منظمة الأوبك

لم يستبعد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، عبد الله البدري، أنَّ يصل سعر برميل النفط إلى 200 دولار إذا تراجعت الاستثمارات النفطية، في ظل بقاء أسعار النفط متدنية عند مستوياتها الحالية.

ولم يحدد البدري المدة الزمنية اللازمة للأسعار حتى تصل إلى 200 دولار ولكنه أكد أنَّ غالبية استثمارات أوبك في قطاع المنبع لإنتاج النفط والغاز مستمرة حتى مع السعر الحالي، دون 50 دولارًا للبرميل، والقليل منها قد يتم إلغاؤه.

وأوضح البدري، خلال حوار مع وكالة "بلومبيرغ"، الاثنين الماضي، في لندن أنَّ السوق النفطية تشهد فائضًا يقدر بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا، إلا أنه عاد ليقول إنَّ هذا الفائض سيتم تصحيحه من خلال تراجع الإمدادات وليس من ناحية زيادة الطلب، في إشارة إلى أنَّ انخفاض الأسعار سيؤدي إلى هبوط الإنتاج لبعض المنتجين، وهو ما تهدف إليه المنظمة من خلال قرارها الأخير بإبقاء سقف الإنتاج كما هو وعدم تخفيض إنتاجها.

وكان البدري قد حذر الأسبوع الماضي في دافوس من أنَّ بقاء أسعار النفط منخفضة على مستواها الحالي سيؤثر في الاستثمارات وفي الإنتاج، إذا لم يشهد النفط استثمارات مناسبة خلال السنوات الـ5 المقبلة، فإنَّ الأسعار سترتفع لا محالة إلى 100 دولار مجددًا.

وأضاف البدري، خلال حواره، أنَّ المنظمة مستعدة لأي اجتماع مع المنتجين خارج أوبك لبحث حلول لإعادة التوازن إلى السوق وإنهاء الخلل في ميزان العرض والطلب.

وبدوره، أكد رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، الاثنين الماضي، وجود مباحثات جادة مع الدول خارج أوبك من أجل إيجاد تحالف لدعم الأسعار.

ونقل التلفزيون الحكومي الفنزويلي تصريحات مادورو خلال زيارته إلى السعودية الشهر الجاري، قال فيها: "كل ما أستطيع قوله هو أنَّ العمل من أجل بناء تحالف بين أوبك وغير أوبك وكل ما يتعلق بهذا من دبلوماسية وسياسات وأعمال فنية يسير بشكل جيد".

وفي الوقت الذي يتوقع فيه البدري وصول الفائض في السوق إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، توقع مصرف باركليز في تقرير أنَّ الفائض الحالي في السوق نحو 1.1 مليون برميل يوميًا ذهب أغلبها إلى صهاريج التخزين في الولايات المتحدة وفي الصين وعلى متن السفن، وهو ما جعل أسعار نفط برنت تستمر في بقائها في وضعية التأجيل المعروفة باسم الكونتانقو.

ويذكر مصرف باركليز أنَّ الكونتانقو الذي تشهده السوق اليوم سيكون أعلى بكثير من الكونتانقو الذي شهدته العام 2008-2009. والكونتانقو تعني أنَّ أسعار عقود النفط المستقبلية أعلى من أسعار العقود الحالية وهذا ما يشجع التجار على تخزينه وبيعه مستقبلاً.

ويقول البدري في حواره إنَّ "أوبك ستعود في نهاية المطاف للعب دور المنتج المرجح في سوق النفط العالمية، وهو ما معناه أنَّها بعد نهاية الأزمة الحالية الناتجة عن الخلل في توازن السوق قد تعود لخفض إنتاجها لدعم الأسعار".

ومن ناحية أخرى أوضح البدري أنَّ تزايد إنتاج العراق لن يؤثر على توازن السوق ولن يساهم في تراكم الفائض بشكل كبير.

ويخطط العراق لرفع إنتاجه إلى 4 ملايين برميل يوميًا هذا العام، بحسب ما أوضحه وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي الشهر الماضي.

وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ الأسبوع الماضي خلال مشاركته في "المنتدى الاقتصادي العالمي"، استبعد البدري أنَّ تصل أسعار النفط إلى 20 أو 25 دولارًا، متوقعًا أنَّ تظل في فلك 45 إلى 50 دولارًا وهو السعر الحالي لها.

وأوضح أنه لا يتوقع أنَّ تهبط الأسعار إلى مستويات العشرين نظرًا لأن الهبوط الحالي لا علاقة له بميزان العرض والطلب وأساسيات السوق.

وكان البدري قد أوضح خلال كلمة ألقاها في المنتدى أنَّ قرار المنظمة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعدم خفض الإنتاج للتصدي لهبوط أسعار الخام كان قرارًا سليمًا.

وقال إنه لو أنَّ المنظمة كانت قد خفضت الإنتاج لاضطرت إلى الخفض مرارًا بعد ذلك؛ لأن الدول غير الأعضاء كانت ستزيد الإنتاج.

وكرر البدري مجددًا أنَّ سياسة الإنتاج التي تنتهجها أوبك ليست موجهة ضد روسيا أو إيران أو الولايات المتحدة.