الدراما السودانية

تجمع حشد من فناني الدراما السودانية، في خيمة ضمن اعتصام شعبي أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، مجتمعين على هدف واحد وهو مناصرة الشعب، فيما رووا كيف تمكن هذا النظام من قتل الابداع وتدهور الوسط الفني. وأدى التضييق ومحاصرة الحريات الذي استمر 3 عقود إلى تشريد المئات من أهل الدراما والمسرح، فهاجر من هاجر وبقي من بقي يحارب طواحين الهواء، ففقدت الدراما بريقها وخسرت حضورها ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على المستوى المحلي أيضا.

وعاشت الدراما وقطاع الثقافة والفن بشكل عام حالة من الركود التام، بعد أن مارست عليه حكومة الرئيس عمر البشير الكثير من الضغوط، وولت على مؤسساته المختلفة من لا علاقة لهم لا بالثقافة والفنون، فعملوا على أدلجتها وتكسيرها.
إقرأ أيضـــــا: 5 ثنائيات في الدراما العربية تتنافس خلال المارثون الرمضاني

ودخلت الدراما السودانية في سبات طويل، إلا من بعض الإشراقات التي كانت تظهر هنا وهناك بمجهودات فردية، فقد رفعت الدولة يدها عن الثقافة والفن، فتوقفت المسرحيات وأغلقت دور السينما، وأصبح المسرح الذي كان ساحة يتفوق فيها السودانيون في خبر كان، ناهيك عن القوانين واللوائح والحرب الشعواء التي واجه بها النظام الدراما وأهلها.

قال المخرج والممثل حمد النيل خليفة من داخل خيمة الدراميين، لمصادر إعلامية: "نحن هنا تحت مظلة تجمع الدراميين السودانيين، وكقطاع من أكثر قطاعات الشعب السوداني التي عانت وذاقت الأمرين من نظام الإنقاذ".

وأضاف خليفة: "منذ استيلاء حكومة الإنقاذ على الحكم، عملت على تحجيم حرية الفن والفنانين، وأول خطوة في طريق هذا الهدم كان تجميد معهد الموسيقى والمسرح من عام 1990 إلى 1994، وكانت نتيجة ذلك أن هناك دفعات ظلت 10 سنوات داخل الكلية حتى استطاعت التخرج".

وتابع حديثه: "تعاملت حكومة البشير مع الفن بحجج التحريم والتكفير، وكانت النتيجة أن الدراما السودانية وصلت لأضعف أحوالها وأصبحت شبه متوقفة إلا من اجتهادات البعض الذين ظلوا يحاربون ويصرون على الاستمرار، لكن ظلت الأعمال دون المستوى المطلوب،  فكيف يمكن للفن أن يزدهر في ظل القمع والحرية والمسلوبة؟".

من جانبها، قالت مروة عبد اللطيف المتخصصة في الدراما: "نحن هنا في الاعتصام كجزء رئيسي من ضحايا العهد البائد، الذي ظل يمارس التضييق على العمل الدرامي والمسرحي  منذ 1989، مشيرة إلى أن "قطاع الدراما تعرض لاستهداف ممنهج من قبل الإسلاميين".

وقالت مروة: "حكومة الإنقاذ أمعنت في اضطهاد الدراميين والمسرحيين في السودان من خلال فرض الوصاية بعدم عرض أي عمل يرونه لا يتسق مع خطاب الإنقاذ الإسلاموي". وفي السياق ذاته، تحدث المخرج محمد عليش قائلا: "نحن تجمع الدراميين السودانيين المتواجد الآن باعتصام القيادة العامة اللجيش لنا مطالب محددة ذات علاقة بالمجال الدرامي والمسرحي، تتلخص في حرية التعبير".

وتابع عليش في حديثه: "الفنان في السودان غير قادر على أن يعبر عن قضاياه وقضايا الشعب، بسبب القيود على الحريات التي فرضها نظام الإنقاذ لمدة 30 عاما". وأضاف أن"الحكومات السابقة لنظام الإنقاذ لم تول الدراما والثقافة أي اهتمام، لأنها لا تؤمن بدور وتأثيره على المجتمع بسبب توجهها الإسلامي، بل قامت بإغلاق دور السينما والمسرح وتحويلها إلى أنشطة أخرى".

وطالب عليش الحكومة المقبلة بالاهتمام بالدراما وكل مجالات الثقافة، وأن يدرج في السلم التعليمي مادة عن الدراما والمسرح من المرحلة الإعدادية إلى الجامعية، أسوة بمواد التربية الإسلامية واللغة العربية وغيرها، وختم حديثه بالقول: "أعطني مسرحا أعطيك أمة".
قد يهمــــك أيضــــا: "أمين وشركاه" يقدم عرضين إضافيين على المسرح

"الملك لير" عمل يعيد الفنان المصري يحيى الفخراني الى المسرح