية قدر ما يهتم بالاعتذار الرسمي، موضحا أنه لم يرفع القضية حتى الآن لكن إذا لم يتم تقديم أي اعتذار معلن في وسائل الإعلام لن يتنازل عن القضية ويسير في إجراءاتها خاصة أن الموافقات كلها تمت من جانب الجمعية وليس الورثة، لذلك الاتفاق مشروط بتقديم الاعتذار للأسرتين.

وأكد الموجي الصغير أنه ضد مساءلة استغلال أغاني التراث بهذا الشكل الشعبي أو الأغاني التي تثير الغرائز، ويجب على الجمعية أن تعود للورثة وقلت لهم هذا الحديث أو على الأقل يكونون على علم بطريقة استغلال الأغنية وليس مجرد تصريح فقط.

وفي مفاجأة جديدة، أكد الموجي الصغير أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد المنتج أحمد السبكي بسبب أغنية "قلبي إلا أنت" في فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" والتي قام بغنائها محمود الليثي أيضا وعرضت العام الماضي، وهي مقتبسة من أغنية "حبيبي يا وحشني" والتي قام بكتابتها مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، موضحا أنها قضية جديدة يسير في إجراءاتها نظرا لتشويه الأغنية وهو ما نعترض عليه، بالإضافة إلى استغلالها دون موافقة من الورثة، وتحدثت مع الجمعية وقالت لي "ارفع قضية"، كما أن الأغنية التي تم عرضها في الفيلم يكتب عليها ألحان محمد الموجي وكلمات ملاك عادل وهو ما لم يحدث من الأساس، وأضاف أن ابن الشاعر مرسي جميل عزيز يتقدم أيضا بدعوى قضائية أخرى ضد السبكي بسبب استغلاله الأغنية وحذف اسم والده، مؤكدا أنه لن يقبل بأي اعتذار رسمي نظرا لاستغلال الأغنية منذ فترة طويلة.

من جانب أكد الملحن حلمي بكر أنه في حالة حصول الورثة على مبالغ مالية نظير استغلال الأغنية فأصبح دور الجمعية غير موجود، ولكن كان عليهم في البداية أن يشترطوا عليه طريقة غناها قبل أن يوافقوا ويعطوها ورقة بالموافقة حتى يتم تنفيذها بالطريقة التي ترضيهم.

وبشأن رأيه الشخصي في هذا الموضوع قال لا يفيد حاليا لأن كل واحد أصبح يفعل ما يريد نظرا لعدم الاعتراف بوجود كبير في المجال الفني بل وكل سار يتصرف على كيفه واللي مات ومات .

وأشار الملحن الكبير إلى أن هناك أغاني كثيرة يحدث فيها ذلك بل وأغاني وطنية أيضا مؤكدا أنه بذلك أصبحنا ننهي على نفسنا في ظل غياب النجوم الكبار وعدم وجود أغان لهم مما جعل الكل في حالة ترقب بشيء جديد ينجح خاصة في ظل غياب النجم بالمعنى الحقيقي.​