لم يكن الفنان محمود الجندي هو الفنان الأخير الذي أعلن اعتزاله مؤخرا حفاظا على تاريخه الفني بعد تغيير معايير الفن ووجود شكوى متكررة أن هناك عدم احترام للنجوم الكبار ولا لتاريخهم وكل الأهتمام منصب على النجوم الشباب خصوصا في تترات الأعمال الفنية أو وجود أدوار تكتب لهذه الأعمار، كما يحدث في العالم كله وكان فنانون كثر سبقوا الجندي في قرار الإعتزال بعدما انسحبوا في هدوء، ولم يكن عدم الإحترام هو السبب الرئيسي. فبعضهم فضل الإكتفاء بما قدمه والتفرغ للأسرة والبعض الآخر وبخاصة الفنانات ارتبط إعتزالهن بإرتداء الحجاب والبعد عن الأضواء. وقد انتشرت فكرة الإعتزال بين الفنانات أكثر سواء في الجيل الجديد أو الوسط أو نجوم الزمن الجميل كما يسمونه.

نستعرض في سياق  اهذا التحقيق أبرز حالات إعتزال الفنانات  في الوسط الفني:
البداية مع الفنانة ليلى مراد التي اعتزلت في منتصف الخمسينات بعد زواجها من المخرج فطين عبدالوهاب وهي في قمة نجاحها بعد ان قدمت عشرات الأغاني والأفلام التي تعتبر من كلاسيكيات الأغنية المصرية وقدمت أشهر الأفلام الإستعراضية في تاريخ السينما المصرية. وجاء قرار الإعتزال رغبة منها في الإهتمام بتكوين أسرة وأبناء وتفرغت لهم تماما ولم تقدم سوى عدد متواضع من الأغاني  معظمها أغان دينية.

وانفس سبب تكوين الأسرة اعتزلت عدة  فنانات من زمن الخمسينات والستينات مثل أمال فريد وإيمان التي غنى لها عبدالحليم حافظ أشهر الأغاني الرومانسية حيث تزوجت من رجل ألماني وعاشت معه هناك أيضا إعتزلت الفنانة كريمان.

الفنانة لبنى عبدالعزيز من أشهر الفنانات اللاتي أعلن إعتزالهن بعد زواجها من طبيب مصري استقرت معه في الولايات المتحدة الأميركية لمدة 30 عاما قبل أن تعود إلى مصر وتقدم أعمالها الأخيرة. وكانت قبل أن تعلن إعتزالها تعاقدت على بطولة أربعة أفلام.

وتعتبر فترة الثمانينات من أكثر الفترات التي شهدت اعتزال فنانات بسبب ارتداء الحجاب، ومن أبرز معتزلات هذه الفترة الفنانة شادية التي أحدث اعتزالها ضجه كبيرة خاصة أنها كانت في عز نجاحها وقدمت وقتذاك مسرحية "ريا وسكينة" .

وهناك الفنانة هناء ثروت التي  ارتدت  الحجاب وأعلنت اعتزالها  هي وزوجها الفنان محمد العربي. والأمر نفسه  للفنانة نسرين وزوجها الفنان محسن محي الدين. كذلك الفنانة شمس البارودي وزوجها .. وهناك الفنانة هالة فؤاد التي أعتزلت وأرتدت الحجاب وبعدها توفيت بعد إصابتها بمرض السرطان. كذلك اعتزلت الفنانة نورا وارتدت الحجاب مع أوائل التسعينات وكانت معها سهير رمزي وشهيرة.

ومن النجمات الشابات اللواتي اعتزلن بعد الحجاب في فترة  التسعينات جيهان نصر التي تزوجت من رجل اعمال سعودي اشترط عليها أعتزال الفن وارتداء الحجاب..  أيضا هناك حلا شيحة وحنان ترك  وبعيدا عن الحجاب هنا فنانات أعتزلن حفاظا على تاريخهن وفي مقدمتهن الفنانة نادية لطفي التي رفضت عروضا كثيرة للعودة وفضلت البعد عن الفن ..أيضا الفنانة ماجدة الصباحي التي فضلت التركيز على الجانب التجاري في حياتها وأقامت مشروع مجمع ماجدة في السادس من أكتوبر.

وتعتبر الفنانه إيمان الطوخي من أبرز المعتزلات بسبب تغير سلوكيات الوسط الفني الذي أصبحت تحكمه الشللية والمجاملات .والأمر نفسه للفنانه شويكار التي أنسحبت في هدوء لا سيما بعد تعرضها لأزمة صحية، والحالة مماثلة عند الفنانة مديحة يسري.