محافظة البنك الفيدرالي الأميركي غانيت لين

تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الجمعة الماضية، ومواصلة خسائرها لليوم الثالث على التوالي، مسجلة أدنى مستوى في أربعة أعوام.

وأوضح الخبير المالي والمختص بالشأن الاقتصادي أمين أبو عيشة، أن ارتفاع الدولار الأميركي مقابل العملات الأخرى وعلى رأسها اليورو والذهب والنفط، نتيجة إنهاء البنك الفيدرالي الأميركي برنامج شراء السندات، الأربعاء الماضي، والذي بدءه قبل عامين، حيث كان ضمن الجولة الثالثة بمبلغ 85 مليار دولار.

واستغنت محافظة البنك الفيدرالي الأميركي غانيت لين، عن أخر ضربة من البرنامج والمقدرة بـــ15 مليار دولار أميركي شهريًا، وبالتالي استغنت نهائيًا عن برامج التيسير الكمي التي كان بموجبه يقوم البنك بشراء سندات وأذون وأصول مالية وديون متعلقة بالرهن العقاري؛ لعلاج البطالة في الاقتصاد الأميركي بعد الأزمة المالية 2008.

 ويدل هذا السحب الكامل على قوة الاقتصاد الأميركي مقابل الاقتصاديات الأخرى، وتحديدًا اقتصاديات دول منطقة اليورو الــ18، والاقتصاد الياباني، فيما أبقت لجنة السياسات بالفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة الثابتة منذ 2008 بين صفر إلى 0.25%.

وأضاف أبوعيشة أن الذهب أنهى تعاملات الخميس الماضي، بنسبة انخفاض 1.0%، بعد بيانات أفضل من التوقعات لنمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الثالث بمعدل 3.5% وهو أعلى من التوقعات التي كانت تشير لاحتمالية النمو بـــ3.1%.

وتابع أبوعيشة أن الذهب فقد ما نسبته 5% على مدار تعاملات الأسبوع الماضي متجهًا نحو تسجيل ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، وتراجع بنسبة 3.7 % على مدار تعاملات شهر تشرين الأول/أكتوبر، وقد وصلت سعر أونصة الذهب مع بدء التعاملات في الأسواق الأميركية حاجز 1170 دولار للأونصة، وهو أدنى سعر للمعدن الأصفر منذ 30 تموز/يوليو 2010، ونتيجة لذلك تراجع احتياطي ثاني أكبر صناديق حيازات الذهب والمضاربات بها، وهو صندوق "أس بي دي أر" من 777 طن متري عن شهر أيلول/سبتمبر الماضي إلى 741.20 طن متري عن شهر تشرين أول/أكتوبر، وهو أدنى مستوى لحيازة الصندوق منذ تشرين أول/أكتوبر 2008.

وعن سعر صرف الدولار مقابل الشيكل، أوضح أبو عيشة أن الدولار سيستمر في التصحيح الفني صعودًا، مؤكدً على عدم بيعه في الفترة الحالية وتحديدًا من قبل موظفي غزة الذين تلقوا المساعدة الأممية بالدولار "1200 دولار أمريكي"، وأن ما يحدث من تسعيره في سوق غزة غير حقيقة.

وأشار إلى أن الدولار سجل الهدف 3.80 مقابل الشيكل، وهو الآن بصدد تكوين احتمالية صعودية بعد الاحتمالية الحيادية الأسبوع الماضي، وأن شمعة الإضاءة ستخترق قريبًا حاجز التداول 3.82، وتوقع أبو عيشة تداولًا له حول سعر شراء وبيع 1.23 و 1.24مقابل الدولار الأميركي ، وحذر التجار من عدم إغلاق مراكزهم بالشيكل، وهو ما سيؤدي بهم لتآكل قيمة مدخراتهم ورؤوس أموالهم وضياع أرباحهم.

وحذر أبوعيشة المكتنزون والتجار والمقبلون على الزواج من شراء الذهب في الفترة المقبلة،لأنه بدأ حاليًا تسجيل أكبر مستوى ومسيرة من القنوات الهبوطية، منذ أيلول/سبتمبر 2008، وهي فترة الأزمة المالية العالمية التي دفعت المعدن الأصفر ليسجل أعلى مستوياته أمام الدولار الأميركي في الـ20 من شهر أيلول/سبتمبر 2011 وهو 1920 دولار للأونصة، وهو أعلى سعر للذهب تاريخيًا حينها، وجزم أن انخفاض الذهب سيتواصل محاولًا كسر حاجز التداول 1155 دولار للأونصة خلال الشهر المقبل، وهذا ما يفيده التحليل الفني والشارت والبيانات التاريخية.

 وأضاف أن الذهب سيتداول قريبًا في أسواق غزة والضفة الغربية حول سعر تداولي 23 و 24 دينار أردني للجرام، وربما أقل في الشهور أو الأيام المقبلة.