غزة – محمد حبيب
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، د. رامي الحمدالله صعوبة هذا الواقع الصعب الذي يحياه الشعب الفلسطيني بصمود وبطولة وإصرار على مواجهة سياسات الهدم والتدمير والقتل الإسرائيلية، بإرادة صلبة في البناء وصنع الأمل والمستقبل، داعيًّا الجميع مدفوعين بمسؤولياتهم الوطنية وواجبهم الإنساني، التدخل الإيجابي والفعال، لتحقيق النجاح في فلسفة العمل الوطني، من خلال تكريس المزيد من الوقائع الإيجابية على الأرض، والتي تنمي القدرة على النجاح في رعاية مصالح الشعب وضمان التطور الاقتصادي والاجتماعي في الضفة الغربية كما في غزة.
جاء ذلك خلال كلمة الحمدالله، في لقاء سيدات ورجال أعمال مدينة نابلس المغتربين، مساء السبت الماضي، بحضور محافظ محافظة نابلس اللواء أكرم الرجوب، ووزير المواصلات والمكلف برئاسة لجنة إدارة بلدية نابلس سميح طبيلة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، ورئيس جمعية عيبال عبدالعفو العالول، ورئيس مجلس إدارة ملتقى رجال أعمال نابلس نضال البزرة،، ورئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف الحمدالله: يشرفني الوجود بين هذه النخبة المميزة من رِجال وسيدات الأعمال من أبناء شعبنا المغتربين، وأن ألتقي بهم في رحاب مدينة نابلس، هذه المدينة العريقة التي يطل منها عبق التاريخ، الوفية دائمًا لعطاء أهلها، والتي يلخص تاريخها وارتباطها بأبنائها المغتربين، ملحمة في الريادة والتفوق والصمود في وجه أعتى التحديات.
وتابع رئيس الوزراء: تأتون اليوم إلى فلسطين، وشعبها يواجه أبشع الاعتداءات الإسرائيلية، إذ يمعن جنود الاحتلال ومستوطنوه في ممارسة الانتهاكات ضد شعبنا، لاسيما أطفاله وشبابه، وتحتجز حتى هذه الساعة، جثامين العشرات منهم، ويحرم أهلهم حتى من تشييعهم ودفنهم وفق التقاليد الوطنية والشعائر الدينية.
واستطرد رئيس الوزراء: مجرد وجود أهلنا المغتربين بيننا في فلسطين، إنما يظهر للعالم كله، إننا سواء كنا في الوطن أو في المهجر ومنافي الشتات، سنبقى موحدين ونمضي مجتمعين، لبناء وطننا وتحدي الظروف القاسية، بل كسرها وتجاوزها أيضًا.
وقال الحمدالله: دعم بلادكم والاستثمار فيها والتعرف على الأمل والتغيير التي ستحدثها هذه الاستثمارات، إنما يعد جزءًا مهمًا من حلقة الجهد المبذول، على كافة المستويات، لتجاوز الصعوبات والتحديات ومواصلة بناء الوطن وخدمة أبنائه وإستنهاض مؤسساته، هذا ما دأبت حكومة الوفاق الوطني على القيام به، وهذا هو بوصلة عملها.
وأوضح رئيس الوزراء أن المربع الأول الذي انطلقت منه الحكومة لتعزيز صمود شعب فلسطين وحماية المشروع الوطني التحرري هو الحفاظ على حالة الأمن والأمان الداخلي، وإرساء سيادة القانون، مشيرًا إلى أن ترسيخ الأمن، يجب أن يترافق مع النهوض بقطاع العدل وتعزيز استقلاله، ليمارس عمله في تحقيق العدالة وترسيخ شعور المواطنين بالإنصاف، وأن ذلك كرس لديهم ليس فقط الشعور بالأمان، بل وبالثقة بقدرتهم على الإنجاز والنجاح في خدمة وبناء الوطن.
وأضاف: لقد فتحنا المجال الاستثماري واسعًا في مختلف القطاعات والمجالات، وعملنا على أن تتضمن قوانين تشجيع الاستثمار، ضمانات عصرية لتسوية النزاعات، ومجموعة من الحوافز الدورية للمشاريع في المناطق ذات الأولوية التنموية، خاصة في المناطق المسماة (ج)، بما فيها الأغوار، والأراضي المهمشة والمهددة من الجدار والإستيطان.
وبيّن الحمدالله: لقد شهد هذا العام عملاً إضافيًا لترجمة سياسات الحكومة حول تشجيع الاستثمار والترويج له، إلى واقع يدعم القطاعات الإنتاجية والمشاريع التي تسهم في ارتفاع نسب التوظيف أو زيادة التصدير واستخدام المكونات المحلية، وتم إعطاء أهمية مضاعفة للمشاريع الصناعية والسياحية والزراعية، وتلك التي تتمركز في المناطق ذات الأولوية التنموية، أو التي تعتمد أفضل المعايير للمحافظة على البيئة.
ودعا رجال وسيدات الأعمال للمزيد من تفعيل روابطهم مع الوطن وزيادة استثماراتهم فيه في غزة، وفي الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، وفي القدس الشرقية، قائلاً: انخراطكم في مسيرة البناء والمأسسة، هو استثمار في صنع الأمل والتنمية والاستقرار، ودعم لنضال شعبنا ولحقه في البناء على أرضه والعيش بحرية وكرامة فيها
واختتم رئيس الوزراء: أشكر بلدية نابلس، وملتقى رجال أعمال نابلس على تنظيم حضور هذا الحشدِ المهم من سيدات ورجال الأعمال. وكلي أمل بأن نلتقِ المرة المقبلة في كنف القدس، وقد تجسدت سيادتنا الوطنية وتكرست وحدتنا، ونهضت غزة من تحت الدمار والموت وانتهى الاحتلال الإسرائيلي إلى الأبد.