الرياض - فلسطين اليوم
كشف الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، عن إمكانية أن "يكون العالم متجهًا نحو نقص في إمدادات النفط، بعد انخفاض حاد في الاستثمارات وندرة اكتشافات النفط التقليدي الجديدة"، حيث أعلن في المؤتمر العالمي للبترول في إسطنبول، أنّ مصادر النفط الصخري والطاقة البديلة "عامل مهم للمساهمة في تلبية الطلب المستقبلي"، لكنه اعتبر أنّ "من السابق لأوانه افتراض إمكان تطويرها سريعًا، لتحلّ مكان النفط والغاز"، مضيفًا "على سبيل المثال إذا نظرنا إلى وضع إمدادات النفط على المدى الطويل، فإن الصورة تثير قلقًا متزايدًا"، لافتًا إلى أنّ "المستثمرين الماليين يُحجمون عن تقديم الاستثمارات الضخمة اللازمة للتنقيب عن النفط، والتطوير على المدى الطويل والبنية التحتية المرتبطة بذلك"، حيث فُقدت استثمارات بنحو تريليون دولار بالفعل منذ بدء تراجع أسعار النفط عام 2014، مشيرًا الناصر إلى أنّ الدراسات "أظهرت حاجة العالم إلى إنتاج جديد مقداره 20 مليون برميل يوميًا، لتلبية نمو الطلب وتعويض أثر التدني الطبيعي للحقول المطورة خلال السنوات الخمس المقبلة"، ولم يغفل كون "الاكتشافات الجديدة تشهد أيضًا تراجعًا ملحوظًا، إذ أنّ حجم النفط التقليدي المُكتشف حول العالم في السنوات الأربع الأخيرة، انخفض إلى أكثر من النصف مقارنة بالسنوات الأربع السابقة"، لافتًا إلى "النية لاستثمار أكثر من 300 بليون دولار في الأعوام العشرة المقبلة، لتعزيز موقعنا البارز في مجال النفط، والحفاظ على فائض طاقة الإنتاج وتنفيذ برنامج ضخم للتنقيب وللإنتاج، يركز على المصادر التقليدية وغير التقليدية"، موضحًا أنّ "إحدى أولويات أرامكو تحويل خام النفط إلى بتروكيماويات مباشرة"، مؤكّدًا أنّ الشركة "تركز أيضًا على مشاريع الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة من الرياح".
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل بن فان بوردن، خلال المؤتمر، أنّ الشركة "ستنفق بليون دولار سنويًا بحلول عام 2020، على مشاريع في وحدتها لمصادر الطاقة الجديدة"، كما أعلن الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو في تصريحات، على هامش المؤتمر في إسطنبول، نشرتها وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، بانّ "اللجنة الوزارية التي تراقب اتفاقًا تقوده أوبك لخفض الإنتاج، لن تناقش احتمال إجراء المزيد من الهبوط خلال اجتماعها العادي المقرر في 24 تموز\يوليو الجاري"، بينما صرّح مسؤول إيراني في قطاع الطاقة على هامش المؤتمر أيضًا، بأنّ بلاده "مستعدة لإطلاق جولة العطاءات الأولى للتنقيب عن النفط والغاز منذ تخفيف العقوبات الاقتصادية، إذ تأمل طهران بجذب استثمارات من شركات مثل "بي بي" و"غازبروم"، حيث تُعدّ إيران إحدى الدول التي تحوز احتياطات كبيرة من الطاقة في العالم، وأبرمت صفقات لتطوير حقول قائمة مثل بارس الجنوبي وأزاديجان الجنوبي، ويادافاران وغرب كارون ومنصوري وآب تيمور، وقد علّق نائب المدير لمناطق التنقيب في شركة النفط الوطنية الإيرانية رحيم نعمة الله، على هامش المؤتمر للطاقة، بأنّ "الخطوة المقبلة في البحث عن نفط جديد، تتمثّل في طرح الشركة 14 منطقة للتنقيب عن النفط والغاز في فترة من شهرين إلى ثلاثة أشهر»، وكشف أنّ "بي بي" و"أو أم في" النمساوية و"غازبروم" و"لوك أويل" و"إديسون" الإيطالية و"بتروناس" الماليزية، أبدوا اهتمامًا بمناطق التنقيب الجديدة".
وعوضت أسعار النفط بعض خسائرها في الأسواق يوم أمس الإثنين، بعدما هبطت ثلاثة في المئة في الجلسة السابقة، لكنّ الأسواق لا تزال تتعرّض لضغوط من تزايد عدد منصات الحفر النفطية في الولايات المتحدة، والإمدادات الكبيرة من أوبك، وارتفعت أسعار التعاقد الآجل لخام القياس الدولي برنت 37 سنتًا أو 0.8% إلى 47.08 دولار عن الإغلاق الأخير، وازدادت أسعار تعاقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 37 سنتًا أو 0.8% إلى 44.60 دولار للبرميل، وأفاد تجار بأن "ارتفاع الأسعار عكس عمليات شراء انتهازية عقب الهبوط الملحوظ في الأسعار يوم الجمعة الماضي"، ولاحظوا أنّ "الأوضاع العامة في السوق لا تزال ضعيفة"، إذ أنّ أسعار برنت أقل 17% عن مستواها في مطلع السنة، على رغم اتفاق تتزعمه منظمة أوبك لخفض الإنتاج، وأكّدت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، تطلّعها إلى "تأسيس شراكات جديدة مع بعض أكبر المؤسسات العالمية، وطرح بعض نشاطات الخدمات التابعة لها في أسواق الأسهم المحلية"، كما تتجه الهند ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم إلى الحصول على إمدادات من الولايات المتحدة للمرة الأولى، بعدما اشترت شركة النفط الهندية شحنة خام ستُسلّم في شهر تشرين الأول\أكتوبر المقبل، وقد أوضح المدير المالي لشركة النفط الهندية "إيه كيه" شارما أنّ الشركة اشترت 1.6 مليون برميل من خام مارس الأميركي، وهو خام ثقيل يحتوي على نسبة عالية من الكبريت و400 ألف برميل من الخام الغربي الكندي، وستسلم على متن ناقلة ضخمة"، كما أشار مصدر تجاري إلى أن "بتروتشاينا" فازت بعقد بيع الشحنة، ويُتوقع أن "تحمل النفط قبالة ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة".
يُشار إلى أنّ وزارة النفط الهندية قد أعلنت أنّ شركة الطاقة "أو أن جي سي فيديش" الهندية، ستشارك في مزاد مقبل للتنقيب عن حقول غاز وتطويرها قبالة سواحل لبنان. وتُعدّ "أو أن جي سي فيديش" ذراع الاستثمار الخارجي لشركة النفط والغاز الطبيعي، أكبر شركة تنقيب في الهند، ضمن شركات مؤهلة مسبقًا للمشاركة في عروض تراخيص التنقيب والإنتاج البحري، كما أعلن وزير النفط الهندي دارمندرا برادهان، الذي يقود وفد بلاده في مؤتمر الطاقة العالمي في إسطنبول، في تغريدة عقب لقاء مع وزير الطاقة والمياه اللبناني سيزار ابي خليل، أنّ الاجتماع كان "مهمًا في إطار مشاركة "أو أن جي سي فيديش" في جولة العروض المقبلة، لحقول الغاز البحرية في لبنان"، وتأجلت العروض للمناطق البحرية 1 و4 و8 و9 و10، وثلاث منهما متاخمة للمياه الإقليمية لإسرائيل لسنوات، بسبب الشلل السياسي في لبنان حتى تشكيل حكومة جديدة نهاية العام الماضي.