بيروت ـ غنوة دريان
ظهرت الممثلة حورية فرغلي، صاحبة لقب ملكة جمال مصر السابقة، على شاشة التلفزيون في مقابلة خاصة، وبدت وكأنها امراة أخرى، فقدت تغيرت ملامحها إلى حد بعيد بسبب سلسلة عمليات التجميل التي أجرتها في أنفها، هذا عدا الابتسامة الهوليودية التي جعلت ابتسامتها تكشف عن أسنان بعيدة كل البعد عن الطبيعية، فلم تعد حورية هي تلك الممثلة صاحبة الملامح التي تمثل الجمال الشرقي الطبيعي، فلم يبالغ الإعلامي شريف مدكور، عندما قال إنها أصبحت تشبه مايكل جاكسون قبل أن يعود ويعتذر عن هذا التعليق الذي اعتبره البعض جارحًا، خاصة وأن الفنانة تعاني من مشاكل صحية.
وبدأت قصة حورية عندما قررت اجراء عمية تجميل في أنفها مع أنها لم تكن بحاجة لهذه العملية على الإطلاق، وعندما واجهت الكثير من اللوم بسبب قرارها، خرجت لتوضح أنها أجرت أول عملية بسبب التشوه الذي أصابها عقب سقوطها عن الحصان، حيث من المعروف أن الفنانة هي فارسة من الدرجة الاولى.
في نفس الإطار، كادت الفنانة اللبنانية دينا حايك، أن تدفع حياتها ثمنًا لعملية تجميل أنفها للمرة الثانية، حينما التقطت فيروس من إحدى المستشفيات اللبنانية، الأمر الذي كاد أن يهدد حياتها لولا سفرها إلى فرنسا حيث تم انقاذها، في حين لا تقتصر عمليات تجميل الفنانات على الأنف فقط، وإنما تشمل الوجه بأكمله، وهذا ما شاهدناه بأم العين مع اثنتين من أشهر فنانات لبنان وهن نانسي عجرم وإليسا.
عندما قررت إليسار الخوري التحول إلى إليسا، قررت معها أن تصبح إنسانة أخرى بكل ما للكلمة من معنى، فقد تغيرت ملامحها إلى حد بعيد، فيما ترفض الفنانة التحدث عن تلك العمليات، ولكنها لم تستطع منع الصحافة والجمهور من الحديث عن التشويه الذي أصاب القسم الأسفل من وجهها لجهة الشفاه، حيث أصبحت ضحكتها تميل إلى جهة على حساب الأخرى، حيث يبدو أن إليسا قد اجرت سلسلة عمليات من أجل التخفيف من حدة هذا التشويه، ولكنها بالتأكيد لم تعاني كما عانت الفنانة نوال الزغبي حينما اضطرت للسفر إلى فرنسا من أجل علاج التشويه الذي أصاب شفتيها نتيجة الحقن المستمر، وقد أجريت لها في فرنسا عملية جراحية لا تزال آثارها ظاهرة للعيان حتى الآن ولكن ما يخفف من حدتها هو المكياج، لأن نوال تعرف تمامًا كيف تختار الماكيير الخاص بها من أجل إخفاء ما خلفته تلك العملية من تشويه.
نانسي عجرم من الفنانات اللواتي أجرين عمليات تجميل منذ بداية ظهورها تحت إشراف مدير أعمالها جيجي لامارا، ولكن ربما هي أكثر الفنانات اللاتي اقترنت صورتها الجديدة في أذهان جمهورها لأنها حافظت على إطلالتها كما هي منذ عملية التجميل الأولى، ولكنها قامت بعملية رتوش، ويمكن أن نقول عملية تهذيب لملامحها، لتكون قريبة إلى حد بعيد من الطبيعية.
