القاهرة / سارة رفعت
يتنافس الفنانون في نوع وموديل السيارات، لا سيما أن بعضهم لديه أكثر من سيارة تصل إلى خمس وست سيارات أحدث موديل، وهو ما يثير استفزاز مشاعر الكثير من الجماهير المعجبين بهم. ومؤخرًا وجدنا الفنان المصري محمد رمضان، ينشر صور لسيارتين فارهتين أحدث موديل ويتباهى بهم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، ويشارك معجبيه، معلقًا "الحمد لله .. اشتريت امس السيارتان الأقرب إلى قلبي، لامبورجيني افنتادور و رولز رويس جوست"، وانهالت عليه التعليقات التي تسخر من طريقه عرضه لما اشتراه خاصة أن الكثير من معجبيه من الطبقة المتوسطة.
ولا يعد محمد رمضان الفنان الوحيد الذي يتباهى بسيارتيه، فنشرت الراقصة دينا صورة لها عبر موقع الصور الشهير "انستغرام" وهي تقف على بابا سياراتها معلقة عليها، "صباح الفل عليكم"، و"صباحكم خير ورزق كتير". وسبق أن نشر تامر حسني، في آذار/مارس 2014، صورة له وهو يركب سيارة "بوجاتي"، وفسر البعض أنها ملكه، ولكن الحقيقة أنها لم تكن سيارته، ليتضح بعد ذلك أنه اشترى بالفعل نفس الطراز بعد إعجابه بها.
وفي أيار/مايو 2014، نشرت المطربة الإماراتية أحلام صورة لها وهي بجانب سيارتها الـ "رولز رويس"، ومن المعروف عنها عشقها لاستعراض ثرائها، وهو ما يعرضها لبعض الانتقادات. وفي كانون الثاني/يناير 2015، انتشرت صورًا للراقصة صافينار وهي تقود سيارة من طراز "بورش 918 سبايدر" مطلية بالذهب، و بدأت الشائعات في الانتشار حول حقيقة امتلاك الراقصة الشهيرة لهذه السيارة، ولكن الأمر ليس كذلك، فهي ليست ملكها. وكانت السيارة مخصصة لها طوال رحلتها في دبي الأخيرة بأمر من منتج الحفل الذي كانت تحييه هناك.
ويظل التنافس بشأن السيارات أحد الموضوعات التي تسيطر على أذواق الفنانين، طالما المعجبون من الشباب يروجون لذلك، ولطالما اشتهر كل فنان بسيارته المميزة، وذوقه الخاص، والرابح في نهاية المطاف شركات إنتاج السيارات التي تجد في هذه التقليعة دعايات مجانية لأحدث منتجاتها.
و"فلسطين اليوم" يفسر هذه الظاهرة من خلال الالتقاء بالدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط في جامعة الفيوم ورئيس الشبكة المصرية للتنمية والحماية الاجتماعية، الذي أكد أن سيطرة سلوك التباهي بالسيارات والأزياء والهواتف النقالة بين الفنانين، لا سيما الشباب منهم، يلفت إلى أننا نعيش فترة استعراض اجتماعي. وأضاف "أن هذا يدل على وجود عدة عوامل ترسخ هذه الظاهرة في المجتمع، منها التقليد والبحث عن نموذج اجتماعي يقتدى به، وأن من يميلون إلى الاستعراض والتفاخر يبحثون عن الامتلاء النفسي الذي لا يجدونه إلا بالمظاهر الخارجية والاستعراضية".
وأوضحت الدكتورة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، هذه الظاهرة من الناحية النفسية، قائلة "أن حالة الاستعراض في الاستهلاك كمظهر خارجي يعدل من الحالة النفسية لدى هؤلاء، ومثل هذا السلوك يشعرهم بالرضا، مؤكده أن هذا السلوك نابع من شخصية الإنسان، وهو مؤشر على عدم الثقة بالنفس والقدرة على العطاء، ويلجئون إليه لرغبتهم في تعويض عقدة النقص لديهم". وأضافت "أن التقليد الأعمى يولد أعباء مالية، لا سيما في ظل انتشار التكنولوجيا بسرعة البرق، والذي يغرق الفرد في الديون وتزداد أعبائه، ويقوده إلى الانعزال والتفكك الاجتماعي، وينصح بضرورة ترشيد الاستهلاك وتوجيه الانفاق في الاتجاه الصحيح خاصة في ظل انحسار الدخل للطبقات المتوسطة وغيرها. وتؤكد على أهمية أن يكون الشخص واثقًا من نفسه ولديه شخصية مستقلة تعصمه من اللجوء إلى تقليد الآخرين دون نفع.