دبي - جمال أبو سمرا
تستعدّ الحدائق الترفيهيّة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة لاستقبال أكثر من 19 مليون زائر سنويًا بحلول العام 2020، إذا استمرت الاتجاهات الحاليّة السائدة، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة عن "كولييرز إنترناشيونال" قبيل انعقاد معرض سوق السفر العربيّ 2017.
وتستند هذه التوقعات على معدلات الزيارة الحاليّة في "عالم فيراري" و"ياس ووتر ورلد" في أبو ظبي و"أكوافنتشر" و"وايلد وادي" في دبي، إضافة إلى المنتزهات الترفيهيّة الجديدة والمقبلة. وسجّلت جميع الحدائق الترفيهيّة الأربعة علاقة توافقيّة بين تزايد أعداد السياح لدولة الإمارات، وعدد الزوار لهذه الحدائق.
ومن المتوقع أن تنطبق هذه الاتجاهات أيضًا في "آي إم جي عالم من المغامرات" و"دبي باركس أند ريزورتس" الذين جرى افتتاحهما هذا العام في دبي. ويطمح كلاهما لاستقطاب ملايين الزوار خلال العام التشغيلي الأول لهما حيث تتوقع "آي إم جي عالم من المغامرات" استقطاب 4.5 ملايين زائر، وتسعى "دبي باركس أند ريزورتس" لاستقبال 6.7 ملايين زائر.
وقال مدير أول معرض سوق السفر العربي سايمون بريس "تمتلك دبي فرصة فريدة لتكرار النجاح الذي تمّ تحقيقه في أسواق أخرى، مثل أورلاندو وسنغافورة وطوكيو، باستقطاب سياح جدد، وكذلك الحصول على حصة من سوق السفر المباشر والعابر.
وتمثل هذه الحدائق الترفيهيّة إضافة جديدة إلى المشهد السياحيّ هنا في دول مجلس التعاون الخليجيّ، ومن المهم أن تكون الوجهات السياحيّة مستعدة جيدًا للاستفادة القصوى من الفوائد التي توفّرها".
وتمّ نشر هذه البيانات في تقرير "سياحة الحدائق الترفيهيّة" الذي أصدرته "كولييرز إنترناشيونال" بالتزامن مع افتتاح "آي إم جي عالم من المغامرات" و"دبي باركس أند ريزورتس".
وتشارك هاتان الوجهتان الجديدتان، في فعاليات سوق السفر العربيّ (الملتقى 2017) الذي يقام خلال الفترة الممتدة من 24-27 نيسان/ أبريل 2017، حيث حجزت "آي إم جي عالم من المغامرات"، جناحًا أكبر بنسبة 74% من جناح دورة العام الماضي من المعرض، كما أكدت "ياس ووتر ورلد" و"عالم فيراري" مشاركتها أيضًا.
ومن المقرر مناقشة أهمية وتأثير الحدائق الترفيهيّة على المشهد السياحيّ الإقليميّ خلال فعاليات "المسرح العالمي" في سوق السفر العربي 2017.
وفي الحالة الطبيعيّة يتوقع للحدائق الترفيهيّة أن تستقطب مزيجًا من الزوّار يتكون تقريبًا من 70% من الزوّار المحليين و20% إقليميين ونحو 10% من الزوّار الدوليين. فيما تشكّل مجموعات الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض والحوافز حصّة كبيرة من الزوّار وبخاصّة في المدن ذات الصبغة التجاريّة مثل سنغافورة وطوكيو.
وقال بريس "إننا نشهد بزوغ حقبة جديدة لدبي ودولة الإمارات من خلال افتتاح أضخم حديقة ترفيهيّة متكاملة في العالم وهي "دبي باركس أند ريزورتس"، وغيرها من المعالم السياحيّة الضخمة التي تنضمّ إلى مجموعة الحدائق الترفيهيّة مثل "عالم فيراري" و"ياس ووتر ورلد"، والتي سوف تستقطب بصورة طبيعيّة أعدادًا متزايدة من أنحاء المنطقة".
وتشمل حديقة "دبي باركس اند ريزورتس" الترفيهيّة أربعة أقسام هي "بوليوود باركس" و"موشين جيت" وليغو لاند" و"سيكس فلاجز دبي" التي سيتمّ افتتاحها في عام 2019.
كما تضمّ الحديقة منتجع ماريوت لابيتا من "أوتغراف كوليكشن" وهو الفندق الأول من نوعه في المنطقة، بالإضافة إلى "ريفير لاند" الوجهة المميّزة للمطاعم والتسوّق. وتبلغ مساحة هذه الحديقة الترفيهيّة التي بلغت تكلفتها 13.2 مليار درهم حوالي 30.6 مليون قدم مربع.
وتمتدّ حديقة "آي إم جي عالم من المغامرات" على مساحة تعادل ستة ملاعب كرة قدم، وهي أول وجهة ترفيهيّة عالميّة تستقطب علامتي "مارفل" و"كارتون نتورك" سوية فضلاً عن "آي إم جي بوليفار" و"الوادي المفقود- مغامرة الديناصورات". وتوجد في هذه الحديقة الترفيهيّة مجموعة فريدة من الأفعوانيات ونقاط الجذب الترفيهيّ و28 مطعمًا ومقهى و25 متجرًا.
وتساهم هذه الوجهات الترفيهيّة الجديدة في تعزيز الأداء الاقتصاديّ للقطاع الفندقيّ، وذلك في أعقاب عامين من الصعوبات التي واجهها هذا القطاع على المستوى الإقليمي، حيث شهدت الفنادق وشركات الطيران تقلبات في السوق بسبب التطورات التي وقعت في العديد من أسواق مصدر الزوار والسياح الرئيسيّة، والتقلبات الحادّة في قيمة الروبل واليورو والجنيه الاسترليني.
وأشار تقرير "كولييرز" أنه كلما كان الفندق قريبًا من الحدائق الترفيهيّة كلما زادت قوة أدائه في شرائح القياس الرئيسية المتمثلة في الإشغال ومتوسط السعر اليومي والعوائد في العقد الذي يلي الافتتاح.
أما الفنادق الواقعة ضمن الدائرة الداخلية الحدائق الترفيهية فينتظر أن تحقق معدلات إشغال أعلى بنقطتين إلى عشر نقاط من الفنادق الواقعة في الدائرة الخارجية وفي المدينة.
ويتراوح متوسط فترة الإقامة في فنادق الحدائق الترفيهيّة بين يومين إلى ستة أيام على المستوى العالمي. وفي "ديزني وورلد أورلاندو" يصل متوسط مدة الإقامة إلى 4.5 أيام إلا أن هذا يعود إلى الطقس الدافئ هناك على مدار العام، وتواجد المنتزهات الأخرى والمرافق الرديفة في منطقة أورلاندو. فيما يبلغ هذا المتوسط 2.4 يوم في "يورو ديزني باريس" و1.3 يوم فقط في "ديزني لاند طوكيو".
وأضاف بريس "أصبحت الفرصة متاحة الآن أمام دولة الإمارات لتكون وجهة سياحية ترفيهية رئيسية على المستوى العالمي، وهناك العديد من الشركات العاملة في قطاع السياحة والترفيه التي يجب أن تكون مستعدة للاستفادة من هذا الوضع. ومع وجود معالم سياحيّة أكثر مما كان من قبل فإن دولة الإمارات عموماً ودبي خصوصاً تحقق قفزات كبيرة نحو تحقيق أهدافها في أعداد السياح".