غزة – محمد حبيب
أعلنت وسائل اعلام إسرائيلية الأحد اعتراض تل أبيب على مشروع جسر الملك سلمان بين مصر والمملكة العربية السعودية. وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن إسرائيل تعترض على مشروع الجسر البرى، والذي تعطل تنفيذه قبل سنوات، إبان حكم الرئيس حسني مبارك، والذي أعيد إحياؤه بعد الثورة. وأضافت، أن اسرائيل تعتبر بناء جسر فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة يمثل "تهديدا استراتيجيا لها لأنه يعرض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطر".
وقالت الإذاعة العبرية أن إسرائيل أعلنت مرارا وتكرارا أنها تعتبر إغلاق مضيق تيران "سببا مباشرا للحرب". وأشارت الإذاعة إلى أن "معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين إسرائيل ومصر تؤكد حق حرية الملاحة عبر مضيق تيران حيث تنص المادة الخامسة منها على أن الطرفين يعتبران مضيق تيران من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من والى أراضيه عبر مضيق تيران".
وذكرت إذاعة "صوت إسرائيل" أن الجسر سيقوض حرية الملاحة من وإلى خليج إيلات ويعرضها للخطر، فيما ذكر محللون آخرون أن الجسر سيساهم في التعاون العسكري بين الجانبين، إذ يمكن لهذا الجسر أن يسهل عملية نقل القوات والمعدات العسكرية السعودية إلى مصر أو العكس في أقل من نصف ساعة إذا ما تطلبت أي مواجهة عسكرية مستقبلية، وهو ما تخشاه إسرائيل.
ومن المقرر، أن يربط الجسر بين مصر والسعودية من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 50 كيلومترا.
وكان العاهل السعودي، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، أعلن خلال زيارته للقاهرة ولقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن الاتفاق على تشييد جسر يربط بين المملكة العربية السعودية ومصر عن طريق البحر الأحمر.
وأطلق الرئيس المصري على الجسر اسم "جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز"، مشيرا إلى أنه سيرفع التبادل التجاري بين البلدين وسيشكل منفذا دوليا للمشروعات الواعدة بين البلدين.
وتعود فكرة الربط بين المملكة العربية السعودية ومصر إلى ثمانينات القرن الماضي، وبالتحديد عام 1988، حينما اتفق ملك السعودية الأسبق، الملك فهد مع الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، خلال اجتماع القمة السعودية المصرية في القاهرة على إنشاء جسر يربط بين البلدين عبر مضيق تيران بمدخل خليج العقبة بحسب ما ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية.
ووصفت الصحيفة المشروع بأنه عملاق ويبلغ طول الجسر نحو 23 كلم ويختصر زمن الرحلة بين مصر ودول شمال إفريقيا وبين دول شرق خليج العقبة "السعودية ودول الخليج جميعا وسورية والعراق والاردن" إلى 20 دقيقة فقط.
لكن منذ الاتفاق عام 1988 وحتى عام 2006 لم يتم تنفيذ أي شيء باتجاه تنفيذ المشروع لأسباب غير معلومة، لكن ما أعاد الموضوع إلى الواجهة مرة أخرى عام 2006، هو حادث غرق العبارة السلام 98 في البحر الأحمر، وهي في طريقها من ميناء ضبا السعودية عائدة من منطقة تبوك إلى سفاجا، ما أسفر عن وفاة أكثر من 1000 شخص، لكن فيما بعد تناقلت بعض وسائل الإعلام المصرية والعربية أنباء عن أن الرئيس المصري آنذاك، حسني مبارك، يرفض المشروع، بل أنكر أي معرفه به.
واقترح خبراء تخطيط الطرق 3 مسارات لهذا الجسر، منها أن يمر من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم إلى منطقة النبق في سيناء، أما المسار الثاني فيمر من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم يحفر نفق إلى سيناء حتى لا يؤثر على الملاحة وخروج ودخول السفن الإسرائيلية والإردنية، والمسار الثالث هو من منطقة تبوك السعودية إلى جزيرة تيران ومنها إلى شرم الشيخ.