غزة – علياء بدرا
عادت أزمة الكهرباء، تتصدر المشهد في قطاع غزة مجددًا، فمنخفض جوي استمر لثلاثة أيام، كان كفيل أن يعيد جدول توزيع الكهرباء إلى ما قبل التعهد القطري والتركي بحل المشكلة، ومسارعتها بتوريد السولار الصناعي لتشغيل محطة التوليد والخروج.
ومن جهتها، استهجنت سلطة الطاقة في غزة، استمرار هيئة البترول في المماطلة في إدخال منحة الوقود التركية لتشغيل محطة الكهرباء، مؤكدة "أن ذلك يؤدي إلى محدودية إنتاج المحطة، رغم حاجاتنا الشديدة لهذه المنحة في دعم برامج التوزيع".
وأشارت الهيئة، في تصريحٍ صحافي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه، الاثنين، إلى "أنّ جهات حكومية رفيعة ضغطت على هيئة البترول دون استجابة من طرفها، ما يعكس حالة اللامبالاة والتلاعب بمعاناة أهلنا في قطاع غزة، ما يحتّم على جميع الجهات لتناشد جميع الجهات القيام بمسؤولياتها، ومنع أي تعميق للأزمة"، وفقًا للمصادر.
كما أوضحت الهيئة، أنّ هذه المماطلة تتزامن مع الظروف الجوية الشتوية الباردة، المصاحبة لتضاعف في الأحمال وانقطاع الخطوط المصرية، ما يؤدي إلى إرباك ملحوظ على برامج الكهرباء.
فيما تنشر شركة توزيع الكهرباء، بمعدل يومي ما يتوفر لديها من كهرباء، والخطوط المتعطلة وغيرها أمام الجمهور في محاولة منها لرفع التهم الموجه لها دومًا، حيث أوضحت أن ما يتوفر لديها هو 170 ميغاوات، في حين أن احتياجات القطاع يبلغ 480 ميغا وات، ما يسبب أزمة في الكهرباء.
وترك عودة جدول التوزيع لأقل من 5 ساعات يوميًا، العديد من التساؤلات، لا سيما أن مدير محطة توليد الكهرباء، د. رفيق مليحة، كشف أن المحطة تعمل منذ الجمعة الماضية بثلاثة مولدات، في حين أن شركة التوزيع تتحدث أن ما يصلها من المحطة تعمل بقدرة مولدين فقط.
وقال د. مليحة في تصريحات إذاعية، الإثنين، "إن محطة توليد الكهرباء تعمل بـ3 مولدات منذ من الجمعة الماضية، وتعطي 90 ميغا وات، في حين كانت قبلها تعمل بمولدين، رافضًا اتهام محطة التوليد أنها سبب المشكلة، كون أن المحطة جزءًا من الحل وليست جزء من المشكلة، والمحطة جاهرة للعمل بكامل طاقتها، إذا ما توفر الوقود الكامل.
كما بين مليحة، أنه كلما أعطيت المحطة وقود عملت 4 مولدات واشتغلت "التوربينات"، وكانت كمية الكهرباء أكبر، ولا توجد أي مشكلة لمحطة التوليد.
ومن جانبه، أكد الناطق باسم شركة توزيع الكهرباء، طارق لبد، صباح الإثنين، أن شركة التوزيع اضطرت لعمل جدول توزيع للمواطنين 6 ساعات يوميًا، أي بمعدل 8 ساعات دون ساعتين, والأزمة مستمرة في ظل انقطاع الخطوط المصرية منذ عدة أيام.
وأضاف لبد، أن الخطوط الإسرائيلية تشارك في الأزمة، لا سيما أنها تقطع بشكل يومي, كما أن الشركة تتواصل لحل المشكلة إلا أنها تتلقى الردود نفسها، المتعلقة بأعمال صيانة وأحمال زائدة، متابعًا أن الشركة تعمل بمولدين اثنين في الفترة الحالية، والقدرة المتوفرة من الكهرباء هي ـ170 ميغا وات، بينما احتياج القطاع يصل لأكثر من 480 ميغا وات.
ويذكر أن دولة قطر، تبرعت قبل أقل من شهر بمنحة مالية عاجلة لحل أزمة الوقود المشغل لمولدات الشركة، وبلغت المنحة 12 مليون دولار موزعة على 3 أشهر، إلا أن سلطة الطاقة تتهم رام الله بالمماطلة في توفير الوقود اللازم، رغم توفر النقود اللازمة لشرائه، وتبقى الأزمة متواصلة في ظل عدم وجود حلول جذرية لها، واستمرار المناكفات بالمتسبب بالأزمة، وبقاء الحلقة مفقودة أمام المواطنين .