على الجانب الآخر، فإن هناك العديد من الفنانات اللواتي يرفضن الاعتراف باجراء عمليات التجميل متل الفنانة لوسي، التي تدعي بانها لم تجر سوى عملية واحدة فقط وهي تكبير شفتيها، ولكن العملية فشلت فشلًا ذريعًا، وبقيت لأكثر من ثلاثة أشهر في منزلها حتى عادت شفتيها إلى طبيعتها، ولكن من ينظر إلى ملامح لوسي بشكل جيد يدرك تمامًا انها أجرت عمليات تجميل في وجهها جعلتها تبدو أصغر سنً، ويبدو أن جراح التجميل الذي أجرى لها عملية الللفتينغ كان حريصًا على عدم تغيير ملامح وجهها، على عكس مايا دياب تمامًا، والتي تعترف بكل صراحة بانها أجرت كل ما من عليها فعله من أجل ان تكون نجمة بكل معنى الكلمة.
لا تستطيع مايا انكار أو إخفاء هذه الحقيقة لان مايا استديو الفن ومايا المراسلة في تلفزيون أوربيت ما زالت محفورة في أذهان الجمهور حتى اليوم، والعمليات التي أجرتها بالاضافة إلى كثرة استعمال السولاريوم جعلها تظهر بشكل أقرب إلى الأفارقة، وعندما يسأل البعض لماذا لا تشبه ابنتها كاي أمها النجمة الجميلة، فلأنه وبكل بساطة لا يمكن أن تشبهها بعد عمليات التجميل، ولكن هي بالفعل تشببها عندما كانت مايا دياب بالشكل الذي عرفناها به عندما كانت في بداياتها.
وكما امتلكت مايا دياب شجاعة الاعتراف بأنها اجرت عمليات تجميل، فعلت كذلك الفنانة غادة عبد الرازق والفنانة أصالة، واللتان اعترفتا أنهما اجريتا سلسلة عمليات تجميل، وبينما شبه البعض اصالة عندما اجرت تلك العمليات في وحهها بأنها أصبحت تشبه الفنانة منى زكي، ما دفع النجمة السورية إلى اجراء القليل من الرتوش لكي تشبه أصالة الحقيقية.
وبالعودة إلى غادة عبد الرازق، فبعد سنوات عدة من اعترافها بأنها أجرت العديد من العمليات، عادت لتقول بـأنها لم تجري سوى عملية لأنفها، مع أنها اختفت لفترة لانها اجرت عملية تكبير للشفاه، ولكنها باءت بالفشل كذلك، وذلك قبل مسلسلها الرمضاني الذي قدمته منذ سنتين، واكثر، لتعود في مسلسل "السيدة الاولى" بشفاه منتفخة إلى حد ما.
أما الفنانة ميسرة المختفية عن الانظار إلا في بعض المناسبات، فقد اجرت عملية تجميل أدت إلى تشويهها بدلًا من تجميلها، وقد قامت برفع دعوى ضد الطبيب الذي اجرى لها العملية، ولكنها لم تستطع تحصيل حقها، وكما هو حال ميسرة، هنالك الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد، والتي خصعت لعملية لعملية شد الوجه فجاءت النتيجة عكس ما تتمنى، لأن وجهها أصبح غير معبر على الاطلاق، ولم تعد تستطع الضحك بشكل طبيعي، لذلك حاولت فيما بعد انقاذ ما يمكن انقاذه، وأجرت سلسلة من العمليات التي أدت إلى راحة اعصاب الوجه إلى حد ما.
وفي نفس السياق، فهناك بعض النجمات اللاتي تحولت وجوههن إلى وجوه تشبه وجه القطة، مثل العديد من الفنانات السوريات والخليجيات، واللواتي يظهرن بشفاه منتفخة استفزت الكثير من مشاهديهن، كما أنه في الآونة الأخيرة بدأت الفنانات يجرين عمليات تجميل في الخارج، خاصة في فرنسا أو أميركا لاعتقادهن بأنها ستكون أنجح، ولكن النتائج كانت في بعض الأحيان كارثية، كما هو حال الممثلة نبيلة عبيد، والتي بدت منزعجة عندما التقت باحدى المذيعات الخليجيات في عيادة احد أطباء التجميل في فرنسا، لأنها كانت تدرك تمامًا أن المذيعة الخليجية سوف تنشر الخبر.
