القاهرة – سهير مسعود
يحيط الحماس الشديد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للقاهرة للمرة الأولى منذ توليه سدة الحكم على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر بالإضافة للدفعة القوية من الملك للمستثمرين السعوديين والقطاع الخاص لضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر, إلا أن المشكلات التي واجهتها الشركات السعودية فى مصر عقب 2011 مازالت عالقة فى أذهانهم وعليها يترقبون الإجراءات الجادة التى ستتخذها الحكومة المصرية لعودة الإطمئنان اليهم خلال الفترة المقبلة.
وكان عدد من الشركات السعودية واجهت مشكلات مختلفة فى مصر مما استوجب تدخل حكومى لحل هذه المشكلات وتم تشكيل لجنة مكونة من وزارة الدفاع والرقابة الإدارية ووزارة الاستثمار و مجلس الغرف السعودية.
وكان أكثر هذه المشكلات بسبب تراجع جهات حكومية مصرية عن تعاقدات ومذكرات تفاهم أبرمتها مع شركات ومستثمرين سعوديين أو التوقف عن تفعيلها وكان على رأسها مذكرات تفاهم الأراض الزراعية التى وقعتها شركات سعودية فى المؤتمر الإقتصادي في شرم الشيخ فى مارس 2015 ولم تفعل لفترة طويلة علي الرغم من انه تم تقديم الدراسات المالية والفنية كافة الخاصة بها , وتستثمر هذه الشركات ما يزيد علي ٢٠ مليار جنيه وتستصلح ٣٠٠ ألف فدان فى مناطق جنوب منخفض القطارة وغرب المنيا وشرق العوينات والداخلة وجنوب شرق منخفض القطارة والمغرة .
وكان أكبر مثال صارخ لمشكلات المستثمرين السعوديين في القاهرة هي مشكلة الكحكي رجل أعمال سعودى بعد الحكم ببطلان عقد بيع شركة طنطا له, كما اقامت وزارة الزراعة ضده دعوة قضائية بالاستيلاء على 19 فدان.
وتواجد الكحكى الأربعاء الماضي في الملتقى التحضيري لمجلس الأعمال التنسيقي المصري السعودي ورفض التعليق على التطورات الجديدة للعلاقات الاقتصادية المصرية السعودية و قال في تصريحات إلى "مصر اليوم " أنه لن يدلي بأية أحاديث لأنه مازالت هناك مشكلات مع الحكومة المصرية.
وكانت 29 شركة سعودية سعودية قد أعلنت فى مايو الماضي استصلاح 300 ألف فدان من مشروع ضمن البرنامج الاقتصادي الذى أطلقة الرئيس عبدالفتاح السيسي لزراعة 4 مليون فدان .
ومن المقرر أن تكون قائمة المشكلات التى يواجهها المستثمرون السعوديون فى مصر والتوصل إلى حل لها من ضمن أهم أولويات الحوار بين الجانبين المصرى والسعودى على هامش زيارة المالك سالمان,وكانت وزيرة الاستثمار داليا خورشيد أكدت خلال لقاء مع المستثمرين السعوديين عن اتخاذ خطوات جادة لحل كل المشكلات التى يواجهونها.
وأكد سلطان الدويش نائب رئيس الجمعية السعودية المصرية للرجال الأعمال فى تصريحات صحفية الاسبوع الماضى- بمناسبة زيارة المالك للقاهرة - أنه تم حل ٧٥ ٪ من المشاكل العالقة للشركات السعودية في مصر منذ سنوات من خلال اللجنة المشكلة من قبل وزارة الدفاع والرقابة الإدارية ووزارة الاستثمار بالتعاون الفعال مع مجلس الغرف السعودية.
وأضاف الدويش أن المجلس التنسيقى المشكل بين البلدين دشن صفحة جديدة فى هذه العلاقات لتعزيز أواصر التعاون والتبادل التجارى والاقتصادى والاستثمارى بين البلدين , مشيرًا إلى أنه ما زالت هناك فرصا عديدة بمصر للإستثمارات السعودية في مختلف المجالات.
والتقت "فلسطين اليوم " عدد من المستثمرين السعوديين سواءًا الحاليين أو الجدد الذين أجمعوا على أنه مازالت هناك مشكلات قائمة استمرارها يمكن أن يعوق ضخ الاستثمارات لأن أي مستثمر يرغب في الإطمئنان على أمواله في مناخ مستقر وعلى رأسها استقرار أسعار الصرف ودخول وخروج الأموال و البيروقراطية.
وقال عبد الرحمن العقيل رئيس مجموعة العقيل الاستثمارية أن المجموعة تعمل فى مصر منذ 30 عامًا تقريبًا في قطاع الزراعة ولكن هناك تحديات تواجههم كمستثمرين في الوقت الحالي أهمها تحويل الارباح للخارج وتقلبات سعر الدولار.
وأوضح العقيل أن ارتفاع سعر الدولار يمثل تحدي أمام المستثمريين الحاليين لأن أموالهم تتناقص بسبب تراجع قيمة الجنيه بالإضافة إلى القيود على تحويل الأرباح تجعل بعض المستثمرين يترددون ، مؤكدًا أن استمرار هذه االمشكلات يمكن أن يؤدي إلى إعاقة ضخ مزيد من الاستثمارات.
وأضاف خليل الفريح عضو المجلس التنسيقي لرجال الأعمال المصريين السعودين أن البيرواقراطية والفساد هي من أكثر المشكلات التي تواجة المستثمرين وطالب بإجراء تعديلات على قانون الاستثمار ليكون دافعًا وعامل تشجيع المستثمرين في مصر.
ومن جانبه قال عبد المحسن القحطاني عضو مجلس الغرف السعودية أنه مازال يدرس فرص الاستثمار في مصر خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة وعليه سيتم تحديد الفرص بناءًا على جميع المقومات التى يهتم بها أي مستثمر التي تتعلق بمناخ الاستثمار.