سلطة النقد الفلسطينية

رغم مرور أيام عدة على إدخال سلطة النقد الفلسطينية، مبلغ 5 مليون شيكل من الفئات المعدنية المختلفة، إلى قطاع غزة، لإنهاء أزمة نقص السيولة النقدية "الفكة" المتجددة في كل عام، لا تزال الأزمة قائمة وتراوح مكانها، بل وتؤثر سلبًا على الحركة الشرائية.

وبحسب خبراء وباحثين اقتصاديين، فإن التجار وأصحاب المحلات التجارية في غزة، يعمدون إلى الاحتفاظ بما لديهم من العملات المعدنية "الفكة"، في شهر رمضان المبارك ومع اقتراب عيد الفطر السعيد، لتسهيل تعاملاتهم المالية، الأمر الذي يساهم في تفاقم الأزمة.

وفي كل عام، تتجدد أزمة "الفكة" في قطاع غزة، لاسيما مع اقتراب شهر رمضان الفضيل وعيدي الفطر والأضحى.

يُذكر أن سكان قطاع غزة، يتعاملون بـ 3 عملات رئيسة وهي، "الشيكل، الدولار، الدينار الأردني"، حيث تتلقى الفئة العظمى من الشعب الفلسطيني رواتبها الشهرية بعملة الشيكل، فيما يتعامل التجار بالدولار في عمليات شراء البضائع قبل بيعها بالعملة المتداولة "الشيكل".

وبين محافظ سلطة النقد الدكتور جهاد الوزير أن الجهود المكثفة التي بذلتها سلطته مع كافة الجهات المختصة بهدف تلبية احتياجات المواطنين في غزة، خلال شهر رمضان المبارك قد نجحت وأثمرت عن إدخال الفكة إلى القطاع.

وأعلن الوزير عن إدخال مبلغ 5 مليون شيكل من الفئات المعدنية المختلفة إلى قطاع غزة، الأحد الماضي، وشملت: 2.5 مليون شيكل من فئة 10 شيكل، ومليون من فئة 5 شيكل، ومليون أخرى من فئة 2 شيكل، و400 ألف من فئة 1 شيكل، و100 ألف من فئة النصف شيكل.

وأشار إلى استبدال كافة العملات التالفة في بنوك قطاع غزة، من عملة الشيكل والبالغة 51 مليون شيكل، حيث تم استبدالها بفئات حسب احتياجات المواطنين في غزة.

وذكر الباحث في الشؤون الاقتصادية، عبد الرحمن الفار، أن "أزمة الفكة في قطاع غزة موسمية، وتظهر مع اقتراب شهر رمضان المبارك أو عيدي الفطر والأضحى، لكن الأزمة مرتبطة بالهواجس النفسية والعادات السلبية لدى المواطنين".

وأوضح الفار أن خشية المواطنين من اختفاء الفكة بعد تكرار ظهور الأزمة في المواسم، دفعهم إلى تخزين العملات المعدنية والورقية لاستخدامها في هذه المواسم، ما خلق أزمة غير مبررة أو غير موجودة.

وتوقع أن تستمر الأزمة حتى نهاية هذا الأسبوع، قبل أن تشهد انفراجة بسيطة في الأسبوع المقبل، مع بدء ضخ السيولة المعدنية الجديدة المدخلة إلى قطاع غزة، في الأسواق واستبدال المواطنين الفكة القديمة التي يحتفظون بها بأخرى جديدة.

وأكد الفار على عدم وجود مبررات لاستمرار أزمة السيولة النقدية "الفكة"، بعد إدخال سلطة النقد مبلغ 5 مليون شيكل من العملات المختلفة في قطاع غزة، وخصوصًا في ظل وجود كميات كبيرة من النقود المعدنية التي تدخل إلى قطاع غزة، ولا تخرج منه في ظل الحصار المفروض عليه منذ أعوام.