وفي إطار متصل، أكّد الدكتور روي خوري في حديث خاص لـ"لعرب اليوم"، أن الكثير من الفنانات قد اقبلن على عمليات التجميل في وقت مبكر، وبشكل عشوائي وهذه الظاهرة بدأت منذ نحو عشر سنوات تقريبًا، وما زالت في ازدياد مستمر، وقد انخفض سن الفنانت اللواتي اقدمن على تلك العمليات بشكل كبير، مع أنهن لسن في حاجة إلى ذلك، موضحًا أن الأمر في البداية كان يقتصر على عملية تجميل الأنف أما الآن فقد تطور الأمر حيث بدأن في سن مبكرة بتكبير الشفاه ونفخ الخدود، بالاضاقة إلى عمليات رفع المؤخرة والتي لا يكتب لها النجاح بنسبة 100%.
وأضاف خوري أن معظم الفنانات يقعن اسيرات تلك العمليات، والقليلات منهن اللواتي يستمعن إلى نصائح الطبيب، ولا يمكن أن نتجاهل أيضا عملية تكبير الثدي التي تعتبر أساسية بالنسبة للعديد منهن، رافضًا في الوقت ذاته ذكر أسماء الفنانات اللواتي ترددن على عيادته، ولكنه أكد بان معظمهن لسن من لبنان فقط، وانما من الدول العربية كافة، مشيرًا إلى أن الكثير من الفنانات اللبنانيات وقبل اندلاع الحرب في سورية، قد اجرين الكثير من عمليات التجميل هناك، نظرًا لقلة كلفتها، ولكن البعض منهن عدن إلى لبنان لاجراء عمليات يمكن ان نطلق عليها "عملية إنقاذ ما يمكن إنقاذه "، حيث لا يزال لبنان يحتل المرتبة الأولى من بين جميع الدول العربية في عالم السياحة التجميلية، والذهاب إلى الخارج هو فقط من أجل البعد عن أعين الناس الذين سيعرفونهم بالتاكيد عند الدخول إلى عيادة الطبيب.
أما أكثر ما يخشاه خوري هو تأثر الفتيات بشكل هؤلاء الفنانات، خاصة الفتيات الجامعيات اللواتي يأتين إليه ويقلن له بانني اريد أن أبدو كهيفاء وهبي أو نانسي عجرم، ولا يريدن سماع عبارة "كوني انت"، بل يكون لديهن اصرار شديد على إجراء حقن البوتوكس مهما كلف الامر.
وبدوره يوضح استاذ الطب النفسي، الدكتور جمال حافظ، أن اقبال الفنانات على عمليات التجميل، مقترنة لديهن بفكرة البقاء تحت الاضواء وإطالة عمرهن الفني، وقدرتهن على تجسيد ادوار لا يسمح عمرهن الحقيقي بتجسيدها لو تركن انفسهن على طبيعتها، مشيرًا إلى أن ممثلة سورية رفض ذكر اسمها أتت إلى عيادته، وكانت في حالة نفسية سيئة، وقالت له بالحرف الواحد "إنها عندما تنظر إلى المرآة لم تعد ترى نفسها، بل تجد امامها امرأة أخرى"، وأنه أصبحت هناك حالة من الغربة ما بين جسد الممثلة وروحها مما قد يؤدي إلى حالة من الانهيار العصبي خاصة عندما تقوم الفنانة بسلسة من عمليات التجميل دفعة واحدة.
وتابع لـ "العرب اليوم"، أنه بعد اجراء العمليات ترنفع حدة الأنا بالنسبة اليهن، ويسيطر عليهن شعور لأنها الاجمل والأكثر جاذبية وإثارة، فتحصل عملية رفض للعودة إلى الوراء، وتدخل في حالة سيطرة الشكل على الجوهر دون أن تدرك بأن هذا الشعور سوف ينعكس على نفسيتها بشكل سلبي عندما تصل إلى مرحلة عمرية يعجز خلالها الجراح عن فعل اي شيء.