رام الله- فلسطين اليوم
على الرغم من مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على نضج ثمارها، وإنتاج كميات كبيرة منها، إلا أن التوت الأرضي، أو "الفراولة"، مازالت شحيحة في أسواق قطاع غزة، وأسعارها مرتفعة نسبياً، كما أن جودة الثمار المعروضة أقل مما اعتاد المواطنون عليه.
ودفعت ندرة الفراولة وارتفاع أسعارها بعض الباعة لوضعها في علب بلاستيكية صغيرة، لا يزيد وزن الواحدة منها على 300 جرام، وبيعت العلبة الواحدة بمبالغ تتراوح ما بين 3-5 شيكل.
فاكهة شحيحة
ويقول البائع أيمن صبحي (32 عاماً)، إن الفراولة تعتبر من أندر الفواكه في الأسواق خلال الفترة الحالية، وكثير من الباعة يتجنبون شراءها وعرضها على بسطاتهم، نظراً لتوفر بدائل رخيصة أخرى مثل الموز والكاكا، والتفاح والحمضيات وغيرها، ولأنها سريعة التلف، ففي حال لم ينجح البائع ببيعها خلال يومين على الأكثر تفسد ويضطر للتخلص منها.
وأوضح صبحي أنه يشتري كمية محدودة منها لعرضها على بسطته، بهدف التنويع وإرضاء بعض الزبائن ممن يطلبونها، لكن بشكل عام الإقبال عليها محدود، مستذكراً حين كان تصديرها شحيحاً في السنوات الماضية، وكانت تملأ الأسواق في مثل هذا الوقت، وتباع بأقل من أربعة شواكل للكيلو الواحد، ثم تنخفض إلى أقل من ذلك، ومن كثرتها كان بعض المواطنين يصنعون منها المربى، أو يخزنونها في ثلاجاتهم لعصرها في شهر رمضان.
وأشار صبحي إلى أن المتوفر من التوت الأرضي في الأسواق ثمار درجة ثانية، وهي ذات أحجام صغيرة أو حبات مشوهة، في الغالب لا تصلح للتصدير، لكنه توقع بأن تتوفر في الأسواق وتنخفض أسعارها نهاية الشهر الجاري وخلال شهر شباط القادم، كما أن توالي الأعياد اليهودية التي يغلق فيها معبر كرم أبو سالم في شهري آذار ونيسان، ستعرقل عمليات التصدير، ما يجبر التجار والمزارعين على نقل كل إنتاجهم للسوق المحلي، وبالتالي سيحدث مزيد من الانخفاض على الأسعار.
ثمار للتصدير
وباتت الفاكهة التي تزرع بشكل واسع في قطاع غزة خاصة شماله، محرماً أكلها على معظم الغزيين، وما ينتج منها يصدر فوراً إلى أوروبا ودول الخليج العربي، وأسواق الضفة الغربية، بينما تصل الأسواق كميات محدودة منها.
ويقول المواطن أحمد ماضي، إنه وبعد إلحاح شديد من قبل أحد أبنائه اشترى علبتين من الفراولة مقابل سبعة شواكل، ووزنهما لم يزد على 600 جرام، وقام بتوزيع محتواهما على أبنائه لتذوقها، موضحاً أنه ومنذ فتح الباب أمام تصدير الفراولة قبل عدة سنوات وهي شحيحة في الأسواق المحلية وأسعارها مرتفعة.
وأكد أنه بثمن علبتي الفراولة كان بإمكانه أن يشتري ثلاثة كيلو جرامات من فاكهة الموز، لكنه اضطر لتلبية طلب ابنه، ولا ينوي تكرار شرائها حتى تعود أسعارها وتنخفض مجدداً، وتصبح متوفرة في السوق.
فيما أوضح المواطن عبد الله قاسم، أنه لا يعتبر الفراولة فاكهة أساسية طالما توفرت بدائل أخرى، ويكتفي بشرائها مرة أو مرتين خلال الموسم، وهو يؤيد استمرار تصديرها لدعم المزارعين، الذين تعرضوا لخسائر كبيرة خلال المواسم الماضية بسبب وقف التصدير واعتداءات الاحتلال، وضعف الأسواق.
قد يهمك ايضاً :
سهيل المزروعي لا يتوقع مخاطر فورية على تدفقات النفط عبر مضيق هرمز